ف إلى قلبي والسّلام
+3
محمد بن عبدالعزيز
راعي الركشة
ولد شقراء
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ف إلى قلبي والسّلام
لديك ( 1 ) رسالة لم تقرأ
رسالة :
إنّ قِطارَ الحيَاةِ الذي يَحملُنا
مُمتلئ بالكَثيرِ من الرسائل الواردة
والتي لم تُفتح بَعْد ... لو أمْكَننا فقط أن نتأملهَا .
دُروس وعِبَر أكتُبهَا خالصةً من قلبي إلى " قلبي " قبلَ قُلوبكم ,
بل كَتَبتُها فأسألُ الله لها نماءً في قلبي وحياةً
بقربكَ كمَا تُحبّ ربي وتَرضَى .
" أن تَضع على قائمة أولوياتك حبّه ...
ثمّ حينَ الشّدائدِ لا تُولّه لا تَرْعَه , لهُوَ حقاً أمر مُحزِن ! "
تأملتُ حَالَ الدّنيا فرأيتهَا دُنيا غَريبَة
وأعجبُ مَا وَجدتُ فيهَا , تلكَ المُضغَة التي لِصغرهَا قد لا نَكتَرِث لها ,
بينمَا أشارَ إليهَا حَبيبُنا المُصطَفى أن لوْ صَلُحت لصَلُحَ الجسد كلّه .
وأعْجَبُ ! ...
من قَلبِ إنْسَانِ يدّعي مَحبّة الله - وأوّلهم قلبي -
ثمّ عندَ الشّدائدِ يَنكشفُ الغِطَاء , ويَنْقشعُ السّيل عَن زبدِ الخِدَاعِ والرّيبْ
ربّما تَعَاظمَ الكذب على النّفسِ بمحبّتهِ حتى آلفته وصدّقته
قولاً مُجرداً من كلّ إحْسَاسٍ أو فِعل ,
أو رُبّما حَفظتُه حِفظاً دُونَ فهمٍ للمَعْنى .
يا قلب :
" أن تَقُول أعلمُ ثمّ لا تُقدِمُ خُطوَة , لأنتَ تَجهلُ حقّاً !
وأنْ تَقُولَ أدري ثمّ تَرْجِعُ خُطوة لأنتَ أحمقُ فعلاً "
كم ادّعيتَ محبّة الله ...
وكُلّ جَنباتك تَمتلئُ , وتَنبِضُ بِه ,
تَدقّ نَواقيسَ المَحبّة شَرفاً تُعلنهَا لأوردةٍ قُلتَ يوماً بأنّها لَه !
ثمّ عِندَ أوّل ابتلاءٍ انْشَقت أوديَةُ الحُزنِ تَبتَلعُ الأخضرَ واليَابِس , وما به
تُولي شَطركَ لليأسِ وكأنّك نسيت أطيبَ كلامِه الذي مِنه :
" ولا تَيْأَسُوا مِنْ رَحْمَةِ الله , إنّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ روُحِ الله إلا القَوْم الكَافرُون "
( يُوسف : 87 )
كمْ تَدّعي مَحبّة الله ...
تُعلنُهَا أبداً في البيدَاءِ ... تَتَنفسهَا ضُلُوع !
ثمّ حينَ تُخيّرُ بينَ اثْنَيْنٍ مُتنَاقضين لا يَجتَمِعانِ في قلب مُؤمِن مَوجُوع
أصْعَبهما عليك أحبّهما إلى الله , تُغبرُ شعرَ رأسك تَختار ُالأيسَرَ - بل الأسْوَء -
خَوفَ المَشقّة التي تَرَاها إنّما - تتوهما - ورُبّما تَقُول وقتها أنّي لا أسْتَطيع !
وأنت الذي قالَ يَوماً ... يا ربُّ مَهما تَكالبَت عليّ الدّنيا سأكونُ كمَا تُريد .
كم تدّعي مَحبةَ الله ...
تَملئُ أسمَاعك مِنْهَا , وتَشعرها تَتغلغلُ في شِريَانِ القَلب
ثمّ حينَ تَخلُو وَحيداً - ومَا خَلوتَ بل عَليكَ رَقيبُ - تُشبِعُ أوصالك مَعصيةً ,
والعَجبُ أنّكَ تَذكرُ أنّ الله حَسيبٌ من فوق , فتقُول ربّي غَفُور وتَمضي وكأنّ ذنباً
مَا كانَ في ذاكَ الدّرب !!
كمْ تَدّعي يَا قلبُ محبّة ربكَ ...
وتَكتبهَا في صَبَاحاتِ يَومِكَ حَتى إذا آلَ المَسَاء
تَكُون قد اغْتَبتَ , وشَتَمتَ , وأسأت , وكَذبت , وظَلَمت ,
وَعَصَيْت , وسَببتَ , وأكلْتَ من الحقُوقِ مَا أكلتَ ...
وبعدَ هذا تَقُولُ ربّي وأنتَ لم تَتُب بعد !
كم تَدعي محبّة الله ...
تَشكُرهُ على أفضَالهِ ونَعمائهِ ,
ثمّ حينَ يَطْرُق بابكَ سَائلاً / مُحتاجاً / طَالباً ...
تَنهرهُ وتذمّه , وتَدْفَعُه عن بابكَ , تَشكُو الله منه !
والله الذي أعْطَاكَ يَومَ طَرقت أبوابه فقيراً , سَائِلاً , ودَائِماً مَا تَفعل يَقول :
" وأمّا السّائلَ فَلا تَنْهَر "
( الضّحَى : 10 )
كم تَدّعي مَحبّةَ الله ...
تَسْألهُ صَلاحَ الذّرية وزِيادَتها ... ثمّ حينَ تُبتَلى بمَوتِ أحدِها
تَشقُّ الثِيَابَ صَارِخَاً , وَتَنُوحُ مُفرِطاً في الحُزنِ الحَلال , وَرُبّما غَفلت عَن
( يَا ربّي اخلفني في مُصيبَتي خيراً منْهَا ) والتي كُنتَ تَقولها يوماً
كَبلسمٍ لجُرحِ صَديقٍ فقدَ حَبيب !
كَم تَدّعي مَحبةَ الله ...
تَلْهُو في مَتَاعِ الحياةِ الدّنيَا , ثمّ حينَ تُصابُ في نَفسك
تَنهالُ رجاءً , ودُعاءً , تَملئُ أنفَاسكَ أدعيةً كضمادٍ لنُدوبِ جُروحِ الرّوح
وتُوصيهَا بل تَعِدُ باريهَا اسْتقَامةً من بَعدِ شفاءٍ يَلُوح , حتى إذا أنعمَ عَليكَ وشَافاك
عُدتَ ضحيّةً لهَوى طَالمَا أغراكَ !
وكَمْ تَدّعي مَحبةَ الله ...
تَنسَابُ رقْرَاقاً كأجملِ مَا يَكون بينَ رِفقتك , وزُملائِكَ , وأصحَابِكَ
كَريمٌ , عَطُوفٌ , حَنُونٌ... حَتى إذا جئتَ أهلكَ كشّرتَ عن أنيابِ الغَضبِ المَخزون ,
لا يُعجِبكَ العجب , وسيّدُ المُرسَلينَ يَقول :
" خَيرُكم خَيرُكم لأهله "
وَكم تَدّعي مَحبّتهُ ...
تَقُولُ أنْ لَو يَمنّ الله عليّ بكذَا ؛ لفعلتُ كذَا وَكَذا
حَتى إذَا أكرمكَ وأنعمَك , اسْتَخدَمتهَا فيمَا لا يُرضِي ربّكَ ,
وأعنتَ هَواكَ على رُوحٍ اسْتَوت منْ شدّة خَطَاياكَ !
وكَم , وكَم , وكَمْ مِنْ هَذَا يَا قلبي ...
تَرْدُمكَ حيّاً غَافِلاً حتى تَندمُ في يَومٍ لا يَنفعُ فيهِ النّدم !
والحبرُ مُسترسلٌ لو شَاءَ ربّي , لكنّ الأنْفَاسَ خَجِلَت !
ضَاقَت منْ صَدرٍ يَبتلعُ قولاً لا يَفْعَل ,
اكْتَفت , اكْتَفت من أنْ تظلّ تَكذبُ لا تسْاَل !
وأعجبُ أن تَقول : أن في كُلّ مثقَالِ ذرّةٍ في قلبي مِنْ خَيرٍ لهَا وَزنٌ يومَ المِيعاد
( يومَ تلقَاه ) فلا تَقلَق !
وأقولُ لكَ يا قلبي : [ وهَل تتَحملُ نارَ جهنّمَ التي أوقدَت حتى اسودّت ؟
ونارُ الدّنيَا التي إنْ لامستكَ صَرختَ تَأوهاً تَشكُو الألم ؟! أوَ تتحَمل ؟! ]
والآن افْعَل مَا شِئْت !
[ رِسَالَة وَرَدتكَ لمْ تَقرأهَا بَعْد ]
فانْظُر يا قلبي في صُندوقِ وَاردك , قبلَ أن يَفيضَ زَحماً ويَردمك
( ولمَن شَاء ) أنْ يَخطّ رسائلَ لقلبهِ هنا فمِنْهَا نعتَبِر , وفيها رُوحٌ تَفتَخِر
ولد شقراء- عضو جديد
- عدد الرسائل : 5
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 21/06/2012
رد: ف إلى قلبي والسّلام
رسالة حانية من القلب .. لا بد وأن تصل للقلوب الصادقة ،،
يعطيك ألف عافية .. وجزاك الله خيراً ودمت بحب وخير ،،
راعي الركشة- المراقب العام
- عدد الرسائل : 6590
العمر : 51
الموقع : Jeddah
العمل/الترفيه : Traveler
المزاج : GOOD
تاريخ التسجيل : 17/05/2011
رد: ف إلى قلبي والسّلام
تقبل مروري
محمد بن عبدالعزيز- شخصية VIPمهمة
- عدد الرسائل : 3014
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 10/04/2011
رد: ف إلى قلبي والسّلام
شكــــرا ع الطرح الممــــيز
بانتظار جديدكـــ
،،
بانتظار جديدكـــ
،،
وردة باكستان- مشرفة قسم الدين الاسلامي الحنيف/ القسم العام
- عدد الرسائل : 1080
العمر : 31
العمل/الترفيه : طالبة...
المزاج : {سَنكُونُ يَوماً مانٌرٍيدُ}
تاريخ التسجيل : 14/03/2010
رد: ف إلى قلبي والسّلام
شكرا
موضوع رائع
موضوع رائع
زهرة بيشاور- أفضل عضو لشهر سبتمبر 2011
- عدد الرسائل : 3355
العمر : 31
العمل/الترفيه : ;طأآإلبهــَ ¼عــــلم
المزاج : بـــَعيده عن الوووووطن
تاريخ التسجيل : 03/03/2011
رد: ف إلى قلبي والسّلام
شكرا ولد شقرا سلمت يمناك...
فتاة عتيبة- عضو جديد
- عدد الرسائل : 110
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 22/04/2011
رد: ف إلى قلبي والسّلام
تسلم هل الأيآدي عل الإنتقآء الأكثر من رآئع ..~
Mish Mish- مشرفة القسم الاجتماعي/ القسم التقني
- عدد الرسائل : 7927
العمر : 31
العمل/الترفيه : جآمع’ــيةة ..~
المزاج : سبحآن الله وبحمده سبحآن الله العظيم ..~
تاريخ التسجيل : 12/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى