باكستان والهند .. في الأفق حرب جديدة وهذه المرة على المياه

صراع قديم ومتجدد على طول خط العلاقات بين الهند وباكستان، ولكن بعيدا عن النزاع العسكري التقليدي وحرب الاستخبارات بالوكالة التي يخوضها مسؤولو البلدين، ظهر على السطح مؤخرا صراع بين الدولتين على مصادر مياه الأنهار، وهو ما قد يؤدي برأي مراقبين إلى تفجير حرب رابعة بين الجارتين النوويتين.

تجنب حروب المياه وندرة الماء وأهمية جنوب آسيا الاستراتيجية المتزايدة للاستقرار في أفغانستان قد يضع أهمية خاصة لحل الخلافات المائية بين الدولتين مع أن مراقبين باكستانيين يحملون الهند مسؤولية الفيضانات التي تعرضت لها باكستان خلال السنوات الماضية.

تسلط المقترحات بتوسيع الأراضي المروية والتوجهات نحو تحقيقِ الطلب على الطاقة من خلال تطوير الطاقة المائية ضغوطا جديدة على التشارك في الماء بين الهند وباكستان. وؤدي استمرار سوء إدارة الثروة المائية وتزايد انعدام الكفاءات في أنظمة الري القائمة إلى تفاقم المشكلة.

تملك الهند أجندة طموحة لبناء السدود، وتؤكد أنها تلتزم بشروط وأحكام معاهدة "إندوس" المائية، إلا أن تقرير مجلس الشيوخ الباكستاني يعترف بأن النتيجة الكلية لمشاريع بناء السدود هذه يمكن أن تعطي الهند القدرة على تخزين كميات كافية من المياه بحيث تحدد مبدئيا إمدادات المياه إلى باكستان في لحظات حرجة أثناء الموسم الزراعي. وقد رفضت الهند التقرير.

ويبدو أن أبعاد الصراع الجديد بين البلدين لن تنحصر في إطار أنهار كشمير، بل قد تحمل تداعيات أكبر خاصة بعد مشاركة الهند في تشييد سد على نهر كابول في أفغانستان، الأمر الذي ترى فيه إسلام آباد صراعا استراتيجيا ذا بعد أكبر.

25/8/2012