"باكستان" كلمة السر في الإعلان الدستوري المكمل!
صفحة 1 من اصل 1
"باكستان" كلمة السر في الإعلان الدستوري المكمل!
عقب الإعلان الدستور المكمل الذي أصدره المجلس العسكري أمس وأعطى سلطات تنفيذيه للقوات المسلحة وسمح لها بنوع خاص فيما يتعلق بالتنقلات داخل الجيش من تعيين وترقية إلى قرار الإعلان الحرب ؛ جعل مصر تقترب من الحالة الباكستانية في وضع الجيش في الدستور وطبيعة دوره في إدارة البلاد .
ومن غرابة المشهد المصري الراهن والمناقشات حول "النموذج الباكستاني"، أن المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الحاكم، عمل ملحقاً عسكرياً في باكستان ، وهو ما يعني أن أعلى سلطة في البلاد حاليا يدرك جيدا تجربة وضع المؤسسة العسكرية في الجيش ، ولم يخف المشير إعجابه، حسب بعض المصادر، بالعلاقات المدنية العسكرية في سياقها الباكستاني؛ حيث يرى أن السياسة للسياسيين، لكن للعسكر كل الحق في تغيير المعادلة متى ما شاءوا، وذلك لأن الدول أهم بكثير من أن تترك تماما للمدنيين.
المحلل السياسي جمال الملاح يتحدث عن الوضع المؤسسة العسكرية الباكستانية في الدستور الباكستاني والحياة الباكستانية فيقول :"العديد من مواده مع الإعلان الدستوري المكمل وفي مقدمتها قرار الحرب وأيضا تدخل القوات المسلحة لمساعدة السلطة المدنية عندما يتم استدعاؤها وذلك طبقا للقانون. وفى حالة وجود القوات المسلحة في منطقة ما لمساعدة السلطة المدنية فليس للمحكمة العليا أي سلطات على تلك المنطقة في ظل تواجد القوات المسلحة بهاز".
وأضاف "الملاح" إن المؤسسة العسكرية في باكستان استطاعت أن تجد غطاء قانوني لدورها السياسي ، وذلك عبر النص على وجود مجلس أمن قومي وتم إنشاء هذا المجلس لاحقاً من قبل السلطة التنفيذية لتعمل كهيئة استشارية لرئيس الجمهورية، واليوم الواقع السياسي الباكستاني مختلف تماما عن هذا، فالجيش هو صاحب الكلمة العليا في إدارة البلاد وهو ما تسير عليه الأمور في مصر.
واضح "الملاح" إن المتابعة الدقيقة تؤكد أن الجيش الباكستاني الذي أعلن مسبقاً عن هويته الإسلامية، تحالف مع الإسلام السياسي واستغل هذه الهوية في صراعاته على السلطة، كما أن الأحزاب والتيارات الإسلامية تخرج في أكثر من مناسبة معلنة تأييدها للعسكري ولها تعاون وثيق مع الجيش داخل البرلمان، واستطاع المجلس العسكري في مصر الوصول إلى مبتغاه من الوضع الخاص للمؤسسة العسكرية في الدستور الجديد من خلال الإعلان الدستور بالمكمل.
وأكد الشيخ نبيل نعيم ،زعيم تنظيم الجهاد ، على مقاله "الملاح" إن وضع المؤسسة العسكرية في مصر سيسير علي نهج وضع المؤسسة العسكرية في باكستان بأن يكون لها وضعها الخاص ، وان المؤسسة سوف تؤمن لنفسها وضع خاص كما حدث في التجربة الباكستانية .
طنطاوي في باكستان
وأوضح نعيم إن عمل المشير طنطاوي في باكستان كملحق عسكري ربما ساهم في التوصل إلى تطبيق التجربة الباكستانية في مصر ،مؤكد إن استقلالية الجيش المصري هي الضمانة الوحيدة لعدم وقوع مصر فريسة لأي تيار سياسي أو ديني في مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين ، وأضاف الشيخ نعيم ، انه مع الاستقلال الكامل للمؤسسة العسكرية لأنها تمثل الضمانة الوحيدة لتماسك البلد وعدم غلبة تيار سياسي علي تيار سياسي آخر، وهم أيضا الضمانة التي تجعل الإخوان المسلمون يفوا بالعهود التي تعهدوها للشعب من تحقيق تقدم اقتصادي قوي.
ويري الكاتب والمحلل السياسي مأمون فندي ، إن التجربة المصرية فيما يتعلق بعلاقة المؤسسة العسكرية بالدولة إلى اقرب إلى النموذج الباكستاني ، وهناك مؤشرات قوية تشير إلى أن باكستان هي مستقبل مصر لأن كل اللاعبين الأساسيين(المؤسسة العسكرية – القوي السياسية وخاصة الدينية- والغرب الدول الخارجية متمثلا في أمريكا) يعدون أنفسهم للتعامل مع الحالة الباكستانية في مصر لا الحالة التركية، على الأقل خلال السنوات العشر المقبلة، فكل اللاعبين الأساسيين في الداخل وربما في الخارج محكومون بالتجربة الباكستانية على الرغم من أن أمنيات بعضهم هي الوصول إلى النموذج التركي.
وأضاف " فندي" إن هناك مؤشرات عديدة تصب في « بكسنة » مصر (أي: تحويلها إلى باكستان)، هذا إذا كان من الممكن صك كلمة كهذه لتوصيف الحالة، هو أن التيارات الدينية الغالبة في مصر تستقي معظم أفكارها وأطروحاتها، منذ السبعينات من القرن الماضي وحتى الآن، من كتابات المفكر الباكستاني مولانا أوب الأعلى المودودي، وهو أقرب إلى شخصية سيد قطب في مصر منه إلى شخصية حسن البنا.
وأوضح "فندي" انه من الطبيعي في نقل أفكار الإسلام هو أن تنتقل الأفكار من بلاد العرب المسلمين، وهم أهل اللغة والفقه، إلى البلدان التي لا تكون العربية لغتها الأصلية، لكن الغريب في حركات الإسلام السياسي وفي حالة المودودي وغيره أن الأفكار المهيمنة كانت تأتي من شبه القارة الهندية إلى بلدان العربان، حتى أصبح الجيل الجديد لا يعرف ما إذا كان المودودي إماما عربيا أم لا.
كذلك يظن بعض الشباب - على الرغم من أن المودودي مفكر حديث ومؤسس الجماعة الإسلامية في باكستان في بداية القرن الماضي - أنه من الأقدمين من علماء المسلمين، من كثرة ترديد اسمه والاستشهاد بمقولاته عند أهل الإسلام الحركي في مصر، إذن أهل الإسلام السياسي مهيَّؤون لـ«بكسنة» مصر، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية، متمثلة بسفيرتها في القاهرة وأصحاب القرار في واشنطن، وكذلك الرجل الذي على قمة الهرم السياسي في مصر الآن، المشير محمد حسين طنطاوي.
وشدد"فندي" على ان باكستان هي المستقبل وليست تركيا، وحتى يظهر ما يشير إلى غير ذلك على كل من يفكرون في مصر بشكل جاد أن يتدارسوا النموذج الباكستاني وتنويعاته التي قد تحدث على الأرض بدلا من مضيعة الوقت في نموذج تركي هو ضرب من ضروب الخيال.
ومن غرابة المشهد المصري الراهن والمناقشات حول "النموذج الباكستاني" أن السفيرة الأمريكية لدى مصر "آن باترسون" نُقلت من إسلام أباد إلى القاهرة، عقب ثورة يناير، وقد عاشت سيطرة التيارات الدينية في باكستان واستطاعت أن تجد لبلادها موطئ قدم، وأن تعزز من التعاون الأمني بين الجانبين، كما استطاعت أن تروض الإسلام السياسي في اتجاه التعاون مع واشنطن.
19/6/2012
ومن غرابة المشهد المصري الراهن والمناقشات حول "النموذج الباكستاني"، أن المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الحاكم، عمل ملحقاً عسكرياً في باكستان ، وهو ما يعني أن أعلى سلطة في البلاد حاليا يدرك جيدا تجربة وضع المؤسسة العسكرية في الجيش ، ولم يخف المشير إعجابه، حسب بعض المصادر، بالعلاقات المدنية العسكرية في سياقها الباكستاني؛ حيث يرى أن السياسة للسياسيين، لكن للعسكر كل الحق في تغيير المعادلة متى ما شاءوا، وذلك لأن الدول أهم بكثير من أن تترك تماما للمدنيين.
المحلل السياسي جمال الملاح يتحدث عن الوضع المؤسسة العسكرية الباكستانية في الدستور الباكستاني والحياة الباكستانية فيقول :"العديد من مواده مع الإعلان الدستوري المكمل وفي مقدمتها قرار الحرب وأيضا تدخل القوات المسلحة لمساعدة السلطة المدنية عندما يتم استدعاؤها وذلك طبقا للقانون. وفى حالة وجود القوات المسلحة في منطقة ما لمساعدة السلطة المدنية فليس للمحكمة العليا أي سلطات على تلك المنطقة في ظل تواجد القوات المسلحة بهاز".
وأضاف "الملاح" إن المؤسسة العسكرية في باكستان استطاعت أن تجد غطاء قانوني لدورها السياسي ، وذلك عبر النص على وجود مجلس أمن قومي وتم إنشاء هذا المجلس لاحقاً من قبل السلطة التنفيذية لتعمل كهيئة استشارية لرئيس الجمهورية، واليوم الواقع السياسي الباكستاني مختلف تماما عن هذا، فالجيش هو صاحب الكلمة العليا في إدارة البلاد وهو ما تسير عليه الأمور في مصر.
واضح "الملاح" إن المتابعة الدقيقة تؤكد أن الجيش الباكستاني الذي أعلن مسبقاً عن هويته الإسلامية، تحالف مع الإسلام السياسي واستغل هذه الهوية في صراعاته على السلطة، كما أن الأحزاب والتيارات الإسلامية تخرج في أكثر من مناسبة معلنة تأييدها للعسكري ولها تعاون وثيق مع الجيش داخل البرلمان، واستطاع المجلس العسكري في مصر الوصول إلى مبتغاه من الوضع الخاص للمؤسسة العسكرية في الدستور الجديد من خلال الإعلان الدستور بالمكمل.
وأكد الشيخ نبيل نعيم ،زعيم تنظيم الجهاد ، على مقاله "الملاح" إن وضع المؤسسة العسكرية في مصر سيسير علي نهج وضع المؤسسة العسكرية في باكستان بأن يكون لها وضعها الخاص ، وان المؤسسة سوف تؤمن لنفسها وضع خاص كما حدث في التجربة الباكستانية .
طنطاوي في باكستان
وأوضح نعيم إن عمل المشير طنطاوي في باكستان كملحق عسكري ربما ساهم في التوصل إلى تطبيق التجربة الباكستانية في مصر ،مؤكد إن استقلالية الجيش المصري هي الضمانة الوحيدة لعدم وقوع مصر فريسة لأي تيار سياسي أو ديني في مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين ، وأضاف الشيخ نعيم ، انه مع الاستقلال الكامل للمؤسسة العسكرية لأنها تمثل الضمانة الوحيدة لتماسك البلد وعدم غلبة تيار سياسي علي تيار سياسي آخر، وهم أيضا الضمانة التي تجعل الإخوان المسلمون يفوا بالعهود التي تعهدوها للشعب من تحقيق تقدم اقتصادي قوي.
ويري الكاتب والمحلل السياسي مأمون فندي ، إن التجربة المصرية فيما يتعلق بعلاقة المؤسسة العسكرية بالدولة إلى اقرب إلى النموذج الباكستاني ، وهناك مؤشرات قوية تشير إلى أن باكستان هي مستقبل مصر لأن كل اللاعبين الأساسيين(المؤسسة العسكرية – القوي السياسية وخاصة الدينية- والغرب الدول الخارجية متمثلا في أمريكا) يعدون أنفسهم للتعامل مع الحالة الباكستانية في مصر لا الحالة التركية، على الأقل خلال السنوات العشر المقبلة، فكل اللاعبين الأساسيين في الداخل وربما في الخارج محكومون بالتجربة الباكستانية على الرغم من أن أمنيات بعضهم هي الوصول إلى النموذج التركي.
وأضاف " فندي" إن هناك مؤشرات عديدة تصب في « بكسنة » مصر (أي: تحويلها إلى باكستان)، هذا إذا كان من الممكن صك كلمة كهذه لتوصيف الحالة، هو أن التيارات الدينية الغالبة في مصر تستقي معظم أفكارها وأطروحاتها، منذ السبعينات من القرن الماضي وحتى الآن، من كتابات المفكر الباكستاني مولانا أوب الأعلى المودودي، وهو أقرب إلى شخصية سيد قطب في مصر منه إلى شخصية حسن البنا.
وأوضح "فندي" انه من الطبيعي في نقل أفكار الإسلام هو أن تنتقل الأفكار من بلاد العرب المسلمين، وهم أهل اللغة والفقه، إلى البلدان التي لا تكون العربية لغتها الأصلية، لكن الغريب في حركات الإسلام السياسي وفي حالة المودودي وغيره أن الأفكار المهيمنة كانت تأتي من شبه القارة الهندية إلى بلدان العربان، حتى أصبح الجيل الجديد لا يعرف ما إذا كان المودودي إماما عربيا أم لا.
كذلك يظن بعض الشباب - على الرغم من أن المودودي مفكر حديث ومؤسس الجماعة الإسلامية في باكستان في بداية القرن الماضي - أنه من الأقدمين من علماء المسلمين، من كثرة ترديد اسمه والاستشهاد بمقولاته عند أهل الإسلام الحركي في مصر، إذن أهل الإسلام السياسي مهيَّؤون لـ«بكسنة» مصر، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية، متمثلة بسفيرتها في القاهرة وأصحاب القرار في واشنطن، وكذلك الرجل الذي على قمة الهرم السياسي في مصر الآن، المشير محمد حسين طنطاوي.
وشدد"فندي" على ان باكستان هي المستقبل وليست تركيا، وحتى يظهر ما يشير إلى غير ذلك على كل من يفكرون في مصر بشكل جاد أن يتدارسوا النموذج الباكستاني وتنويعاته التي قد تحدث على الأرض بدلا من مضيعة الوقت في نموذج تركي هو ضرب من ضروب الخيال.
ومن غرابة المشهد المصري الراهن والمناقشات حول "النموذج الباكستاني" أن السفيرة الأمريكية لدى مصر "آن باترسون" نُقلت من إسلام أباد إلى القاهرة، عقب ثورة يناير، وقد عاشت سيطرة التيارات الدينية في باكستان واستطاعت أن تجد لبلادها موطئ قدم، وأن تعزز من التعاون الأمني بين الجانبين، كما استطاعت أن تروض الإسلام السياسي في اتجاه التعاون مع واشنطن.
19/6/2012
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى