مستقبل باكستان الرياضي

لم يترك الهجوم الارهابي الذي تعرض له فريق الكريكيت السريلانكي في مدينة لاهور بشرق باكستان سوي احتمال ضعيف لاقامة فعاليات دولية للكريكيت أو أي رياضة أخرى في المستقبل القريب في باكستان حسبما ذكر محللون أمس الاربعاء.

وعلق طلعت مسعود الجنرال المتقاعد بالجيش قائلا " إنها ضربة قاصمة لباكستان. فمن يريد اللعب تحت وابل من الرصاص والقنابل؟".

وأضاف: "لا اعتقد أن أي لاعب دولي سيأتي إلى باكستان حتى تتمكن البلاد من استئصال شأفة الارهاب من ترابها".

وبالفعل أعلنت نيوزيلندا بعد ساعات من وقوع هجوم أمس الأول الثلاثاء على فريق الكريكيت السريلانكي الغاء الجولة المقررة لفريقها في باكستان.

ولم تعلن أية جهة مسئوليتها عن الهجوم الذي خلف 7 قتلي لكن مسئولا باكستانيا بارز أعرب عن شكوكه في مسئولية متشددين إسلاميين عنه.

وألقى الهجوم الدموي بظلال من الشك على قدرة باكستان على استضافة كاس العالم للكريكت عام 2011 مع الهند وسريلانكا وبنجلاديش.

وصرح رئيس المجلس الدولي للكريكيت ديفيد مورجان قائلا " لقد غير ( الهجوم) المشهد - لا أعتقد أن الكريكيت يختلف عن الرياضات الأخرى . إنني واثق من أن الرياضات الأخرى ستشعر بقلق شديد ".

واعترف وزير الرياضة الباكستاني أفتاب جيلاني بأنه سيكون من الصعب على باكستان دعوة لاعبين دوليين لأي رياضة ومنها الهوكي الرياضة الشعبية في البلاد .

ومن ثم فان الامر قد يعني تكبد باكستان لخسائر ضخمة في صورة تراجع شديد في العائدات من استضافة الاحداث الرياضية الدولية.

وقال جيلاني: "الوضع يبدو شديد الاحباط. لكن على العالم أن يقف معنا ويساندنا. يتعين الا نستسلم لارهابيين أو نسمح لهم بتدمير الرياضة في باكستان. وأضاف جيلاني قائلا انه في حالة إقامة فعاليات رياضية دولية في المستقبل في باكستان فان البلاد ستتخذ إجراءات أمنية مشددة .

لكن يظل يتعين الانتظار لرؤية ما إذا كانت ضمانات من هذا القبيل ستقنع العالم الخارجي بإرسال فرق رياضية إلى باكستان.

وكان لاعبو الكريكيت في سريلانكا قد قبلوا التحدي وقاموا بالزيارة بالاساس لاسباب دبلوماسية في الداخل حيث أرادت الحكومة رد الجميل لباكستان لقيامها بارسال فريق كريكيت مشترك مع الهند إلى كولومبو عام 1996 عندما رفضت استراليا وويست انديز لاسباب أمنية .

ومن ناحية أخرى فقد رفضت استراليا وجنوب افريقيا والهند بالفعل اللعب في باكستان عام 2008 بسبب تهديدات أمنية شكلها متشددو طالبان والقاعدة الذين كثفوا من حملتهم في التفجيرات الانتحارية على مدى عامين .

وصرح عمران خان رئيس الفريق الباكستاني الذي فاز ببطولة كأس العالم للكريكيت " لقد اثر هذا على أداء اللاعبين لأنهم لم يلعبوا إلا مباريات قليلة العام الماضي.

وأضاف قائلا إن الإرهابيين يعملون على عزل باكستان وجعل مستقبل الكريكيت الباكستاني مظلما.وقال " إنه أمر محبط حقا لأي محب للكريكيت في البلاد".

لكن يظل مع ذلك بعض الامل للكريكيت الباكستاني .

فقد حث مورجان رئيس اللجنة الاوليمبية الدولية باكستان على التفكير في اللعب في أماكن محايدة. ولاشك أن "لعب بعض الكريكيت أفضل من عدم اللعب بالمطلق".

وعرض وزير الرياضة البريطاني جيري سوتكليف امس الاول الثلاثاء استضافة سلسلة اللقاءات التجريبية لاستراليا في المستقبل ضد باكستان في انجلترا. و أعرب عن أمله في حضور المغتربين الباكستانيين في بريطانيا المباريات بأعداد كبيرة.