باكستان: الأمل والخوف!
صفحة 1 من اصل 1
باكستان: الأمل والخوف!
هناك سبب يدعو للأمل في باكستان بعد نجاح شريف في الانتخابات الأخيرة، خاصة بعد أن أعلن رئيس الوزراء الجديد الذي كان قد شغل لمرتين منصب رئيس الوزراء في بلده الذي يعاني من عدم الاستقرار، إنه يريد بناء نظام ديمقراطي أكثر قوة ومتانة، وتنشيط اقتصاد بلاده المدمر، وإنهاء هيمنة العسكريين المستمرة منذ 40 سنة على الشؤون السياسية في البلاد. كما وعد شريف كذلك بتحسين علاقات بلاده مع الهند ومواجهة الإرهاب الذي عانت منه بلاده الأمرّين. وعلى الولايات المتحدة أن تقدم لشريف كل ما تستطيع تقديمه من مساعدة لتمكينه من تحقيق هذه الأهداف.
لكن هناك في الآن ذاته يوجد سبب يدعو الولايات المتحدة للحذر والتحوط في باكستان. فالولايات المتحدة لديها تاريخ طويل من «المراهنة على عنصر الزمن»، والتفاؤل غير المبرر بأن تحويل عدة مليارات من الدولارات غير المشروطة سوف يؤثر على باكستان، ويدفعها لسحب دعمها لـ«طالبان» أفغانستان. ومع تولي زعيم باكستاني جديد لشؤون البلاد، أعتقد أن الوقت قد حان كي تقوم واشنطن بالبدء في الربط بشكل أكثر مباشرة بين برامج المساعدات العسكرية والاقتصادية الضخمة التي تقدمها لذلك البلد المهم، وبين مصالح الولايات المتحدة الحيوية، بما في ذلك مصالحها في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وربما يكون التحدي الأكبر لشريف- وهو يعرف ذلك تماماً- هو إنهاء النفوذ المبالغ فيه للجيش الباكستاني على شؤون السياسة الخارجية والدفاعية التي تتم لحد كبير عبر جهاز الاستخبارات العسكرية القوي. ففي عام 1999 وفي آخر مرة تولى فيها شريف الحكم في البلاد، حاول تحسين العلاقات الهندية الباكستانية، واستبدال قائد الجيش في ذلك الحين الجنرال برويز مشرف؛ إلا أن ما حدث بدلا من ذلك هو أن الجيش بقيادة مشرف أطاح به في انقلاب عسكري وتولى الحكم بدلا منه. ومنذ عام 2008 الذي أجبر فيه مشرف على تقديم استقالته، مال زعماء باكستان السياسيون المنتخبون للتخلي عن القرارات الأساسية في البلاد للجيش، حتى يتمكنوا من البقاء على كراسيهم.
ومع مقدم رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، هناك فرصة أمام الولايات المتحدة للتعاون معه لمواجهة شبكات الإرهاب والتطرف في بلاده. وينبغي إفهام شريف أنه لن يستطيع تحقيق أي من أهدافه، بما فيها الرخاء الاقتصادي والاستقرار، إلا بعد تفكيك البنية التحتية للمنظمات الإسلامية المدعومة من جهاز الاستخبارات العسكرية.
على أنه من مصلحة واشنطن الاستراتيجية، مساعدة سياسات شريف لتقوية اقتصاد باكستان، والمؤسسات الديمقراطية والمجتمع المدني، وحقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة.
وفي مقابل ذلك ينبغي إخضاع الطلبات الباكستانية، بما في ذلك الطلب الخاص بالحصول على حزمة إنقاذ مالي من صندوق النقد الدولي، لشروط أهمها ضرورة التزام المؤسسة العسكرية الباكستانية بالتوقف عن تقديم الدعم للمنظمات والحركات الإرهابية الباكستانية، ومن أبرزها «شبكة حقاني»، و«مجلس شورى كويتا» التي تعمل كوكيل لـ«طالبان» في أفغانستان انطلاقاً من التراب الباكستاني.
باكستان دولة إسلامية مهمة، وهي مستعدة للتحرك للأمام تحت قيادة رئيس وزراء جديد. ونجاحها وفشلها سوف يعتمد لحد كبير على ما إذا كان لدى قادتها القوة أو الإرادة لمقاومة هيمنية المؤسسة العسكرية على شؤون البلاد ومواجهة الإسلاميين الراديكاليين أم لا. وعلى الولايات المتحدة فعل كل ما بوسعها لمساعدة شريف على اختيار هذا الطريق.
--------
بيتر تومسون
سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى أفغانستان وأرمينيا
لكن هناك في الآن ذاته يوجد سبب يدعو الولايات المتحدة للحذر والتحوط في باكستان. فالولايات المتحدة لديها تاريخ طويل من «المراهنة على عنصر الزمن»، والتفاؤل غير المبرر بأن تحويل عدة مليارات من الدولارات غير المشروطة سوف يؤثر على باكستان، ويدفعها لسحب دعمها لـ«طالبان» أفغانستان. ومع تولي زعيم باكستاني جديد لشؤون البلاد، أعتقد أن الوقت قد حان كي تقوم واشنطن بالبدء في الربط بشكل أكثر مباشرة بين برامج المساعدات العسكرية والاقتصادية الضخمة التي تقدمها لذلك البلد المهم، وبين مصالح الولايات المتحدة الحيوية، بما في ذلك مصالحها في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وربما يكون التحدي الأكبر لشريف- وهو يعرف ذلك تماماً- هو إنهاء النفوذ المبالغ فيه للجيش الباكستاني على شؤون السياسة الخارجية والدفاعية التي تتم لحد كبير عبر جهاز الاستخبارات العسكرية القوي. ففي عام 1999 وفي آخر مرة تولى فيها شريف الحكم في البلاد، حاول تحسين العلاقات الهندية الباكستانية، واستبدال قائد الجيش في ذلك الحين الجنرال برويز مشرف؛ إلا أن ما حدث بدلا من ذلك هو أن الجيش بقيادة مشرف أطاح به في انقلاب عسكري وتولى الحكم بدلا منه. ومنذ عام 2008 الذي أجبر فيه مشرف على تقديم استقالته، مال زعماء باكستان السياسيون المنتخبون للتخلي عن القرارات الأساسية في البلاد للجيش، حتى يتمكنوا من البقاء على كراسيهم.
ومع مقدم رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، هناك فرصة أمام الولايات المتحدة للتعاون معه لمواجهة شبكات الإرهاب والتطرف في بلاده. وينبغي إفهام شريف أنه لن يستطيع تحقيق أي من أهدافه، بما فيها الرخاء الاقتصادي والاستقرار، إلا بعد تفكيك البنية التحتية للمنظمات الإسلامية المدعومة من جهاز الاستخبارات العسكرية.
على أنه من مصلحة واشنطن الاستراتيجية، مساعدة سياسات شريف لتقوية اقتصاد باكستان، والمؤسسات الديمقراطية والمجتمع المدني، وحقوق الإنسان والمساواة بين الرجل والمرأة.
وفي مقابل ذلك ينبغي إخضاع الطلبات الباكستانية، بما في ذلك الطلب الخاص بالحصول على حزمة إنقاذ مالي من صندوق النقد الدولي، لشروط أهمها ضرورة التزام المؤسسة العسكرية الباكستانية بالتوقف عن تقديم الدعم للمنظمات والحركات الإرهابية الباكستانية، ومن أبرزها «شبكة حقاني»، و«مجلس شورى كويتا» التي تعمل كوكيل لـ«طالبان» في أفغانستان انطلاقاً من التراب الباكستاني.
باكستان دولة إسلامية مهمة، وهي مستعدة للتحرك للأمام تحت قيادة رئيس وزراء جديد. ونجاحها وفشلها سوف يعتمد لحد كبير على ما إذا كان لدى قادتها القوة أو الإرادة لمقاومة هيمنية المؤسسة العسكرية على شؤون البلاد ومواجهة الإسلاميين الراديكاليين أم لا. وعلى الولايات المتحدة فعل كل ما بوسعها لمساعدة شريف على اختيار هذا الطريق.
--------
بيتر تومسون
سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى أفغانستان وأرمينيا
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
مواضيع مماثلة
» بوادر الأمل في باكستان
» نمو اقتصاد باكستان يتثاقل... وبصيص الأمل في نهاية النفق!
» أنباء عن استقالة سفيرة باكستان في واشنطن ووزير الخارجية الأمريكي يزور باكستان قريبًا
» باكستان اليوم 26 فبراير 2011 : حرب الشاحنات مستمرة في باكستان
» علماء من باكستان ومجمع الفقه الإسلامي الدولي يتعهدون بدعم برنامج استئصال شلل الأطفال في باكستان
» نمو اقتصاد باكستان يتثاقل... وبصيص الأمل في نهاية النفق!
» أنباء عن استقالة سفيرة باكستان في واشنطن ووزير الخارجية الأمريكي يزور باكستان قريبًا
» باكستان اليوم 26 فبراير 2011 : حرب الشاحنات مستمرة في باكستان
» علماء من باكستان ومجمع الفقه الإسلامي الدولي يتعهدون بدعم برنامج استئصال شلل الأطفال في باكستان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى