باكستان ما بعد الانتخابات...أجواء التفاؤل
صفحة 1 من اصل 1
باكستان ما بعد الانتخابات...أجواء التفاؤل
الوقت الذي ما زالت فيه عملية فرز الأصوات جارية بعد الانتخابات التاريخية التي شهدتها باكستان وسجلت أول انتقال مدني للسلطة دون تدخل العسكر، تشير النتائج غير الرسمية إلى تقدم كبير لحزب الرابطة الإسلامية الذي يتزعمه نواز شريف.
ورغم المظاهرات التي نزلت إلى الشوارع في بعض مناطق السند والبنجاب احتجاجاً على مزاعم بتزوير الانتخابات، لا يتوقع المحللون أن تؤثر تلك الاحتجاجات كثيراً على النتائج النهائية. بل ثمة أجواء من التفاؤل تعم إسلام أباد في ظل انتخابات ينظر إليها كتصويت بمنح الثقة لمجمل العملية الديمقراطية في باكستان.
وعن انتظارات الناخبين من الحزب الفائز، يقول «ميان مسعود»، صاحب محل في إسلام أباد «إن شريف الفائز على ما يبدو رجل متدين، وهو يعرف كيف يتعامل مع طالبان، لذا أعتقد أن نواز شريف هو الرجل المناسب لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة لأنه في إمكانه المضي قدماً ببلاد موحدة».
وكان «مسعود» من الناخبين الباكستانيين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح شريف، كما أنه يمثل شريحة واسعة من السكان الذين وضعوا ثقتهم في حزب «الرابطة الإسلامية»، معتبرين أنه الوحيد القادر على معالجة مشاكل الإرهاب التي تتخبط فيها باكستان، بالإضافة إلى إيجاد الحلول للأزمة الاقتصادية المستفحلة، ومعضلة ندرة الطاقة التي تلقي بظلالها على مناطق عديدة في باكستان.
وبحسب المسؤولين عن الانتخابات الباكستانية، سجلت نسبة المشاركة رقماً جيداً هذه السنة وصلت إلى 60 في المئة، وهو رقم أعلى من نسبة المشاركة في انتخابات 2008 التي لم تتجاوز 44 في المئة.
وقد ركز نواز شريف في حملته الانتخابية على عدد من القضايا المرتبطة بتعزيز قوة الاقتصاد الباكستاني، وإنهاء أزمة الطاقة المستعصية ومواجهة معدلات البطالة المرتفعة.
ولعل ما يحسب لشريف أنه جرب رئاسة الوزراء فترات سابقة وخاض غمار السياسية لسنوات عديدة جعلت منه سياسياً محنكاً وخبيراً بالأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلد، فضلاً عن قدرته على التعامل مع النخبة العسكرية.
ويرجع أول تاريخ لانتخاب نواز، الذي هو أيضاً رجل أعمال معروف، إلى تسعينيات القرن الماضي ليعاد انتخابه لمرة ثانية في الفترة ذاتها، هذا بالإضافة إلى معرفته الجيدة بالمسلحين الإسلاميين، الأمر الذي يجعله مؤهلاً أكثر من غيره لحل مشكلة «طالبان»، التي تهدد استقرار البلاد، وعلى مدار السنوات التي تزعم فيها نواز شريف الحزب تمكن هذا الأخير من تكريس وجوده في ولايات باكستان الأساسية، وهي البنجاب والسند، كما تحالف مع جماعات إسلامية مثل «لشكر جهنكوي»، لكسب المزيد من الأصوات في المناطق الجنوبية لمحافظة البنجاب، حيث تنشط الجماعة.
لكن رغم سياسته الداعمة لـ«طالبان أفغانستان» خلال الفترة التي تولى فيها السلطة، تعهد شريف بأنه سينأى بنفسه عن الشؤون الأفغانية، مؤكداً أيضاً حرصه على انتهاج سياسة التقارب مع الهند، التي طالما اعتُبرت العدو اللدود لباكستان، بل يرى العديد من المراقبين أن نواز شريف يسعى خلال الفترة المقبلة إلى الابتعاد عن أية علاقة تربطه بالمسلحين.
وفي هذا السياق تقول «عائشة صديقي»، الأكاديمية المتخصصة في شؤون الجيش الباكستاني «المشكلة بالنسبة لنواز شريف أن الجماعات المسلحة مرتبطة بالجيش لهذا سيكون عليه التحرك بحذر في هذا المجال، وعلى سبيل المثال أعطى الحزب تزكية لبعض المرشحين المناوئين لتنظيم لشكر جهنكوي في المناطق التي ينشطون فيها، واللافت أن هؤلاء المرشحين فازوا في الانتخابات ما يعني أن شريف مستعد للتحرك ضد التنظيمات المسلحة»، وتضيف صديقي أن حزب نواز شريف غير الديني وإن كان بمسحة محافظة واضحة يتحدث باسم شريحة واسعة من الباكستانيين، كما أن هذا المزج بين الحزب الحديث والتوجه اليميني قد يساعد رئيس الوزراء على نزع الشرعية من المسلحين.
وتشير الخبيرة أيضاً إلى خطة نواز شريف في التعامل مع الجيش وإبعاده عن السلطة، قائلة «إن القضية الوجودية في باكستان هي التوازن بين المدنيين والعسكر، فلو أن أحدهم استطاع السيطرة على الجيش فإن العديد من المشاكل سيتم حلها».
لكن رغم أجواء التفاؤل المحيطة بباكستان بعد الانتخابات هناك انتظارات يريد الباكستانيون رؤيتها على أرض الواقع، وهو ما عبر عنه «رجا زمير» سائق التاكسي بإحدى المناطق الريفية بضواحي إسلام أباد، قائلا «لم يحقق نواز شريف الكثير خلال فترته السابقة، فأنا لا أملك وقوداً لسيارتي، وفي البيت لا تأتي الكهرباء إلا قليلا، لذا آمل هذه المرة أن ينجح نواز شريف في علاج المشاكل المتراكمة».
هذا وصرح عمران خان، لاعب الكريكيت الذي تحول إلى عالم السياسة في باكستان، بأنه يعتزم طلب إعادة فرز جزئي لأصوات الناخبين، ويأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه جماعة محلية لمراقبة الانتخابات إن عدد الناخبين في بعض مراكز الاقتراع فاق عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية.
وفي هذا الإطار، كتب «خان» في صفحته على موقع «تويتر»: «سنطالب اليوم بإعادة فرز الأصوات في 25 دائرة انتخابية بمحافظة البنجاب حيث توافر لدينا دليل قوي على حدوث تزوير ومخالفات».
وكانت لجنة الانتخابات قد أعلنت نتائج أولية خاصة بـ254 من أصل 272 مقعداً يجرى التنافس عليها في الجمعية الوطنية، والتي أكدت تفوق حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف بفارق كبير.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
الاتحاد
ورغم المظاهرات التي نزلت إلى الشوارع في بعض مناطق السند والبنجاب احتجاجاً على مزاعم بتزوير الانتخابات، لا يتوقع المحللون أن تؤثر تلك الاحتجاجات كثيراً على النتائج النهائية. بل ثمة أجواء من التفاؤل تعم إسلام أباد في ظل انتخابات ينظر إليها كتصويت بمنح الثقة لمجمل العملية الديمقراطية في باكستان.
وعن انتظارات الناخبين من الحزب الفائز، يقول «ميان مسعود»، صاحب محل في إسلام أباد «إن شريف الفائز على ما يبدو رجل متدين، وهو يعرف كيف يتعامل مع طالبان، لذا أعتقد أن نواز شريف هو الرجل المناسب لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة لأنه في إمكانه المضي قدماً ببلاد موحدة».
وكان «مسعود» من الناخبين الباكستانيين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح شريف، كما أنه يمثل شريحة واسعة من السكان الذين وضعوا ثقتهم في حزب «الرابطة الإسلامية»، معتبرين أنه الوحيد القادر على معالجة مشاكل الإرهاب التي تتخبط فيها باكستان، بالإضافة إلى إيجاد الحلول للأزمة الاقتصادية المستفحلة، ومعضلة ندرة الطاقة التي تلقي بظلالها على مناطق عديدة في باكستان.
وبحسب المسؤولين عن الانتخابات الباكستانية، سجلت نسبة المشاركة رقماً جيداً هذه السنة وصلت إلى 60 في المئة، وهو رقم أعلى من نسبة المشاركة في انتخابات 2008 التي لم تتجاوز 44 في المئة.
وقد ركز نواز شريف في حملته الانتخابية على عدد من القضايا المرتبطة بتعزيز قوة الاقتصاد الباكستاني، وإنهاء أزمة الطاقة المستعصية ومواجهة معدلات البطالة المرتفعة.
ولعل ما يحسب لشريف أنه جرب رئاسة الوزراء فترات سابقة وخاض غمار السياسية لسنوات عديدة جعلت منه سياسياً محنكاً وخبيراً بالأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلد، فضلاً عن قدرته على التعامل مع النخبة العسكرية.
ويرجع أول تاريخ لانتخاب نواز، الذي هو أيضاً رجل أعمال معروف، إلى تسعينيات القرن الماضي ليعاد انتخابه لمرة ثانية في الفترة ذاتها، هذا بالإضافة إلى معرفته الجيدة بالمسلحين الإسلاميين، الأمر الذي يجعله مؤهلاً أكثر من غيره لحل مشكلة «طالبان»، التي تهدد استقرار البلاد، وعلى مدار السنوات التي تزعم فيها نواز شريف الحزب تمكن هذا الأخير من تكريس وجوده في ولايات باكستان الأساسية، وهي البنجاب والسند، كما تحالف مع جماعات إسلامية مثل «لشكر جهنكوي»، لكسب المزيد من الأصوات في المناطق الجنوبية لمحافظة البنجاب، حيث تنشط الجماعة.
لكن رغم سياسته الداعمة لـ«طالبان أفغانستان» خلال الفترة التي تولى فيها السلطة، تعهد شريف بأنه سينأى بنفسه عن الشؤون الأفغانية، مؤكداً أيضاً حرصه على انتهاج سياسة التقارب مع الهند، التي طالما اعتُبرت العدو اللدود لباكستان، بل يرى العديد من المراقبين أن نواز شريف يسعى خلال الفترة المقبلة إلى الابتعاد عن أية علاقة تربطه بالمسلحين.
وفي هذا السياق تقول «عائشة صديقي»، الأكاديمية المتخصصة في شؤون الجيش الباكستاني «المشكلة بالنسبة لنواز شريف أن الجماعات المسلحة مرتبطة بالجيش لهذا سيكون عليه التحرك بحذر في هذا المجال، وعلى سبيل المثال أعطى الحزب تزكية لبعض المرشحين المناوئين لتنظيم لشكر جهنكوي في المناطق التي ينشطون فيها، واللافت أن هؤلاء المرشحين فازوا في الانتخابات ما يعني أن شريف مستعد للتحرك ضد التنظيمات المسلحة»، وتضيف صديقي أن حزب نواز شريف غير الديني وإن كان بمسحة محافظة واضحة يتحدث باسم شريحة واسعة من الباكستانيين، كما أن هذا المزج بين الحزب الحديث والتوجه اليميني قد يساعد رئيس الوزراء على نزع الشرعية من المسلحين.
وتشير الخبيرة أيضاً إلى خطة نواز شريف في التعامل مع الجيش وإبعاده عن السلطة، قائلة «إن القضية الوجودية في باكستان هي التوازن بين المدنيين والعسكر، فلو أن أحدهم استطاع السيطرة على الجيش فإن العديد من المشاكل سيتم حلها».
لكن رغم أجواء التفاؤل المحيطة بباكستان بعد الانتخابات هناك انتظارات يريد الباكستانيون رؤيتها على أرض الواقع، وهو ما عبر عنه «رجا زمير» سائق التاكسي بإحدى المناطق الريفية بضواحي إسلام أباد، قائلا «لم يحقق نواز شريف الكثير خلال فترته السابقة، فأنا لا أملك وقوداً لسيارتي، وفي البيت لا تأتي الكهرباء إلا قليلا، لذا آمل هذه المرة أن ينجح نواز شريف في علاج المشاكل المتراكمة».
هذا وصرح عمران خان، لاعب الكريكيت الذي تحول إلى عالم السياسة في باكستان، بأنه يعتزم طلب إعادة فرز جزئي لأصوات الناخبين، ويأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه جماعة محلية لمراقبة الانتخابات إن عدد الناخبين في بعض مراكز الاقتراع فاق عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية.
وفي هذا الإطار، كتب «خان» في صفحته على موقع «تويتر»: «سنطالب اليوم بإعادة فرز الأصوات في 25 دائرة انتخابية بمحافظة البنجاب حيث توافر لدينا دليل قوي على حدوث تزوير ومخالفات».
وكانت لجنة الانتخابات قد أعلنت نتائج أولية خاصة بـ254 من أصل 272 مقعداً يجرى التنافس عليها في الجمعية الوطنية، والتي أكدت تفوق حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف بفارق كبير.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
الاتحاد
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
مواضيع مماثلة
» أجواء شهر رمضان في باكستان
» "الجنس اللطيف" يقاتل في أجواء باكستان
» باكستان... تحديات ما بعد الانتخابات
» الانتخابات في باكستان.. هل تُحرك ساكنا؟!
» باكستان.. وإيران.. ماذا بعد الانتخابات؟!
» "الجنس اللطيف" يقاتل في أجواء باكستان
» باكستان... تحديات ما بعد الانتخابات
» الانتخابات في باكستان.. هل تُحرك ساكنا؟!
» باكستان.. وإيران.. ماذا بعد الانتخابات؟!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى