استئصال جذور التشدد في باكستان مسؤولية آسيوية مشتركة

سطرت مذبحة 132 تلميذاً في إحدى مدارس بيشاور العسكرية، في ديسمبر الماضي على يد حركة طالبان، منخفضاً جديداً من الانحلال الأخلاقي للإرهابيين. وتعيد مذبحة الأبرياء تلك إلى الواجهة عدداً من الأمراض، التي تحتاج المعالجة في عملية يمكن أن تشكل مطهراً لباكستان.

لقد تشابكت مسائل الإرهاب، والهيمنة على الدولة من قبل الجيش، واعتبار الهند تهديداً وجودياً لتشكل سماً فتاكاً يعتاش بشكل طفيلي على باكستان.

وتسيطر مقولة إن الهند هي عدو باكستان الأبدي، الذي يتم لجمه بواسطة جيش قوي وأسلحة نووية، أخيراً. وقد تمت تذكية المقاتلين كعناصر استراتيجية في حرب غير متكافئة مع جار أكبر حجماً. إلا أن مجزرة بيشاور أثبتت أن التهديد الوجودي ناجم عن أولئك المقاتلين، وليس عن الهند.

هناك قول شائع يتحدث عن أن الجيش في باكستان له دولة، لا العكس، ومن أجل إنقاذ الدولة، يتعين على الجيش الباكستاني أن يخضع لسلطة مدنية بالكامل، وأن ينقطع كل ارتباط استخباري له مع المقاتلين.

وتوضح عداوة باكستان مع الهند دور الجيش كقوة دائمة في الحياة السياسية الباكستانية تحكم قبضتها على البلاد، حتى في ظل وجود مدنيين في مراكز السلطة. أما التهديد المبالغ به مع الهند فيعزز حجمه وقوته وتأثيره ويقزّم بقية مؤسسات الدولة.

لطالما اعتبرت الولايات المتحدة باكستان حليفاً لها بوجه الأعداء الدوليين، إلا أن هذا التحالف وظفته إسلام آباد في إطار مواجهة الهند تحديداً. لكن أي باكستان تريد الهند؟ أهي باكستان الآيلة إلى الانهيار والتشتت إلى مراكز قوة متعددة، ذات مناطق واسعة يسيطر عليها الإرهابيون والمتشددون؟ أم باكستان المستقرة القوية اقتصادياً، والبعيدة عن تأثير الجيش والمقاتلين والمتشددين؟ يقال إن للهند مصلحة في الحفاظ على وحدة باكستان واستقرارها، إلا أنها قد ازدهرت وبرزت كلاعب أساسي على أنقاض باكستان.

يتعين على دول جنوب آسيا أن تدرك أن الإرهاب تهديد مشترك، وتحشد القوى لاستئصال هذا البلاء من جذوره.


14.01.2015