ماذا بعد لوعة الحب؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ماذا بعد لوعة الحب؟
بغض النظر عن الدموع التي نذرفها والألم الذي يمزقنا عند الانفصال عن الحبيب، تساعدنا هذه التجربة التي نظن أنها قد تقتلنا على النمو، فهي توضح لنا حجم قدراتنا على المقاومة أمام الانفصال وعلى استعادة اسقلاليتنا بعد وقت قليل.
تخنقنا الحسرة ونتوه في عالم مدمّر ونصبح على شفير الهاوية، فيصعب علينا فعلاً تصوّر المنافع الثانوية للأسى الذي يجرفنا بعد الإخفاق في الحب. مع ذلك، أليست هذه فرصة لنعيد إحياء أنفسنا؟ في البداية، نشعر بأن الألم يكبلنا ونظن أننا فقدنا أكثر من مجرد توأم للروح… في الواقع، يصعب على الإنسان معرفة نفسه بنفسه، لذلك تعطيه علاقة الحبّ تحديدًا انطباعًا بأنه كامل، ويجد معنى لوجوده من خلال ملء الثغرات التي يجدها في نصفه الآخر، وبما أن الآخر يبادله هذا الحب يشعر بدوره أنه ملأ الثغرات كافة. لكن ليس ذلك سوى وهم، فعندما يتمزق الستار الذي يخفي عنا الحقيقة، نكتشف أننا “وجوديًا” غير كاملين، ويتردد صدى البيت الفارغ الذي نسكنه مع صدى الفراغ الذي نحمله في أنفسنا. إنها لحظة أشبه بدوار ينقلنا إلى لا شيء، إلى عدم. يحدث ذلك عندما نكون بحاجة إلى الآخر للحفاظ على صورة كاملة عن أنفسنا، فنقع في نرجسية وضعف واكتئاب.
ويبقى السؤال الذي يلح علينا منذ عقدة أوديب:
هل يعني ذلك أنني غير محبوب؟
منذ الانفصال الأول الذي يتمثل بالولادة، نتعلم تدبير أمورنا بأنفسنا، بالتالي توقظ فينا نهاية العلاقة الزوجية قلقًا طفوليًا من الهجر، لا سيما بالنسبة إلى النساء اللواتي اختبرن هذا الشعور مرتين. بحسب النظرية الفرويدية، “تريد الطفلة في لاوعيها أن تقدم لها أمها حبًا حصريًا، لكن عندما تستاء لعدم الحصول على شيء تطلب ذلك من أبيها، فتواجه خيبة أمل أخرى عندما تفهم أنه يحب أمها وأنهما ينجبان الأطفال معًا، في المقابل، يتوجه الأطفال الصبيان إلى الأم معتبرين الأب خصمًا لهم. في الواقع، نشعر عند الانفصال عن الحبيب كما في سنوات حياتنا الأولى بعجز وضعف.
الحلول
لنعالج الأمور الأكثر إلحاحًا أي السيطرة على الخسارة والخوف من الفراغ والمستقبل، ونمتص خيبة الأمل ونضمد جراحنا النرجسية. شيئًا فشيئًا، سنتمكن من العودة إلى ذاتنا، كيف؟ عندما تجعل عبارة “قطع العلاقة” الحدث مألوفًا (الانفصال عادي في يومنا هذا)، نستطيع من خلال التكلم عن لوعة الحب تقبل الألم. غير صحيح أن الشرير هو الذي يرحل واللطيف يتم التخلي عنه، ثمة من تخلى عن الآخر ويمكنه الرحيل من دون أي أضرار.
أما بالنسبة إلى من بقي وحده، فيفكر بحقد ويعتبر الآخر مذنباً في حقه. من الضروري أن نلقي الضوء على المشكلة ونبين سبب الخسارة والمشاريع التي كنا سنخوضها سويًا وبماذا تعهدنا؟ هل أعدنا إحياء العقد الذي يجمعنا على الوفاء والإخلاص واستقلالية كل منا؟ من كان المسيطر ويقرر الرحلات وتربية الأطفال؟ كثيرة هي الأسئلة التي تجنبنا الفشل نفسه في وقت لاحق، إذا نظرنا إلى المسألة بوضوح.
أساس العلاقة
تعلمنا كل تجربة انفصال وما يرافقها من ألم الأمور الأساسية في العلاقة:
كيف نتصرف حيال الثغرات الأساسية الكامنة فينا؟
سؤال محرج لكنه مليء بالوعود.
تتيح لنا الوحدة فرصة إعادة التعرف إلى الذات، فيدرك البعض منا أنه لكثرة التوقعات التي أملها من الشريك، انتهى به الأمر إلى الضياع. من هنا ضرورة استعادة التواصل مع الأصدقاء ومحاولة العيش بطريقة مختلفة. من خلال ملاحظة أننا لم نرزح تحت المعاناة، وأننا نستطيع الاعتماد على من حولنا، يمكن للأزمة العاطفية أن تجدّد الموارد الداخلية والخارجية المنسية وغير المتوقعة. رويدًا رويدًا، نكتشف أننا نستطيع العيش من دون توأم الروح، أن نضحك من دونه، وحتى أن نعيش بسعادة من دونه. في الواقع، التغلب على تجربة خيبة الأمل العاطفية في مرحلة المراهقة هو بداية الاستقلالية النفسية. ما إن يسكن الألم حتى نعي أننا أصبحنا واعين كفاية لخوض رهان الحب، فمعرفة أننا لن نتوصل إلى الرضا التام لن تمنعنا من المخاطرة مجددًا، مع توقعات أقل وجودية، فالحب المجرد من الأوهام هو الحب الذي نضج من جراء الأحزان السابقة.
تخنقنا الحسرة ونتوه في عالم مدمّر ونصبح على شفير الهاوية، فيصعب علينا فعلاً تصوّر المنافع الثانوية للأسى الذي يجرفنا بعد الإخفاق في الحب. مع ذلك، أليست هذه فرصة لنعيد إحياء أنفسنا؟ في البداية، نشعر بأن الألم يكبلنا ونظن أننا فقدنا أكثر من مجرد توأم للروح… في الواقع، يصعب على الإنسان معرفة نفسه بنفسه، لذلك تعطيه علاقة الحبّ تحديدًا انطباعًا بأنه كامل، ويجد معنى لوجوده من خلال ملء الثغرات التي يجدها في نصفه الآخر، وبما أن الآخر يبادله هذا الحب يشعر بدوره أنه ملأ الثغرات كافة. لكن ليس ذلك سوى وهم، فعندما يتمزق الستار الذي يخفي عنا الحقيقة، نكتشف أننا “وجوديًا” غير كاملين، ويتردد صدى البيت الفارغ الذي نسكنه مع صدى الفراغ الذي نحمله في أنفسنا. إنها لحظة أشبه بدوار ينقلنا إلى لا شيء، إلى عدم. يحدث ذلك عندما نكون بحاجة إلى الآخر للحفاظ على صورة كاملة عن أنفسنا، فنقع في نرجسية وضعف واكتئاب.
ويبقى السؤال الذي يلح علينا منذ عقدة أوديب:
هل يعني ذلك أنني غير محبوب؟
منذ الانفصال الأول الذي يتمثل بالولادة، نتعلم تدبير أمورنا بأنفسنا، بالتالي توقظ فينا نهاية العلاقة الزوجية قلقًا طفوليًا من الهجر، لا سيما بالنسبة إلى النساء اللواتي اختبرن هذا الشعور مرتين. بحسب النظرية الفرويدية، “تريد الطفلة في لاوعيها أن تقدم لها أمها حبًا حصريًا، لكن عندما تستاء لعدم الحصول على شيء تطلب ذلك من أبيها، فتواجه خيبة أمل أخرى عندما تفهم أنه يحب أمها وأنهما ينجبان الأطفال معًا، في المقابل، يتوجه الأطفال الصبيان إلى الأم معتبرين الأب خصمًا لهم. في الواقع، نشعر عند الانفصال عن الحبيب كما في سنوات حياتنا الأولى بعجز وضعف.
الحلول
لنعالج الأمور الأكثر إلحاحًا أي السيطرة على الخسارة والخوف من الفراغ والمستقبل، ونمتص خيبة الأمل ونضمد جراحنا النرجسية. شيئًا فشيئًا، سنتمكن من العودة إلى ذاتنا، كيف؟ عندما تجعل عبارة “قطع العلاقة” الحدث مألوفًا (الانفصال عادي في يومنا هذا)، نستطيع من خلال التكلم عن لوعة الحب تقبل الألم. غير صحيح أن الشرير هو الذي يرحل واللطيف يتم التخلي عنه، ثمة من تخلى عن الآخر ويمكنه الرحيل من دون أي أضرار.
أما بالنسبة إلى من بقي وحده، فيفكر بحقد ويعتبر الآخر مذنباً في حقه. من الضروري أن نلقي الضوء على المشكلة ونبين سبب الخسارة والمشاريع التي كنا سنخوضها سويًا وبماذا تعهدنا؟ هل أعدنا إحياء العقد الذي يجمعنا على الوفاء والإخلاص واستقلالية كل منا؟ من كان المسيطر ويقرر الرحلات وتربية الأطفال؟ كثيرة هي الأسئلة التي تجنبنا الفشل نفسه في وقت لاحق، إذا نظرنا إلى المسألة بوضوح.
أساس العلاقة
تعلمنا كل تجربة انفصال وما يرافقها من ألم الأمور الأساسية في العلاقة:
كيف نتصرف حيال الثغرات الأساسية الكامنة فينا؟
سؤال محرج لكنه مليء بالوعود.
تتيح لنا الوحدة فرصة إعادة التعرف إلى الذات، فيدرك البعض منا أنه لكثرة التوقعات التي أملها من الشريك، انتهى به الأمر إلى الضياع. من هنا ضرورة استعادة التواصل مع الأصدقاء ومحاولة العيش بطريقة مختلفة. من خلال ملاحظة أننا لم نرزح تحت المعاناة، وأننا نستطيع الاعتماد على من حولنا، يمكن للأزمة العاطفية أن تجدّد الموارد الداخلية والخارجية المنسية وغير المتوقعة. رويدًا رويدًا، نكتشف أننا نستطيع العيش من دون توأم الروح، أن نضحك من دونه، وحتى أن نعيش بسعادة من دونه. في الواقع، التغلب على تجربة خيبة الأمل العاطفية في مرحلة المراهقة هو بداية الاستقلالية النفسية. ما إن يسكن الألم حتى نعي أننا أصبحنا واعين كفاية لخوض رهان الحب، فمعرفة أننا لن نتوصل إلى الرضا التام لن تمنعنا من المخاطرة مجددًا، مع توقعات أقل وجودية، فالحب المجرد من الأوهام هو الحب الذي نضج من جراء الأحزان السابقة.
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
رد: ماذا بعد لوعة الحب؟
سلمت اناملك خيتو علي الطرح الجميل،،،
سعودي- عضو جديد
- عدد الرسائل : 80
العمر : 45
العمل/الترفيه : السفاره السعوديه ـ اسلام اباد
المزاج : عالي
تاريخ التسجيل : 28/09/2012
رد: ماذا بعد لوعة الحب؟
شكرا
على تواجدكم
على تواجدكم
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى