علماء من باكستان ومجمع الفقه الإسلامي الدولي يتعهدون بدعم برنامج استئصال شلل الأطفال في باكستان

جدة :اختتمت بمقر البنك الإسلامي للتنمية بجدة، أعمال اجتماع نخبة من العلماء من باكستان ودول إسلامية أخرى ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، لبحث أفضل السبل الممكنة لتوعية السكان في عدد من المناطق الباكستانية بأهمية وضرورة التعاون مع حملات التطعيم الجارية حاليا هناك بهدف القضاء على مرض شلل الأطفال في كافة أنحاء باكستان بمشيئة الله بحلول عام 2016م.

وفي الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، توجه معالي الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بالشكر والتقدير لكافة العلماء المشاركين لتلبيتهم دعوة البنك لهذا الاجتماع الهام، مؤكدا أن البنك الإسلامي للتنمية لن يدخر جهداً للمساهمة في القضاء على الأمراض السارية والمعدية والمستعصية في الدول الأعضاء، وأن البنك يضع في مقدمة أولوياته المساهمة في القضاء على مرض شلل الأطفال وغيره من الأمراض، تنفيذاً لتوصيات بلاغ مكة المكرمة وبرنامج العمل العشري الصادرين عن القمةالإسلامية الاستثنائية الثالثة التي عقدت في ديسمبر 2005م بمكة المكرمة، لمواجهة تحديات الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين.

وأشار في هذا الصدد لقيام البنك في أكتوبر 2012م باعتماد تقديم أكبر تمويل منذ تأسيسه لمشروع في القطاع الصحي والمتمثل في تقديم (227) مليون دولار أمريكي لمشروع القضاء على شلل الأطفال في باكستان، بالتعاون مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس العالمية، لتطعيم نحو (34) مليون طفل ممن هم دون سن الخامسة في باكستان عن طريق تناول اللقاح المضاد عن طريق الفم. موضحا أنه مازالت هناك ثلاثة دول فقط في جميع أنحاء العالم تعاني من هذا المرض وهي : أفغانستان وباكستان ونيجيريا، وأشار إلى أنه قد تم في بداية شهر أغسطس الحالي صرف الدفعة الأولى من هذا المبلغ وتبلغ(32.6) مليون دولار أمريكي، للقائمين على تنفيذ هذا المشروع في منظمة الصحة العالمية.

وواجه برنامج استئصال مرض شلل الأطفال في باكستان للأسف معوقات وصعوبات خطيرة أدت لتوقفه أحيانا في بعض المناطق الباكستانية التي هي في أمس الحاجة لتطعيم أطفالها ضد هذا المرض الخطير، وذلك نتيجة انتشار بعض المفاهيم الخاطئة والتصورات المغلوطة التي لا أساس لها من الصحة، مما أدى لوقوع عدة اعتداءات مؤسفة ضد العاملين في حملات مكافحة شلل الأطفال، نتج عنها مقتل وإصابة عدد من العاملين في تلك الحملات.
وقد ناقش المشاركون على مدى يومين متتاليين الوضع الراهن لجهود مكافحة واستئصال مرض شلل الأطفال في باكستان، والدور المتوقع من علماء الأمة لدعم حملات التطعيم وسبل دعم تلك الحملات على أرض الواقع. وفي نهاية مداولاتهم المكثفة، أصدر العلماء الذين شاركو في الاجتماع بياناً مشتركاً أعربوا فيه عن أسفهم واستنكارهم الشديد لأعمال العنف التي تعرض لها بعض العاملين في حملات استئصال شلل الأطفال في بعض المناطق الباكستانية.

وأشاد المشاركون في بيانهم بالجهود التي يبذلها البنك الإسلامي للتنمية لدعم برنامج استئصال شلل الأطفال في باكستان، مؤكدين التزامهم الكامل بالمساهمة في إنجاح هذه الجهود واستمرارها حتى القضاء بشكل كامل على هذا المرض في كافة المناطق الباكستانية بإذن الله، وتأييدهم الكامل لتوصيات اجتماع القاهرة (مارس 2013م)، واجتماع إسلام أباد(يونيو 2013م) التي عقدت في العاصمتين لدعم برنامج استئصال شلل الأطفال في باكستان. وأكد البيان كذلك أهمية إشراك العلماء في باكستان في كافة الأنشطة المرتبطة بتنفيذ حملات القضاء على شلل الأطفال هناك، وضرورة فتح حوار صريح مع سكان المناطق الباكستانية التي شهدت أعمال عنف أدت في بعض الأحيان لوقف حملات التطعيم فيها. وأوصى البيان كذلك بأن يتم ترتيب زيارات لعلماء من الدول الأعضاء بالبنك، لزيارة باكستان والمساهمةفي جهود التوعية التي توضح لسكان تلك المناطق أهمية القضاء على شلل الأطفال في باكستان باعتباره يصب في مصلحة الأمة.

كما أوصى البيان أئمة المساجد في باكستان ضرورة إبراز أهمية تقديم كافة التسهيلات الممكنة لحملات التطعيم الجارية حالياً في باكستان في خطب الجمعة، حفاظاً على حياة أطفالنا. كما أوصى البيان ضرورة الاستفادة من وسائل الإعلام وكبار العلماء في باكستان للمساهمة في الحملات الإعلامية المساندة لحملات التطعيم.

وأكد البيان في الختام أهمية تعاون البنك الإسلامي للتنمية ومجمع الفقه الإسلامي الدولي من أجل تنظيم مؤتمر دولي يحضره العلماء من باكستان ونيجيريا وأفغانستان والصومال للتوعية بأهمية حصول الأطفال في تلك الدول على التطعيم اللازم للقضاء على شلل الأطفال بصورة نهائية وكاملة بمشيئة الله.

01.09.2013