باكستان توافق على خط النفط بين وسيا والهند

صرح وزير الاقتصاد والمالية في باكستان محمد إسحاق دار أن بلاده لن تخلق مشاكل لمشرع مد خط أنابيب النفط من روسيا إلى الهند، علماً أن هذا المشروع سيتم مناقشته خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري إلى الهند. وفي هذا السياق وصف الخبراء الروس تصريح الوزير الباكستاني بأنه تصريح هام وله دلالات كبيرة.


ويعتقد محمد اسحاق دار بأن الشيء الرئيسي هو اختيار المكان الصحيح لخط الانابيب وضمان أمنه. والحرب في أفغانستان مستمرة وهذا يزيد من المخاطر. ومن الضروري تحليل ومناقشة هذا المشروع للتأكد مرة أخرى من قدرته على الاستمرارية. وتابع الوزير إذا كانت الهند وروسيا على استعداد لتنفيذ ذلك، فإنهما لن تواجها أية مشاكل من باكستان.

يلقى مشروع بناء خط أنابيب النفط من روسيا إلى الهند دعماً على أعلى مستوى سياسي. وقد تم الحديث عن تكلفته التقديرية والتي تقدر بنحو 30 مليار دولار. وعليه فإن الخبراء الأخصائيين يواصلون حالياً العمل على إعداد التوصيات الفنية وتقييم المخاطر العابرة، لتكون على طاولة البحث أثناء زيارة فلاديمير بوتين. وهنا يشير فيتشيسلاف بيلوكرينيتسكي نائب مدير معهد الدراسات الشرقية بأن نسبة هذه المخاطر المحتملة عالية وأضاف قائلاً:

بالإضافة إلى باكستان فإن مسار خط أنابيب النفط من روسيا إلى الهند سوف يمر عبر آسيا الوسطى وأفغانستان. ولذلك، فإن تنفيذ المشروع بشكل عملي يبدو غامضاً للغاية. لكن تصريح الوزير الباكستاني بحد ذاته له دلالات كبيرة. فإنه يدل على أن باكستان مستعدة لدعم روسيا في الساحة الدولية، وتسعى للحصول على دعمها في قضاياها. هذا تصريح تاريخي إن دل فإنه يدل على أنه ليس هناك خلافات بين إسلام آباد وموسكو. وبما أن هذا التصريح صدر عشية زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى نيودلهي، لهو مؤشر هام، يؤكد بأن باكستان لن تتدخل في العلاقات الكبيرة والمتزايدة بين روسيا والهند.

بالطبع يبعث تصريح محمد إسحاق خان بالتفاؤل. ولكن، برأي كونستانتين سيمونوف المدير العام لصندوق أمن الطاقة الوطني، لا أحد يمكن أن يقدم ضمانات كاملة من المخاطر السياسية للمشروع الروسي الهندي، وأشار كونستانتين قائلاً:

للأسف غالباً ما تتخذ بلدان العبور موقفاً غير بناء. وحقيقة أن أحد قادة هذه الدولة أطلق تصريحات واعدة فهذا لا يعني أنه بعد الانتهاء من البناء سوف تبقى هذه الدولة على نفس الموقف. إذ أن مثل هذا النوع من أنابيب النفط يستغرق فترة طويلة، في حين أن السياسيين في المنطقة يتغيرون بسرعة أكبر. أياً كان الأمر فحقيقة أن باكستان تقدم خدماتها على أنها بلد عبور، لهو مؤشر عظيم. هناك اهتمام متزايد للتعامل مع روسيا خاصة من قبل الهند وباكستان.

تدرس باكستان إمكانية دعوة الشركات الروسية مثل "تيخنو-بروم-إكسبورت" لبناء المحطات الكهرومائية ديامر بهاشا دام في باكستان. هذا ما ذكره محمد اسحاق دار، مشيراً إلى أن المفاوضات تجري حول هذا المشروع مع الجانب الصيني. ويعتقد فيتشيسلاف بيلوكرينتسكي بأن الوزير الباكستاني سرب عن هذه المعلومات قبل الإعلان بشكل مقصود عن مناقصة دولية بهذا الشأن، وأضاف قائلاً:

من الصعب التنافس مع الصين، التي تتمتع بقدرات مالية وتقنية كبيرة جداً، والتي لديها علاقة وثيقة جداً مع باكستان. ولكن الأخيرة تفعل هذا عن قصد وذلك للحد ولو بقدر معين اعتمادها على الصين. فهي بذلك تقول للصين بأنه هناك دولاً أخرى يمكن أن تساعده في هذا المجال. هذا دليل ربما عن عدم ارتياحه لتطوير العلاقات مع الصين في هذا المجال. من ناحية أخرى، نحن لا نتحدث عن منافسة بين روسيا والصين، ولكن عن أنهما يكملان بعضهما البعض إلى حد ما. فالمهم بالنسبة لباكستان هو استقطاب أكبر عدد ممكن من الأموال والتقنيات في قطاع الطاقة.

07.12.2014