#باكستاني #مسلم يشرف على ثقافة الإنجليز
صفحة 1 من اصل 1
#باكستاني #مسلم يشرف على ثقافة الإنجليز
لا شيء يشغل الرأي العام في بريطانيا وسائر الدول الغربية الآن كموضوع اللاجئين والمهاجرين من أفروآسيا، ولا سيما المسلمين منهم. وقد انقسم الرأي بين من يرونهم عالة وخطرا على الدولة والمجتمع ومن يرحبون بهم ويثنون على مساهماتهم في الاقتصاد والأعمال والخدمات والثقافة. ويورد كل فريق ما يختاره من الأدلة والأرقام والوقائع في دعم رأيهم وموقفهم.
وتسعى الحكومة البريطانية الحالية برئاسة ديفيد كاميرون، إلى مناصرة الفريق المتعاطف مع هؤلاء الوافدين والإشادة بدورهم في إغناء الدولة والمجتمع. وقد استغل كاميرون فرصة شغور وزارة الثقافة مؤخرا بعد استقالة الوزيرة السابقة ليعين بديلا لها ساجد جافد، أحد المواطنين المسلمين من أصل باكستاني. وكأنه بهذا الاختيار، أراد رئيس الحكومة وزعيم حزب المحافظين أن يقدم شاهدا حيا على الدور الرائع للمسلمين المغتربين في حياة المجتمع البريطاني. فحكاية هذا الرجل تعطينا مثالا جيدا على الجهود التي يبذلها هؤلاء المغتربون وأبناؤهم في الاندماج بالمجتمع الجديد والارتقاء بأنفسهم بكدهم وجهودهم للوصول إلى أرقى المراكز في البلاد.
لقد جاء والد ساجد من باكستان مع سبعة أفراد عائلته إلى بريطانيا في الستينات، طلبا للعيش وهروبا من الفقر الذي كان يعانيه وأسرته في موطنه الأصلي. وصل بريطانيا وبجيبه باوند واحد وفي دماغه فكرة، وهي أنه سيستطيع العيش مع أسرته بهذا الباوند الواحد لمدة شهر، حتى يعثر على عمل شريف يقتات منه، هو وزوجته وأطفاله الخمسة! ولكنه استطاع أن يرحل إلى مدينة روشديل الصناعية، حيث يوجد عدد كبير من أبناء قومه وديانته. ساعدوه بشتى الأعمال البسيطة التي لم يستنكف من القيام بها، كنس وغسل وتنظيف ونحو ذلك، حتى استطاع أن يحصل على وظيفة سائق حافلة (باص) أعطته راتبا كافيا لينصرف لإعداد أولاده وتعليمهم.
كان بينهم الصبي ساجد، الذي انكب على الدرس والتعلم. تخرج في المدرسة بدرجة جيدة مكنته من الالتحاق بجامعة إكستر، حيث درس الاقتصاد وإدارة الأعمال. ما إن تخرج حتى توجه لميدان البنوك والصيرفة. وبجده ونزاهته واستقامته ومقدرته العالية، تلقفته البنوك الكبرى. ظل يرتقي من منصب إلى منصب أعلى فأعلى. خطر له خوض ميادين السياسة البريطانية فانتمى لحزب المحافظين، حيث لفت أنظار الجميع بمواهبه وسعيه. الواقع أن حياته كانت تكملة لحياة والده البسيط في السعي للسؤدد والارتقاء.
سرعان ما وجد فيه كاميرون المثال الرائع للمهاجر، الذي يرتفع بجهوده فينفع نفسه وينفع مجتمعه الجديد وبعين الوقت يقدم المثل المطلوب للمواطن البريطاني المسلم المعطاء.
بيد أن ساجد جافد أعد نفسه لأعمال البنوك والمال، بعيدا عن حياة الفنانين والشعراء والمسارح والأوبرات. استغرب القوم وتساءلوا كيف سيستطيع هذا المسلم الآسيوي أن يتعامل مع هذه الميادين الغريبة عنه؟ أما كان ذلك مغامرة من المستر كاميرون؟
يظهر أن الجينات لعبت دورها في حياته. فبنفس الهمة التي أبداها والده في إعاشة أسرة من سبعة أشخاص بباوند واحد، بادر الوزير المسلم لتثقيف نفسه بمظاهر الثقافة الغربية، انطلق من مشاهدة الأوبرات إلى مشاهدة شكسبير وحضور الحفلات الموسيقية والغنائية، يقرأ ويتابع ويتعلم كما ينبغي لأي مواطن مجد حريص على الارتقاء.
خالد القشطيني
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
مواضيع مماثلة
» هل المسيحية جزء من ثقافة أوروبا؟
» ثقافة 2010: أتون السياسة والغياب
» ثقافة المايا.. شواهد صامتة وإرث غني
» الأمريكيون يتزوجون نساء أكثر ثقافة ومالا
» ثقافة عامة : لعبة شيقة وجميلة ومفيدة ....
» ثقافة 2010: أتون السياسة والغياب
» ثقافة المايا.. شواهد صامتة وإرث غني
» الأمريكيون يتزوجون نساء أكثر ثقافة ومالا
» ثقافة عامة : لعبة شيقة وجميلة ومفيدة ....
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى