إلى باكستان .... تقريبا مع الحب

إلى باكستان ... تقريبا مع الحب * ديفيد أغناتيوس - «واشنطن بوست»




واحدة من المشاكل التي تتعلق بالعلاقة الأميركية الباكستانية على مدى عقود هي أن كلا الجانبين كانا يقعان بالحب وينفصلان مثل زوجين مزاجيين سريعي الغضب ، بدلا من الحافظ على علاقة ثابته وجديرة بالثقة. لذا من الحكمة أن تتخذ المحادثات الحالية نهجا استراتيجيا جديدا مع شيء من الحذر والشك.

في الرواية المتفائلة للبيت الأبيض ، فإن أول نجاح كبير لسياسة إدارة أوباما الجديدة تجاه أفغانستان لم يأت ضمن معركة مرجة في مقاطعة هلمند ، بل في إسلام أباد. ويشير المسؤولون إلى تعاون باكستان مع وكالة الاستخبارات المركزية فيما يتعلق بإلقاء القبض على قادة طالبان الأفغان والتحقيق معهم ، وإلى حوار باكستان الجديد مع الهند.

يتفق المسؤولون الباكستانيون أن هناك تغييرا إيجابيا في المزاج العام. ويقولون: إن إدارة أوباما اتخذت خطوات هادئة لإعادة التأكيد لإسلام أباد بأن الولايات المتحدة لا تريد نزع أسلحة باكستان النووية وإنها لا تحاول تهريب عملاء سريين متنكرين كمقاولين أميركيين. يقول مسؤول باكستاني "إنها تتعلق باستعادة ثقة كل منا بالآخر".

لكن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين في كلا الجانبين يبدون حذرين حيال ما يمكن أن تقدمه تلك العلاقة الجديدة. هناك ثقة كبيرة ، كما يقولون ، لأن المسؤولين يعرفون بعضهم بعضا بصورة أفضل. ويحصي مسؤول من الولايات المتحدة 25 زيارة أميركية رفيعة المستوى إلى الباكستان منذ تولى أوباما السلطة. وحتى مع ذلك ، يقول شوجا نواز من المجلس الأطلسي ، وهو مفكر لا ينتمي لأي حزب "ما زال هناك كم لا بأس به من عدم الثقة".

يصف أحد مسؤولي الإدارة الكبار العلاقة بهذه الطريقة: "لقد ضيقنا الفجوة فيما يتعلق بوجهات النظر الاستراتيجية ، وهذا سمح بتعاون أكبر على المستوى التكتيكي". لكنه حذر بأن ذلك قد يجعل هذا التقارب مبالغا به وأن يطلق عليه وصف "إعادة تقييم إستراتيجية" ، كما فعل بعض مسؤولي البيت الأبيض.

مؤخرا ، قام محللون من وكالة الاستخبارات المركزية بفحص التاريخ المتقلب للعلاقة وأعدوا تقريرا بشأنه. وأوضحوا أن هذا المد والجزر كان ، جزئيا ، بتوجيه من شخصيات من كلا الجانبين لكن دائما ما كان الباكستانيون يحتفظون بالتركيز على مصالحهم الاستراتيجية - بدءا من تنافسهم التاريخي مع الهند.

نظرا لمركزية الهند في حسابات باكستان الأمنية ، فقد تشجع مسؤولون أميركيون جراء استئناف محادثات رفيعة المستوى بين الهند والباكستان الشهر الماضي. وكانت إدارة أوباما قد عملت من وراء الكواليس لرعاية تلك المحادثات وطمأنة كلا الجانبين.

الوسيط المجهول في المحادثات هو رئيس وزراء الهند مانموهان سينج ، وهو مناصر قوي لعلاقات أفضل مع جارته. وكان مسؤولو الولايات المتحدة نصحوا الباكستان بأنه ، من وجهة نظرهم ، سينج زعيم بعيد النظر بشكل غير عادي قد يكون قادرا على فتح الأبواب التي أغلقت في نيو دلهي.

من جهتهم ، يصر الهنود أنه لن يكون هناك تقدم حقيقي في العلاقة ما لم يقم جهاز الاستخبارات الباكستاني بكبح جماح جماعات الميليشا الكشميرية ، مثل عسكر طيبة ، التي ساعدت في إنشائها. يقول أحد الباكستانيين "لقد فهمنا". لكن ما حدث على أرض الواقع لطمأنة الهند كان قليلا جدا.

لمواجهة المخاوف الأمنية الباكستانية ، اتخذت إدارة أوباما عددا من الخطوات الصغيرة التي لم تكن ملحوظة جدا. إحدى تلك الخطوات القبول المطلق بوضع باكستان كدولة نووية معلنة ، وتبعا لذلك عكس نظريات التآمر القائلة بأن الولايات المتحدة تتآمر سرا للاستيلاء على الأسلحة النووية الباكستانية.

قام أوباما بحركة مبكرة في هذا الاتجاه عندما أخبر صحيفة الفجر الباكستانية في شهر حزيران الماضي ، "أنا على ثقة أن الحكومة الباكستانية تقوم بحماية ترسانتها النووية. فهي ترسانة باكستان النووية". يقول مسؤولون أن هناك تأكيداتْ سرية مشابهة.

تحاول الولايات المتحدة أيضا محاربة المخاوف الباكستانية من النشاطات العسكرية والاستخباراتية السرية للولايات المتحدة. السفير الباكستاني حسين حقاني كان يتفاوض على مقاييس لشفافية أكبر ، مثل التصنيف أوضح للشحنات الرسمية. وقد كررت الإدارة تأكيدات أوباما التي صرح بها في شهر حزيران الماضي من أنه "لا نية لدينا لإرسال قوات أميركية إلى الباكستان".

تبقى أفغانستان القضية الأكثر تعقيدا. فقد قدم الباكستانيون مساعدة كبيرة الشهر الماضي بإلقاء القبض على الملا عبد الغني بارادار (الذي كان بمحض الصدفة إلى حد ما) فلا الولايات المتحدة ولا الباكستان كانتا على علم في البداية أنه المسؤول رقم 2 في طالبان). ونظرا لأن بارادار كان رئيس الدعم اللوجستي في حركة طالبان وكان لديه المفكرات وسجلات الكمبيوتر ، فقد ثبت أن هذه العملية هي "منجم ذهب" كما قال أحد المسؤولين.

لكنّ هناك - دائما - أمرا جديدا للقلق بشأنه في هذه العلاقة. الباكستانيون قلقون مؤخرا من أن الولايات المتحدة قد تتفاوض على اتفاق سلام مع طالبان أفغانستان وهو ما سيلغي دورهم كوسيط. ويصر أحد الباكستانيين قائلا "في حوار المصالحة ، يجب أن يكون لباكستان مقعد على طاولة المفاوضات". سوف نكون جميعا محظوظين إذا ثبتت أن هذه هي أكبر مشكلة.

أحمد حافظ

قراقرم

مشكورين لمروركم الكريم

يعطيكم العافية