حادث تكساس هل يؤثر على المسلمين؟

من طرف **بنت پاكستان** الأحد نوفمبر 08, 2009 7:14 pm

الجزيرة نت
7/11/2009م

حادث تكساس هل يؤثر على المسلمين؟ 1_950513_1_34

لم يكن الحادث الذي وقع ظهر الخميس في قاعدة عسكرية بتكساس وأودى بحياة 13 جنديا ليثير كل هذه الضجة لو أن مرتكبه لم يكن عربيا وفلسطينيا مسلما.
هكذا يعتقد أحد أبناء عم المتهم بارتكاب "المجزرة" نضال مالك حسن حسب ما نقلت عنه صحيفة ذي ديلي تلغراف التي أسهبت -مثل غيرها من الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم- في رصد ردود الفعل وتحليل الدوافع التي حدت بنضال لإطلاق النار في القاعدة العسكرية بفورت هود.
وتحدث مراسل الصحيفة في رام الله مع أقارب المتهم الذين قال عنهم إنهم رسموا صورة لرجل اضطر لارتكاب "حماقة" بسبب التمييز الذي يمارسه ضده رفاقه ومساعي الجيش لإيفاده لأداء الخدمة العسكرية في أفغانستان.
وقال ابن عمه محمد للصحيفة إنهم مارسوا ضده تمييزا لكونه مسلما, مشيرا إلى أنه لا يلتمس بذلك الأعذار لقريبه لكن ما تناهى إليهم أنه كان تحت ضغط هائل.
أما أنس -شقيق المتهم- فقد اعتزل هو وزوجته الناس رافضين التحدث لأي أحد.
ورفض أقارب نضال المزاعم القائلة بأنه ارتكب فعلته مدفوعا بكراهية تجاه أميركا أو وصف الحادث بأنه عمل إرهابي. كما أنهم استهجنوا تركيز وسائل الإعلام على ديانة نضال.
نضال وعلامات الانهيار
وذكرت صحيفة ذي تايمز في تغطيتها أن المحققين بدؤوا في تجميع الخيوط المفقودة في الحادث الذي وصفته "بالمفزع وبالمذبحة المفاجئة".
وأشارت إلى أن الإمارات -التي ظهرت قبل ذلك على أن الرائد نضال كان على شفا الانهيار العصبي- مرت دون أن يلاحظها أحد.
وفي اليوم الذي سبق قيام نضال بتهريب بندقيتين يدويتين إلى القاعدة العسكرية ليشرع في إطلاق النار, طرق أبواب جيرانه وعرض منحهم أرففا ومصباحا وخضار بروكولي مجمدا من شقته التي لم يتوقع أن يعود إليها ثانية.
كما أهدى نسخاً من المصحف الشريف لبعض الناس, وأخبر أحدهم أنه منتقل إلى ولاية أوكلاهوما وقال لآخر إنه موفد إلى العراق.
وكشفت الصحيفة نفسها في تقرير ثانٍ عن أن اسم نضال حسن ورد على رأس بيانات تتسم بالتطرف على شبكة الإنترنت يثني فيها على الانتحاريين الإسلاميين, وهو الأمر الذي جرى تحذير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) منه قبل ستة أشهر مضت.
وجاء في التقرير أنه كان ينخرط في جدال دائم مع الجنود بقاعدة فورت هود بسبب تصريحاته بأن على إخوانه المسلمين "التصدي للمعتدين" ومعارضته الصريحة للجنود الأميركيين في العراق وأفغانستان.
مناهض للأميركانية
وأثارت العلامات الواضحة -التي تنبئ بنزعة نضال المناهضة لكل ما هو أميركي- تساؤلات وغضبا في الولايات المتحدة إزاء عدم إخضاعه للاستجواب على الإطلاق, الأمر الذي كان سيحول دون وقوع مأساة الخميس على حد تعبير ذي تايمز.
أما صحيفة ذي إندبندنت فقد وصفت الحادث في افتتاحيتها على أنه ربما كان الأسوأ من نوعه الذي يرتكبه جندي على رفاقه في التاريخ الأميركي الحديث.
وقالت إن "المذبحة" وقعت في قاعدة سبق لها أن فقدت خمسمائة من رجالها في حربي العراق وأفغانستان.
ونوهت الصحيفة إلى أنه إن كان ثمة خطر من الحادث فهو أنه سيزيد من مشاعر عدم الثقة في أفراد الجالية الإسلامية بأميركا.
وخلصت إلى القول إن الحادث سيكون بمثابة مأساة مزدوجة إذا انتهى الأمر إلى انهيار في العلاقات بين الأميركيين والمسلمين, خاصة أنهم مندمجون في الحياة العامة أفضل من نظرائهم في أوروبا الغربية.