باكستان توقف مسيرة يقودها عمران خان احتجاجا على الهجمات الأمريكية

اسلام اباد (رويترز) - اوقفت السلطات الباكستانية مسيرة دعا اليها لاعب الكريكيت السابق عمران خان يوم الاحد احتجاجا على هجمات الطائرات الامريكية بدون طيار ومنعتها من دخول منطقة وزيرستان الجنوبية مما اثار اتهامات للحكومة الباكستانية بأنها تنتهج مواقف مزدوجة تجاه الهجمات.
ويشكو الجيش الباكستاني والحكومة المدنية علنا من أن هذه الضربات التي توجهها الولايات المتحدة لبقايا تنظيم القاعدة وطالبان تمثل اعتداء على سيادة باكستان وتؤدي الى سقوط ضحايا مدنيين. لكن الحكومة لم تتخذ خطوات جادة ضد هذه الهجمات.

وكان خان الذي يلقي باللائمة على الحكومة في السماح للولايات المتحدة بالعمل العسكري على اراضيها يعتزم قيادة الاحتجاج من العاصمة إلى وزيرستان الجنوبية المنطقة القبلية التي تتعرض بشكل متكرر لغارات باستخدام طائرات بدون طيار.

لكن السلطات سدت الطريق أمام المسيرة باستخدام حاويات شحن على الطريق السريع. وبعد عدة مرات من التأجيل قال الجيش للمحتجين ان وجودهم على الطريق لن يكون آمنا بعد حلول الظلام مما دفعهم للعودة.

وقال الذي احاط به آلاف المحتجين إن هجمات "الطائرات بدون طيار غير انسانية." وأضاف قائلا "أليس هؤلاء الناس بشرا؟ هؤلاء البشر لهم اسماء. هجمات الطائرات بدون طيار انتهاك لحقوق الانسان."

وسافر نحو 30 امريكيا إلى باكستان للمشاركة في الاحتجاج وتقديم الاعتذار عن الضربات لرجال ونساء شوهتهم الضربات او قتلت اقاربهم.

وقال بيلي كيلي (69 عاما) وهو امريكي من نيويورك شارك في حرب فيتنام "علينا ان نضغط على حكومة الولايات المتحدة."

وتقول الولايات المتحدة ان غارات الطائرات بدون طيار التي تشنها قتلت قادة كبار في تنظيم القاعدة وطالبان وقالت ان الضحايا من المدنيين عند الحد الأدنى. لكنها في الوقت نفسه ترفض الاعتراف بكيفية اختيار الاهداف وكيف يحدد الجيش ما إذا كان الضحايا من المقاتلين الاسلاميين او من المدنيين.

وقال مكتب الصحافة الاستقصائية -الذي يحصي هجمات الطائرات بدون طيار- ان ما بين 1232 و1366 شخصا قتلوا منذ بدء هذه الهجمات في 2004. وقال ان ما بين 474 و884 شخصا منهم يعتقد انهم مدنيون.

وقال تقرير صدر مؤخرا بعنوان "الحياة تحت قصف الطائرات بدون طيار" ان مناطق واسعة من الاقاليم القبلية الباكستانية قد روعت بهذه الهجمات الجوية.
واضاف التقرير الذي اعدته جامعتا ستانفورد ونيويورك ان المدنيين يشعرون بالفزع ويخشون الذهاب إلى المدارس او الى اعمالهم خوفا من استهدافهم.

والحصول على بيانات دقيقة بشأن الضحايا أو آثار هجمات الطائرات بدون طيار امر شديد الصعوبة حيث لا تسمح الحكومة لكثير من الاجانب بالدخول إلى المناطق القبلية وفي العادة ما تغلق طالبان مواقع الضربات. وفي العادة تقصف هذه الطائرات الاشخاص الذين يذهبون إلى مكان القصف بعد الغارات.

وسلطت المسيرة الضوء على مدى ما تسببه هجمات الطائرات بدون طيار من تعقيد للعلاقات الامريكية الباكستانية المتأزمة اصلا. وغالبا ما يبرر الامريكيون الضربات بالقول ان باكستان عاجزة عن القضاء على المتطرفين أو لا ترغب في ذلك.

وقال شمساد احمد خان وزير الخارجية الاسبق "الحكومة تقوم باحتجاجات شكلية لكن عمران اظهر للعالم انه سيفعل شيئا."

واشار إلى ان الحكومة اعلنت يوما وطنيا للاحتجاجات على فيلم مسيء للاسلام الشهر الماضي لكنها لم تدع مطلقا إلى الاحتجاج على هجمات الطائرات بدون طيار.

لكن بعض الباكستانيين يتساءلون عن عدم اعتراض المحتجين على الفظائع التي ترتكبها طالبان او الجيش الباكستاني وقد قتل كلاهما اشخاصا اكثر بكثير جدا ممن قتلتهم هجمات الطائرات بدون طيار.

واستنكرت طالبان المسيرة ووصفتها بأنها استعراض سياسي قبل الانتخابات التي تجرى العام القادم ووصفت حزب خان بأنه "علماني ليبرالي".


7/10/2012