قصة""صوت صفير البلبل.....
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة""صوت صفير البلبل.....
في تراث كل أمة قصص عجيبة عن شخصيات نادرة تميزت بالحفظ الخارق والتذكر السريع ..
وفي تراثنا العربي هناك قصة معروفة عن الخليفة الرشيد الذي كان يحفظ أي قصيدة يسمعها من أول مرة وغلامه الذي يحفظها من ثاني مرة، وجاريته التي تحفظها من ثالث مرة ...
ويبدو أن الرشيد استغل هذه الموهبة لحماية بيت المال من صعاليك الشعراء فأعلن أنه لن يعطي جوائزه للشعر القديم أو المنقول (في حين سيكافئ القصائد الجديدة بمايعادل وزنها ذهبا) ..
وهكذا كان كلما أتاه شاعر بقصيدة جديدة سخر منه وادعى معرفته بها ويسردها عليه بالكامل. وقبل أن يفوق الشاعر من صدمته يؤكد الرشيد دعوته بقوله: بل لدي غلام يحفظها كاملة فيسردها الغلام بعد أن يكون قد سمعها مرتين .. وقبل أن يضرب الشاعر رأسه (بالحيط) يفاجئه الرشيد بقوله: بل وتحفظها جاريتي أيضا فتسردها الجارية بعد أن تكون قد سمعتها لثالث مرة!!
... وهكذا يخرج الشاعر ليس فقط خالي الوفاض بل ويضرب أخماسا بأسداس "كيف أكتب قصيده لم يسمع بها أحد ثم أكتشف أن ثلاثة قبلي يعرفونها"!!
غير أن هناك أديبا ومؤرخا معروفا يدعى الأصمعي أدرك الحيلة وقرر تلقين الرشيد درسا في الشعر والاقتصاد وقوة الذاكرة .. وهكذا تنكر في ثياب أعرابي فقير (كون الرشيد يعرفه) ودخل متلثما حافيا يجر خلفه ناقة متعبة . وحين دخل على الرشيد قال: أتيتك طمعا في الجائزة .. فسأله الرشيد: وهل تعرف الشروط؟ قال: نعم إن كانت من قولي أعطيتني وزنها ذهبا وإن كانت من منقولي لا آخذ عليها شيئا .. فابتسم الرشيد وقال: هات ما عندك .. فبدأ الأصمعي ببيتين ليس أسهل ولا أبسط منهما :
صوت صفير البلبل .... هيّج قلبي الثمل
الماء والزهر معا .... ملحظ زهر المقل
غير أن التعقيد (والعك) يبدأ بعد ذلك :
وأنت ياسيد لي ..... وسيدي وموللي
فكم فكم تيملي .....غزيل عقيقلي
قطفته من وجنةٍ .... من لثم ورد الخجل
فقال لا لا لا لا ....فغدا مهرول
والخوذ مالت طربا .....من فعل ذاك الرجل
فولولت وولولت .....ولي ولي يا ويولي
(وهنا اعتدل الرشيد في جلسته وبدأ بالولولة)
فقلت لاتولولي ....وبيني اللؤلؤلي
وسط بستان حلي..... بالزهر والسرورللي
والعود دندن دندنلي .....والطبل طب طبلي
والسقف سقسقلي .....والرقص قد طاب لي
شواء شوا شواها لي..... على ورق سفرجل
وغرد القمر يصيح ..... أملل في ملل
ولو تراني راكبا .....على حمار أهزل
يمشي على ثلاثة .....كمشية العرنجل
والناس ترجم جملي .....في السوق بالققنقلي
والكل كعكع كعيكع .....خلفي ومن حويللي
لكن مشيت هاربا .....من خشية العقنقلي
الى لقاء ملك .....معظم مبجل
انا الأديب الالمعي ....من حي أرض الموصل
نظمت قطعا زخرفت..... يعجز عنها الادبلي
أقول في مطلعها (شيئا سهلا للغاية) صوت صفير البلبل
وهنا يفتح الرشيد فمه مذهولا ويبحث في ذاكرته فلا يجد غير لؤلؤلي وطبطبلي وعقنقلي ودندنلي فينادي الغلام لعله ينقذ الموقف فيقول الغلام متلعثما: والله يا امير المؤمنين ما سمعتها قط.. فينادى الجارية فتقول: والله ما أظن انسانا سمعها قط..
وحينها فقط يستسلم ويقول على مضض: أحضر ماكتبت عليه قصيدتك كي نعطيك وزنها ذهبا .. فيقول (الأصمعي): ورثت عمود رخام من أبي نقشت عليه القصيدة وهو على ظهر الناقة لا يحمله غير أربعة جنود ...فينهار الخليفة ويأتي الجنود بالعمود والناس شهود ويوضع في الميزان فيعادل ما بالخزنة من ذهب فيأخذه الأصمعي ويضعه فوق الناقة وينصرف..
غير أن الوزير شك فيه وقال: والله ما أظنه إلا الأصمعي .. فيدرك الرشيد الموقف فيقول مهددا: أعد الخزنة.. فيرد الأصمعي: لا أعيدها . قال: أعدها (أحسنلك).. قال : بشرط أن تعطي الشعراء على قولهم ومنقولهم وكان له ما أراد!!
...وهكذا امتزج ذكاء الأصمعي بذاكرة الرشيد لصياغة قصة جميلة لم تتكرر عبر الزمن..
ولولا "صفير البلبل" لأخفى الرشيد عنا سره ولما علمنا بامتلاكه ذاكرة خارقة لا تتوفر إلا لشخص من كل مليون نسمة..
تــحياتــي،،
وفي تراثنا العربي هناك قصة معروفة عن الخليفة الرشيد الذي كان يحفظ أي قصيدة يسمعها من أول مرة وغلامه الذي يحفظها من ثاني مرة، وجاريته التي تحفظها من ثالث مرة ...
ويبدو أن الرشيد استغل هذه الموهبة لحماية بيت المال من صعاليك الشعراء فأعلن أنه لن يعطي جوائزه للشعر القديم أو المنقول (في حين سيكافئ القصائد الجديدة بمايعادل وزنها ذهبا) ..
وهكذا كان كلما أتاه شاعر بقصيدة جديدة سخر منه وادعى معرفته بها ويسردها عليه بالكامل. وقبل أن يفوق الشاعر من صدمته يؤكد الرشيد دعوته بقوله: بل لدي غلام يحفظها كاملة فيسردها الغلام بعد أن يكون قد سمعها مرتين .. وقبل أن يضرب الشاعر رأسه (بالحيط) يفاجئه الرشيد بقوله: بل وتحفظها جاريتي أيضا فتسردها الجارية بعد أن تكون قد سمعتها لثالث مرة!!
... وهكذا يخرج الشاعر ليس فقط خالي الوفاض بل ويضرب أخماسا بأسداس "كيف أكتب قصيده لم يسمع بها أحد ثم أكتشف أن ثلاثة قبلي يعرفونها"!!
غير أن هناك أديبا ومؤرخا معروفا يدعى الأصمعي أدرك الحيلة وقرر تلقين الرشيد درسا في الشعر والاقتصاد وقوة الذاكرة .. وهكذا تنكر في ثياب أعرابي فقير (كون الرشيد يعرفه) ودخل متلثما حافيا يجر خلفه ناقة متعبة . وحين دخل على الرشيد قال: أتيتك طمعا في الجائزة .. فسأله الرشيد: وهل تعرف الشروط؟ قال: نعم إن كانت من قولي أعطيتني وزنها ذهبا وإن كانت من منقولي لا آخذ عليها شيئا .. فابتسم الرشيد وقال: هات ما عندك .. فبدأ الأصمعي ببيتين ليس أسهل ولا أبسط منهما :
صوت صفير البلبل .... هيّج قلبي الثمل
الماء والزهر معا .... ملحظ زهر المقل
غير أن التعقيد (والعك) يبدأ بعد ذلك :
وأنت ياسيد لي ..... وسيدي وموللي
فكم فكم تيملي .....غزيل عقيقلي
قطفته من وجنةٍ .... من لثم ورد الخجل
فقال لا لا لا لا ....فغدا مهرول
والخوذ مالت طربا .....من فعل ذاك الرجل
فولولت وولولت .....ولي ولي يا ويولي
(وهنا اعتدل الرشيد في جلسته وبدأ بالولولة)
فقلت لاتولولي ....وبيني اللؤلؤلي
وسط بستان حلي..... بالزهر والسرورللي
والعود دندن دندنلي .....والطبل طب طبلي
والسقف سقسقلي .....والرقص قد طاب لي
شواء شوا شواها لي..... على ورق سفرجل
وغرد القمر يصيح ..... أملل في ملل
ولو تراني راكبا .....على حمار أهزل
يمشي على ثلاثة .....كمشية العرنجل
والناس ترجم جملي .....في السوق بالققنقلي
والكل كعكع كعيكع .....خلفي ومن حويللي
لكن مشيت هاربا .....من خشية العقنقلي
الى لقاء ملك .....معظم مبجل
انا الأديب الالمعي ....من حي أرض الموصل
نظمت قطعا زخرفت..... يعجز عنها الادبلي
أقول في مطلعها (شيئا سهلا للغاية) صوت صفير البلبل
وهنا يفتح الرشيد فمه مذهولا ويبحث في ذاكرته فلا يجد غير لؤلؤلي وطبطبلي وعقنقلي ودندنلي فينادي الغلام لعله ينقذ الموقف فيقول الغلام متلعثما: والله يا امير المؤمنين ما سمعتها قط.. فينادى الجارية فتقول: والله ما أظن انسانا سمعها قط..
