أوباما يتمرد على تراث قرون من العبودية في أمريكا
صفحة 1 من اصل 1
أوباما يتمرد على تراث قرون من العبودية في أمريكا
باراك أوباما، الذي أعيد انتخابه، الأربعاء، لولاية ثانية بعد أربع سنوات صعبة وحملة انتخابية محمومة، هو الرئيس الـ44 لأمريكا، وأول رئيس أسود للولايات المتحدة، ورسخ فوزه أمام منافسه الجمهوري ميت رومني مكانته في التاريخ.
وهناك ديمقراطي واحد فقط أعيد انتخابه لولايتين على رأس أكبر قوة في العالم منذ العام 1945 وهو بيل كلينتون، لكن إنجاز الأخير جاء في وضع اقتصادي أفضل مما هو عليه الآن، حيث تبلغ نسبة البطالة 7.9%. ولم يفز أي رئيس أمريكي بولاية ثانية حتى الآن حين كان هذا المعدل يتجاوز 7.2%.
وإن كان انتخاب أسود لأول مرة لرئاسة أكبر قوة في العالم بعد 150 عاما على إلغاء العبودية، وأقل من نصف قرن على إعلان الحقوق المدنية، شكل حدثا تاريخيا، فإن أوباما سعى للظهور شكليا في مظهر الشخص العادي أو حتى التقليدي.
ويمكن رؤيته وهو يلعب الغولف ويتناول البيرة وينزه كلبه، كما يحرص مثلما يروي بنفسه على تعليق عمله لتناول العشاء مع عائلته المؤلفة من زوجته ميشال أوباما المحامية اللامعة التي تزوجها قبل 20 عاما وابنتيه ماليا (14 عاما) وساشا (11 عاما).
وأوباما (51 عاما)، الذي انتخب عام 2008 على أساس شعاري "الأمل" والتغيير"، نجح في إقناع الأمريكيين أن بإمكانه وبشكل أفضل من منافسه رومني، أن يسير بهم على طريق الانتعاش الاقتصادي رغم أربع سنوات من الأزمة التي تتعافى منها البلاد ببطء.
ويصفه محاوروه بأنه رئيس متحفظ، لكنه أيضا شديد التنافسية ولا يحب الخسارة لا في السياسة ولا في كرة السلة.
وطوال الحملة الانتخابية التي بدأت في أبريل/نيسان 2011، أكد أوباما على الدوام أنه لا يزال يثير حماس الأمريكيين رغم أدائه السيئ في أول مناظرة مع ميت رومني.
وفي مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 2004 في بوسطن، الذي رشح جون كيري في منافسة جورج بوش، سطع نجم باراك حسين أوباما، المولود في هاواي من أب كيني وأم أمريكية على الساحة السياسية الوطنية، بدفاعه عن نهج توافقي في السياسة حصد تأييدا كبيرا وشكل محطة لافتة.
ولد أوباما في أغسطس/آب 1961 في هاواي، وأمضى قسما من طفولته في إندونيسيا. وفي عام 2004، كان يمثل منذ 7 سنوات الجنوب الفقير لشيكاغو في مجلس شيوخ ولاية إيلينوي (شمالا). وفي مطلع 2005 وصل إلى مجلس الشيوخ الفيدرالي في واشنطن، وتميز بهالته الكاريزماتية وفصاحته الخطابية، ما جعل وسائل الإعلام تتهافت عليه.
وبعد 4 سنوات، صعد نجمه بشكل سريع وهزم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب، ثم حقق الفوز على المرشح الجمهوري المخضرم جون ماكين، بفضل رسالة "التغيير" و"الأمل"، ليدخل في سن السابعة والأربعين إلى البيت الأبيض مع زوجته ميشال وابنتيهما.
وأكد أوباما بعد أدائه اليمين في 20 يناير/كانون الثاني 2009، أمام حوالى مليوني شخص تجمعوا في وسط واشنطن، أن الولايات المتحدة "اختارت الأمل بدلا من الخوف".
إلا أن ممارسة الحكم غالبا ما تسببت بإحباط لهذا المحامي وأستاذ القانون الدستوري المتخرج في جامعة هارفرد، خصوصا بعدما سيطر الجمهوريون على مجلس النواب في أواخر 2010، وحاولوا تحقيق وعودهم بالحد من النفقات بدون زيادة الضرائب.
لكن يبقى في وسع أوباما رغم كل ذلك التسلح بحصيلة جديرة بالاحترام، من أبرز بنودها إصلاح للضمان الصحي الهدف منه تأمين الرعاية الطبية لثلاثين مليون أمريكي إضافي أصدره عام 2010، وصادقت عليه المحكمة العليا بعد عامين.
وإن كان أوباما أول رئيس أمريكي بادر إلى تأييد زواج مثليي الجنس، فإنه على صعيد آخر لم يتوصل إلى إصلاح للهجرة أو تنويع مصادر الطاقة.
وفي الخارج، عرف أوباما لأول مرة عام 2002 حين ألقى خطابا ضد الحرب في العراق، ونفذ في نهاية العام 2011 وعده بسحب الجنود الأمريكيين من هذا البلد.
أما في أفغانستان، فعمد إلى إرسال تعزيزات زادت في أقل من سنة عدد القوات المنتشرة في هذا البلد بثلاث مرات بهدف مكافحة القاعدة، وهو هدف يلاحقه أيضا في باكستان المجاورة حيث تكللت جهوده بإنجاز باهر في مايو/أيار 2011 مع تصفية أسامة بن لادن.
لكنه وعلى غرار كل أسلافه لم يحقق أي تقدم في ملف النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني الذي زاد من تعقيده "الربيع العربي" وتصاعد التوتر مع إيران حول برنامجها النووي. وكل ذلك حصل على خلفية علاقات صعبة مع بكين وموسكو رغم استئناف ناجح للعلاقات مع الكرملين في فترة خلت.
7/11/2012
وهناك ديمقراطي واحد فقط أعيد انتخابه لولايتين على رأس أكبر قوة في العالم منذ العام 1945 وهو بيل كلينتون، لكن إنجاز الأخير جاء في وضع اقتصادي أفضل مما هو عليه الآن، حيث تبلغ نسبة البطالة 7.9%. ولم يفز أي رئيس أمريكي بولاية ثانية حتى الآن حين كان هذا المعدل يتجاوز 7.2%.
وإن كان انتخاب أسود لأول مرة لرئاسة أكبر قوة في العالم بعد 150 عاما على إلغاء العبودية، وأقل من نصف قرن على إعلان الحقوق المدنية، شكل حدثا تاريخيا، فإن أوباما سعى للظهور شكليا في مظهر الشخص العادي أو حتى التقليدي.
ويمكن رؤيته وهو يلعب الغولف ويتناول البيرة وينزه كلبه، كما يحرص مثلما يروي بنفسه على تعليق عمله لتناول العشاء مع عائلته المؤلفة من زوجته ميشال أوباما المحامية اللامعة التي تزوجها قبل 20 عاما وابنتيه ماليا (14 عاما) وساشا (11 عاما).
وأوباما (51 عاما)، الذي انتخب عام 2008 على أساس شعاري "الأمل" والتغيير"، نجح في إقناع الأمريكيين أن بإمكانه وبشكل أفضل من منافسه رومني، أن يسير بهم على طريق الانتعاش الاقتصادي رغم أربع سنوات من الأزمة التي تتعافى منها البلاد ببطء.
ويصفه محاوروه بأنه رئيس متحفظ، لكنه أيضا شديد التنافسية ولا يحب الخسارة لا في السياسة ولا في كرة السلة.
وطوال الحملة الانتخابية التي بدأت في أبريل/نيسان 2011، أكد أوباما على الدوام أنه لا يزال يثير حماس الأمريكيين رغم أدائه السيئ في أول مناظرة مع ميت رومني.
وفي مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 2004 في بوسطن، الذي رشح جون كيري في منافسة جورج بوش، سطع نجم باراك حسين أوباما، المولود في هاواي من أب كيني وأم أمريكية على الساحة السياسية الوطنية، بدفاعه عن نهج توافقي في السياسة حصد تأييدا كبيرا وشكل محطة لافتة.
ولد أوباما في أغسطس/آب 1961 في هاواي، وأمضى قسما من طفولته في إندونيسيا. وفي عام 2004، كان يمثل منذ 7 سنوات الجنوب الفقير لشيكاغو في مجلس شيوخ ولاية إيلينوي (شمالا). وفي مطلع 2005 وصل إلى مجلس الشيوخ الفيدرالي في واشنطن، وتميز بهالته الكاريزماتية وفصاحته الخطابية، ما جعل وسائل الإعلام تتهافت عليه.
وبعد 4 سنوات، صعد نجمه بشكل سريع وهزم منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب، ثم حقق الفوز على المرشح الجمهوري المخضرم جون ماكين، بفضل رسالة "التغيير" و"الأمل"، ليدخل في سن السابعة والأربعين إلى البيت الأبيض مع زوجته ميشال وابنتيهما.
وأكد أوباما بعد أدائه اليمين في 20 يناير/كانون الثاني 2009، أمام حوالى مليوني شخص تجمعوا في وسط واشنطن، أن الولايات المتحدة "اختارت الأمل بدلا من الخوف".
إلا أن ممارسة الحكم غالبا ما تسببت بإحباط لهذا المحامي وأستاذ القانون الدستوري المتخرج في جامعة هارفرد، خصوصا بعدما سيطر الجمهوريون على مجلس النواب في أواخر 2010، وحاولوا تحقيق وعودهم بالحد من النفقات بدون زيادة الضرائب.
لكن يبقى في وسع أوباما رغم كل ذلك التسلح بحصيلة جديرة بالاحترام، من أبرز بنودها إصلاح للضمان الصحي الهدف منه تأمين الرعاية الطبية لثلاثين مليون أمريكي إضافي أصدره عام 2010، وصادقت عليه المحكمة العليا بعد عامين.
وإن كان أوباما أول رئيس أمريكي بادر إلى تأييد زواج مثليي الجنس، فإنه على صعيد آخر لم يتوصل إلى إصلاح للهجرة أو تنويع مصادر الطاقة.
وفي الخارج، عرف أوباما لأول مرة عام 2002 حين ألقى خطابا ضد الحرب في العراق، ونفذ في نهاية العام 2011 وعده بسحب الجنود الأمريكيين من هذا البلد.
أما في أفغانستان، فعمد إلى إرسال تعزيزات زادت في أقل من سنة عدد القوات المنتشرة في هذا البلد بثلاث مرات بهدف مكافحة القاعدة، وهو هدف يلاحقه أيضا في باكستان المجاورة حيث تكللت جهوده بإنجاز باهر في مايو/أيار 2011 مع تصفية أسامة بن لادن.
لكنه وعلى غرار كل أسلافه لم يحقق أي تقدم في ملف النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني الذي زاد من تعقيده "الربيع العربي" وتصاعد التوتر مع إيران حول برنامجها النووي. وكل ذلك حصل على خلفية علاقات صعبة مع بكين وموسكو رغم استئناف ناجح للعلاقات مع الكرملين في فترة خلت.
7/11/2012
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى