الأدب بديلا عن التطرف لترويج صورة باكستان "الناعمة"

في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها باكستان، والذي انجر عنه تغلغل التطرف بجميع أنواعه، تسعى باكستان اليوم إلى محاولة تغيير هذه الصورة بثقافة أدبية جديدة تستطيع من ورائها إعطاء البديل المرجوّ من خلال تنظيمها لمهرجانات ثقافية متعددة.

إسلام أباد- تنظم باكستان الشهر الجاري حدثين ثقافيين يهدفان إلى الترويج للفنون الأدبية والكشف، كما يأمل المنظمون، عن الوجه الإيجابي للبلاد التي ترزح تحت وطأة العنف.

وسوف تشهد مدينة كراتشي الساحلية بجنوب البلاد الجولة الرابعة من مهرجانها الأدبي السنوي اعتبارا من 15 شباط – فبراير الجاري، فيما سيقام في لاهور أول معرض للكتاب على الإطلاق في المدينة التي تمثل مركزا للثقافة في باكستان.

وقالت مديرة مهرجان كراتشي أمينة سعيد أن المهرجان "سيعرض ثقافة ولغات وتقاليد باكستان، ويكشف للعالم أن البلاد تحتوي على أكثر من التطرف". وأضافت أن ذلك "سوف يسهم في إظهار الصورة الناعمة" لباكستان.

ويجسد المهرجانان صورة متناقضة لباكستان التي تخوض حروبا على جبهات عديدة بما في ذلك التطرف الإسلامي والحركات الانفصالية المسلحة.

وتخوض حركة طالبان وتنظيم القاعدة قتالا على طول الحدود الباكستانية مع أفغانستان راح ضحيته الآلاف من المدنيين ورجال الأمن.

ويذكر أن كراتشي نفسها هي واحدة من المدن التي تشهد أحداث عنف في باكستان، حيث قتل أكثر من 230 شخصا الشهر الماضي فقط.

وقالت شابنام شاكيل، وهي شاعرة تكتب بلغة الأردو، إن الأدب "يمكن أن يساعد في تحويل حركة المد ضد التشدد". وأضافت أنه "من أوجه القصور الرئيسية لدينا هو أن شبابنا لا يهتمون بدراسة الأدب… فالشباب إذا ما درسوا الأدب، فسوف يقوم بتغييرهم".

وقال المؤلف الباكستاني جميل أحمد وهو واحد من المتحدثين في مهرجان كراتشي، إن مثل هذه المهرجانات تنطوي على أهمية لدفع "فرص إحلال السلام والتقدم". وأضاف أحمد الذي حضر مهرجان جايبور الشهر الماضي أن "المسألة لا تتعلق فحسب بإظهار صورة أكثر نعومة لباكستان".

واستطرد أن "المسألة تتعلق بالحياة الكريمة وإظهار الشعب الباكستاني أمام العالم باعتباره شعبا مهذبا يريد أن يعيش في سلام مع العالم مثل سائر الشعوب ". وذكر كاتب رواية "الصقر المتجول" أنه بالرغم من قلة الفرص المالية إلا أن "الأدب والفن يحققان تقدما في باكستان".

وأوضح قائلا "لدينا المزيد والمزيد من الكتاب الذين يظهرون على الساحة الأدبية، ويتم الاعتراف بهم في جميع أنحاء العالم".

وتفخر باكستان بأنها تضم مشهدا فنيا وثقافيا متنوعا وإن كانت معظم وسائل الإعلام الدولية لا تلتفت إليه.

وقالت أمينة سعيد التي تدير أيضا مؤسسة "جامعة أوكسفورد الصحفية" في باكستان إن المشهد الأدبي في البلاد "ينبض بالحياة والإثارة".

وأضافت أن "الروائيين الباكستانيين يفوزون بجوائز أدبية على الصعيد الدولي، كما يظهر كتاب شباب ويقدمون إسهامات في مجال الأدب الباكستاني".

ومنذ عام 2010، تضاعف عدد الحضور في مهرجان كراتشي ثلاث مرات حتى وصل إلى 15 ألف شخص العام الماضي، كما ارتفع عدد الروائيين والفنانين المشاركين من 36 إلى 144 .

وقالت أمينة سعيد إن المهرجانات تتيح "فرصة رائعة للكتاب، حيث تشجعهم على قراءة وكتابة الثقافة التي تمثل ضرورة للتنمية الفكرية في باكستان".

وفي مدينة لاهور بشرق البلاد، سوف يشارك أربعون كاتبا وفنانا محليا وعالميا على الاقل في فعاليات المهرجان الذي سيقام على مدار يومين اعتبارا من 23 شباط/فبراير.