«أبو قنبلة» باكستان الذرية يخيف العالم بتشكيله حزبا جديدا

يثير إعلان عالم الذرة الباكستاني عبدالقادر خان، الملقب بـ «أبو القنبلة» الذرية في باكستان، نيته تشكيل حزب سياسي جديد مخاوف كثيرة في الغرب، قبل أن يُفصح خان عن هدفه من وراء تشكيل الحزب وما إذا كان بنيته خوض معركة الانتخابات المقبلة في باكستان أم لا. فوصول خان إلى البرلمان أو إلى سدة الحكم مسألة تثير قلقا شديدا في المحافل الدولية، إذ يُصبح الرجل المطارد بسبب نشاطه النووي عندها صاحب حصانة أمام القانون والعدالة.
وذكرت صحيفة «الغارديان» الأثنين، في تعليق على إعلان خان أن دخول «أبو القنبلة» الذرية الباكستانية «إلى السياسة يشكل إنذاراً بالنسبة للكثيرين في الغرب، نظرا لتورطه في نشر التكنولوجيا النووية لزبائن من ضمنهم إيران وليبيا». وأشارت إلى «الشعبية الواسعة التي يتمتع بها خان في وطنه واعتباره على المستوى الشعبي عامة في باكستان على أنه بطل قومي، فيما يحظى خان بمديح عالٍ من جانب اليمين الديني في باكستان لأنه اخترع القنبلة الذرية الإسلامية».
ففي البيان الذي أطلقه خان في إسلام أباد الاثنين، ذكر أنه يسعى الى إقناع الجمهور المتزايد عددياً من الشبيبة الباكستانية بالمشاركة في الانتخابات وعدم البقاء في منازلهم، بل المشاركة والإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع ضد السياسيين التقليديين في البلد. وقال: «إننا بحاجة إلى جيل جديد من الأشخاص السياسيين والتكنوقراط». ووجه نداءه إلى الشباب قائلاً: «رسالتي إلى المصوتين الشباب هي: لا تعيدوا انتخاب أولئك السياسيين القدامى. لا تمنحوا أصواتكم للصوص والكذابين». لكنه أوضح أنه «لن يقول للشباب لمن عليهم أن يصوتوا»، مشيراً إلى أنه لم يُخطط بعد لخوض الانتخابات، مؤكداً أن «العلم عند الله في شأن الكيفية التي ستطور بها منظمته السياسية».
وكان خان أثار اهتماما عالمياً في عقد التسعينات الماضي عندما أجرت باكستان تفجيرها النووي الأول معلنة عن تمكنها من بناء قنبلة نووية، ما منح باكستان بطاقة عضوية في نادي الدول التي تمتلك أسلحة نووية. ومنذ تلك اللحظة لم يتوقف الاهتمام العالمي بخان، حيث تبين لاحقا أنه أصبح محط أنظار حكومات دول عدة تسعى الى امتلاك أسلحة ذرية. ففي العام 2004 تعرّض خان لمضايقات من حكومة الرئيس الباكستاني برويز مشرّف، بعد افتضاح أمر تزويده الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي للمعلومات التكنولوجية الضرورية لبناء قنبلة ذرية.
جاء ذلك على أثر إعلان القذافي للمجتمع الدولي عن توبته وتخليه عن مشروعه النووي، حيث قام من ضمن إبدائه حسن النية في هذا الخصوص بتسليم الولايات المتحدة ملف البرنامج النووي الليبي بكامله ومن ضمنه المعلومات التي اشتراها من خان.
ونظراً للشعبية الفائقة التي يتمتع بها خان في وطنه لم يتمكن الرئيس مشرف من إدخاله السجن، وبدلاً من ذلك تم وضعه رهن الاعتقال المنزلي، إرضاء لإدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. ومكث خان حبيس منزله حتى سبتمبر العام 2009، حين وافقت المحكمة العليا في إسلام أباد على إزلة القيود المفروض عليه ليعود حرا طليقاً، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى تقديم احتجاج رسمي إلى الحكومة الباكستانية في هذا الشأن.