#باكستان .. الجيش يواصل ضرب المسلحين شمال #وزيرستان

واصل الجيش الباكستاني لليوم الثالث على التوالي عمليته العسكرية "ضرب العضب" ضد الجماعات المسلحة في قطاع شمال وزيرستان القبلي المحاذي لأفغانستان، فيما أكدت الحكومة والجيش عزمهما المضي في العملية حتى نهايتها المنطقية وسط تهديدات من حركة طالبان باكستان.
فقد أعلن الجيش الباكستاني في بيان له، اليوم الثلاثاء، مقتل 10 مسلحين على الأقل في غارات شنها سلاح الجو صباحاً على عدد من مخابئ المسلحين في مديرية مير علي في قطاع شمال وزيرستان، وبهذا ترتفع حصيلة قتلى المسلحين وفق بيانات الجيش منذ بدء العملية العسكرية إلى نحو 200 قتيل مرشحة للارتفاع.
ومن بين القتلى مسلحون أوزبك والعقل المدبر لهجوم مطار كراتشي، كما أسفرت العملية عن تدمير أكثر من 14 مخبئاً وكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، كما أكد الجيش مقتل 8 جنود وجرح 5 آخرين في اشتباكات مع المسلحين وهجوم بعبوة ناسفة استهدفت دورية لقوات الأمن منذ بدء العملية، ولم يتسن التأكد من هذه الحصيلة من مصادر مستقلة.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف المضي في العملية العسكرية ضد الجماعات المسلحة حتى نهايتها المنطقية وعودة السلام لبلاده، وتعهد شريف في كلمة له أمام البرلمان بأن باكستان لن تتحول إلى ملاذ آمن للمسلحين مهما كلف الثمن. وأضاف شريف أن الحكومة كانت جادة في تحقيق السلام عبر الحوار، متهماً حركة طالبان ضمنياً بعدم الرد بإيجابية على مبادرة الحكومة والاستمرار في أعمال العنف. وحث شريف الشعب الباكستاني وكافة القوى لدعم العملية العسكرية، كما أمر بتشكيل لجنة وزراية تضم وزراء الدفاع والداخلية والإعلام وشؤون القبائل وممثلين عن إدارة الأزمات لمتابعة العملية العسكرية والتنسيق بين الجهات المختصة ورعاية النازحين من شمال وزيرستان.
أما قائد الجيش الفريق أول راحيل شريف فقد تفقد مقر قيادة فيلق بيشاور واطلع على إيجاز بشأن سير العميلة. ووفق بيان للجيش فقد أعرب قائد الجيش عن رضاه عن سير العملية وأمر بالقضاء كلياً على الإرهابيين وملذاتهم، كما أعلن الجيش تأجيل زيارة رسمية كانت مقررة لقائد الجيش لسريلانكا على ضوء التطورات الميدانية.
وقد أعلنت معظم القوى السياسية وبعض الجماعات المذهبية تأييدها للعملية العسكرية، بينما أبدت بعض أحزاب المعارضة تحفظها على عدم مشاورة الحكومة للبرلمان قبل شن العملية واطلاعها على أسباب فشل عميلة الحوار، وتساءل بعض قادة المعارضة عن سبب إعلان الجيش بدء العميلة قبل الحكومة وطالبوا بعقد جلسة سرية للبرلمان بمشاركة ممثلين عن الجيش.
من جانبها توعدت حركة طالبان باكستان بالرد بقوة على العملية العسكرية وإحراق قصور حكام البلاد في إسلام آباد ولاهور، وحملت الحكومة مسؤولية مقتل العشرات من النساء والأطفال بسبب العملية العسكرية، وطالبت الحركة الأجانب والشركات الاستثمارية الأجنبية وشركات الطيران بوقف عملها في باكستان ومغادرة البلاد، وحملت الحركة من جانبها الحكومة فشل عملية الحوار واتهمتها بعدم الجدية.
وقد رفعت السلطات حالة التأهب الأمني في مختلف المدن وعلى رأسها العاصمة إسلام آباد، ونشرت تعزيزات من الجيش في العديد من المدن حول المرافق الحساسة كما سيرت دوريات مشتركة من الجيش والدرك والشرطة تحسباً لأي طارئ.
وأعلن الجيش الباكستاني في بيان له الأحد شنّ عملية "ضرب العضب"، و"العضب" اسم لأحد سيوف الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ويعني "السيف الحاد"، وذلك بأمر من الحكومة ضد الجماعات المسلحة في شمال وزيرستان دون تمييز.
وعزا بيان الجيش شنّ العملية إلى عمليات القتل التي تورط فيها المسلحون بحق الشعب الباكستاني وقوات الأمن والأضرار في الأرواح والممتلكات، إضافة إلى الأذى الذي ألحقوه بقطاع شمال وزيرستان وسكانه وتحويله إلى قاعدة للإرهاب.
وأضاف البيان أن الجيش نشر قواته على كافة حدود شمال وزيرستان وطوق عدداً من القواعد المحتملة للمسلحين تمهيداً للقضاء عليها، كما طلبت باكستان من أفغانستان ضبط الطرف الآخر من الحدود لمنع تسلل وفرار المسلحين إليها، كما حددت السلطات نقاطاً لاستسلام من يرغبون، ومراكز لإيواء النازحين من سكان القطاع الذين يقدر عديدهم بـ600 ألف نسمة، وينفي الجيش الباكستاني دخول أي من المناطق المأهولة بالسكان حتى الآن واستهداف المدنيين.
وسبق لباكستان أن رفضت خلال السنوات الماضية العديد من الضغوط الغربية لشن عملية عسكرية في شمال وزيرستان التي تعتبر معقلاً لنشاط جماعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة وحركة طالبان الأفغانية.
وجاءت العملية إثر فشل عملية الحوار مع طالبان باكستان، وبعد أيام من شن المسلحين هجوماً دامياً على مطار كراتشي الدولي.
وبينما أبدى العديد من المراقبين تفاؤلهم بنجاح العملية العسكرية بالنظر إلى ما يرونه تأييداً واسعاً للجيش، فقد حث البعض الحكومة على تشكيل مجلس حرب يضم ممثلين عن الحكومة والجيش وفرض حظر التجوال ليلاً في كبريات المدن، إضافة للاستفادة من تجارب العمليات السابقة واحتضان النازحين وتوفير كافة الاحتياجات الضرورية لهم لضمان نجاح العملية على الأمد الطويل.

17.06.2014