الولايات المتحدة و أزمة الطاقة في باكستان

أفادت صحيفة "إكسبرس تريبون" الباكستانية أن إسلام آباد تنوي بناء أنبوب الغاز القادم من إيران رغم الضغوط المتواصلة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لمنعها من ذلك.

لقد جرت مناقشة هذاالمشروع بشكل تفصيلي في اللقاء الثلاثي الذي جرى في العاصمة الباكستانية، حيث أكدت كل من إيران و باكستان على ضرورة التعاون الحميم بينهما لتنفيذ المشروع، و كان الإتفاق على بناء هذا الأنبوب قد وُقّع عام 2009م. من قبل الرئيسين أحمدي نجاد و علي زردادي، سيبلغ طول الأنبوب في إيران أكثر من ألف كيلومترا و مثلها تقريبا في باكستان، و قد بنت إيران الجزء الذي يقع في أراضيها منه وصولا إلى الحدود الباكستانية، أما باكستان فجاهزة للعمل في القريب العاجل، غير أن الولايات المتحدة تحاول أن تعيق ذلك كما تقول الخبيرة الروسية في الشؤون الإيرانية نينا ماميدَفه:

"تحاول أمريكا أن تضغط على باكستان قدر استطاعتها لإقناعها بالكف عن التعاون مع إيران في هذا المشروع بسبب البرنامج النووي الإيراني، و تقوم بذلك بهدف منع إيران من الوصول إلى مكانة الدول الكبيرة المصدرة ليس للنفط فقط و إنما للغاز أيضا، و حصولها على المزيد من الإمكانيات النقدية".

للبنوك و الشركات الباكستانية الكبيرة اهتماماتها النقدية الجدية في الولايات المتحدة، و في هذا الإطاؤ نقلت وكالة " SANA " أن الشركة الباكستانية لتطوير المناجم الغازية و البنك المركزي الباكستاني رفضا تحت الضغط الأمريكي تمويل بناء الأنبوب الغازي من إيران.

و لكن ذلك لا يعني وقف العمل في هذا المشروع، فأثناء زيارة وزير الخارجية الباكستاني هينا رباني خار إلى موسكو نوقش هذا الأمر، و أبدت موسكو دعمها له، حيث نشرت صحيفة "إكسبرس تريبون" أن شركة "غازبروم" الروسية على استعداد لبناء هذا الأنبوب و للمشاركة في تمويله.

يتسم الأنبوب بأهمية بالغة بالنسبة لباكستان التي تعاني من أزمة كبيرة في مجال الوقود و الطاقة، حيث يعرقل التطور الإقتصادي النقص في الطاقة الكهربائية، وتغلق المنشآت الصناعية، و تقطع الكهرباء للتقنين في المدن الكبيرة، و هذا ما يسبب التذمر و عدم الرضى الجماعي، فتقوم المظاهرات احتجاجا، و يزداد الوضع الإقتصادي و السياسي تعقيدا.

ألا تحاول أمريكا بمحاولاتها منع إنشاء المشروع عقاب ليس إيران وحدها و إنما باكستان كذلك ؟، فالعلاقات الأمريكية الباكستانية تعيش اليوم أسوء مراحلها، بعد الإقتحام العسكري الأمريكي لمنطقة "أبوتباد" و القضاء على أسامة بن لادن، و القصف المروحي لنقطة التفتيش الباكستاني على الحدود الأفغانية حيث قتل 24 حارس حدود باكستاني أغلقت باكستان طرق إمدادات الجيش الأمريكي في أفغانستان و طالبت بإغلاق القاعدة العسكرية في شمسي، ألا تحاول أمريكا من خلال حرمان باكستان مكن الغاز الإيراني إجبار إسلام آباد بأن تكون أكثر طاعة؟.