باكستان: الغارات الأميركية بطائرات بدون طيار غير مفيدة

بسم اللَّه الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا باللَّه العلىّ العظيم

الحمد للَّه العظيم الهادى الكريم (سبحانه وتعالى).. والصلاة والزكاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين.. وهداية للضالين.. ونصرة للمستضعفين.. ومحوًا للكفر والكافرين.. محمد بن عبد اللَّه النبى الأمى الصادق الوعد الأمين صلى اللَّه عليه وسلم.. وعلى آله وصحبه أجمعين.. ومن اهتدى بهداه واستن بسنته إلى يوم الدين.. اللهم جازه عنا كخير ما جزيت نبيًا عن أمته..

ثم أما بعد..


أؤيد هذا الكلام بنسبة 100%..

إن الهجمات بالطائرات بدون طيار تماثل عملية إستعلائية مقيتة ضد بشر فقراء ومتأخرون تكنولوجيا بشكل كبير.. إنها سقطة القوة..

فلا يليق بقوة كبرى مثل أميركا أن تقوم بقتل الناس بهذه الطريقة البشعة.. التى كثيرًا ما يسقط بسببها أبرياء.. وتشكل اعتداء على سيادة دول محترمة.. كانت من أكبر حلفاء أميركا قبل أن يصيب بوصلتها الضلال..

وبدلاً من تنشيط الكراهية لأميركا حول العالم.. وخصوصًا فى العالم الإسلامى.. فلماذا لا تقوم أميركا بالبحث عن حلول سياسية توفر دماء المسلمين والأمريكان أيضًا؟!..

لم يحدث فى التاريخ أن استطاعت دولة كبرى السيطرة على جبال الهندوكوش والمناطق القبلية بين أفغانستان وباكستان؟!.. والمعلومات التى عندى أن أميركا تواجه الآن مشاكل فى التجنيد تدفعها للاعتماد على القوات المرتزقة!.. وإذا أضفنا إليها العنصر الاقتصادى.. فإن الحقيقة أننا نواجه صورة من صور الإصرار على الفشل!..

كما أننى لن أندهش لو انتقلت تكنولوجيات الطائرات بدون طيار إلى أعداء أميركا الذين صنعتهم بأيديها!.. ومعلوم أن بعض الدول المعادية لأميركا حصلوا مؤخرًا على تكنولوجيا هذا النوع من الطائرات..

ألم يكن أسامة بن لادن من أكبر حلفاء أميركا فى حربها ضد الشيوعية مما وفر مئات الآلاف من أرواح المقاتلين الأمريكان!.. لتقتله القوات الأمريكية فى النهاية تحت زعم إنقاذ شركة جنرال موتورز!.. والغريب أنه قد يكون تصفية حساب بين الشيوعيين الأمريكان.. وبين مقاتل مسلم أذل الشيوعيين فى عز مجدهم.. ووضع رأس الرمح فى قلب الإمبراطورية الحمراء!..

لذلك فإن السياسة الأمريكية ليست وفية.. ولا القادة الأمريكان للأسف..

إنهم من الممكن أن يبيعوا أصدقاءهم من أجل حفنة منافع!..

أو يقتلوا حلفاءهم من أجل الملل!..

إن السياسة الأمريكية تحتاج لإعادة صياغة بشكل كامل.. حتى لا تتحقق مقولة كسينجر: "من الخطر أن تعادى أميركا.. ومن الأخطر أن تصادقها‍!"..

أميركا غزت العراق ودمرته وسلمته لأعدائه من أجل فرح صدام حسين المحاصر والمهان بواسطة الأمريكان بضربات سبتمبر!..

وتم عمل ملف ضخم مزور لأجل هذا.. وفى النهاية سلمت العراق للمخربين الشيعة!..

أميركا تزعم دفاعها عن الحرية.. وفى النهاية صمتت على قتل عشرات الآلاف من السوريين..

أميركا تتورط شيئًا فشيئًا فى اليمن.. وهى منطقة حساسة جدًا لكل العرب والمسلمين.. والعمل الأهوج فيها سيؤدى لتأجيج مشاعر كراهية بشكل غير مسبوق لأميركا!..

إن أسامة بن لادن هو مقاتل عربى واحد يمنى الأصل.. فما بالنا باستفزاز شعب اليمن كله!..

إننى أرى أن البعض ربما يكون حريصًا على أميركا أكثر من كافة المؤسسات القيادية والسياسية فيها!..

لأن الذى يريد أن يدمر أميركا.. يورطها فى عشرات الصراعات الخائبة.. والدماء البريئة.. ويتحاشى الوقوف فى وجه القوى الظالمة الكريهة فعلاً.. بشكل مخزى ومقرف!..

والذى يريد الحفاظ على أميركا.. يبعدها عن المظالم.. لأنها هى سوسة الخراب.. ويأمرها بمواجهة الظالمين.. حتى تكون قوة حقيقية للعدل النزيه والحرية الأصلية..

لذلك..

فإننى أؤكد على أن كافة المنظومات الأمريكية بحاجة إلى إعادة صياغة عاجلة حتى تتحول إلى شكل متطور وسليم لدولة عصرية منصفة.. ذات قيم عالية.. بدلاً من ترقيع منظومات خاطئة دائمًا ما تجنح ـ بطريقة ما ـ للاختيارات الخاطئة!..

وخصوصًا منظومة التربية والتعليم.. ومؤسسات إعداد الأجيال الجديدة.. لأنه بدراسة أوضاع بلاد كثيرة.. ثبت أن التعليم والتنشئة الخاطئة مسؤولين عن كثير من النظم والدول الفاشلة!..

ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد..

واللَّه (سبحانه وتعالى) من وراء القصد.. وهو يهدى السبيل..

واللَّه غالبٌ على أمره ولكنّ اكثر الناس لا يعلمون