وحينها فقط يستسلم ويقول على مضض: أحضر ماكتبت عليه قصيدتك كي نعطيك وزنها ذهبا .. فيقول (الأصمعي): ورثت عمود رخام من أبي نقشت عليه القصيدة وهو على ظهر الناقة لا يحمله غير أربعة جنود ...فينهار الخليفة ويأتي الجنود بالعمود والناس شهود ويوضع في الميزان فيعادل ما بالخزنة من ذهب فيأخذه الأصمعي ويضعه فوق الناقة وينصرف..
غير أن الوزير شك فيه وقال: والله ما أظنه إلا الأصمعي .. فيدرك الرشيد الموقف فيقول مهددا: أعد الخزنة.. فيرد الأصمعي: لا أعيدها . قال: أعدها (أحسنلك).. قال : بشرط أن تعطي الشعراء على قولهم ومنقولهم وكان له ما أراد!!
...وهكذا امتزج ذكاء الأصمعي بذاكرة الرشيد لصياغة قصة جميلة لم تتكرر عبر الزمن..
ولولا "صفير البلبل" لأخفى الرشيد عنا سره ولما علمنا بامتلاكه ذاكرة خارقة لا تتوفر إلا لشخص من كل مليون نسمة..
تــحياتــي،،
Neena hadi- مشرفة أرض النقاء والجمال/القسم الاجتماعي/القسم العلمي
- عدد الرسائل : 2523
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 23/10/2009
التمثيل لقصة صوت صفير البلبل...
لقيت القصة ممثلة أيضا
قلت ماآأآأآ أحرمكم؟؟؟؟
قلت ماآأآأآ أحرمكم؟؟؟؟
Neena hadi- مشرفة أرض النقاء والجمال/القسم الاجتماعي/القسم العلمي
- عدد الرسائل : 2523
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 23/10/2009
رد: قصة""صوت صفير البلبل.....
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لم تكتبيها لنا كاملة يا نينا!!
كما أن القصة تختلف عن التمثيل قليلاً
لكن في النهاية
المقصد فيها ا نالاصمعي غلب الخليفة
كما ان وفاء الخلفاء يتجلى لنا بوضوح في مثل هذه القصص
هل سيفي أحد من الحكام ف وقتنا هذا بما يعد؟؟
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
رد: قصة""صوت صفير البلبل.....
يا هلا بج خيتوو
منووورة..,,,
آنا جذي ناقلتها التمثيل يمكن موكامل؟
شاكرة لك المرور..
منووورة..,,,
آنا جذي ناقلتها التمثيل يمكن موكامل؟
شاكرة لك المرور..
Neena hadi- مشرفة أرض النقاء والجمال/القسم الاجتماعي/القسم العلمي
- عدد الرسائل : 2523
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 23/10/2009
مواضيع مماثلة
» الذكرى السنوية ""لقائد الأعظم ""
» ماسنجر لايف الاصدار الآخير"معرب" لأجهزة نوكيا
» كرزاي يقيل وزير النقل على خلفية عقود "الحج"
» واشنطن" قلقة للغاية" حيال التطورات في باكستان
» باكستان "تعتقل متحدثا امريكيا باسم القاعدة"
» ماسنجر لايف الاصدار الآخير"معرب" لأجهزة نوكيا
» كرزاي يقيل وزير النقل على خلفية عقود "الحج"
» واشنطن" قلقة للغاية" حيال التطورات في باكستان
» باكستان "تعتقل متحدثا امريكيا باسم القاعدة"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى