ربع مليون فلسطيني يطالبون الأمم المتحدة بمقاضاة إسرائيل

نقلاً عن الجزيرة:

3/6/2008م

جدد فلسطينيو 48 مطلبهم بفتح ملف تحقيق دولي في مقتل وجرح العشرات منهم في هبة القدس والأقصى في أكتوبر/ تشرين الأول 2000، ومقاضاة "المجرمين" الإسرائيليين.

وعقدت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل أمس الاثنين مؤتمرا صحفيا،
أعلن فيها رئيسها المهندس شوقي خطيب عن جمع حوالي 220 ألف توقيع على عريضة ستقدم للحكومة الإسرائيلية والأمم المتحدة للمطالبة بإقامة لجنة للتحقيق في الحادث.

وسيشارك في اللجنة خبراء دوليون،
وسيدعى للمحاكمة رجال الأمن الذين شاركوا في إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين علاوة على المسؤولين في المستوى السياسي أيضا بمن فيهم رئيس الوزراء الأسبق ووزير الدفاع الحالي إيهود باراك.

وقال خطيب في كلمته "إن فلسطينيي 48 لن يهدأوا إلى حين بلوغ الحقيقة وتحقيق العدالة بمحاكمة القتلة".
وشدد على أن ذلك "يمثل جزءا من المعركة على الوجود والأرض في الوطن".

ولفت إلى أن إسرائيل ما زالت ترى المواطنين العرب أعداء وتنظر لهم بالمنظار الأمني فقط.
وأضاف أن "هذه العريضة تعكس انتقالنا من حالة الدفاع للهجوم لمنع استمرار العدوان الإجرامي علينا".

وأكد خطيب أن عريضة الربع مليون توقيع تعني أن المواطنين العرب بإسرائيل البالغ عددهم اليوم 1.25 مليون نسمة،
جاهزون لخوض النضال من أجل تحقيق العدالة المنشودة.

من جانبه قال حسن عاصلة والد الشهيد أسيل عاصلة،
إن لجنة ذوي الشهداء تجل وتقدر الالتفاف الجماهيري حول قضية شهداء الانتفاضة الثانية.
وأضاف" أثبت شعبنا أنه ما زال حيا،
وهو يناضل من أجل الحياة الكريمة والغد".

سابقة إيرلندا
بدوره أثنى المدير العام لمركز عدالة المحامي حسن جبارين على جمع التواقيع،
وقال إن لجنة المتابعة وعائلات الشهداء يتوجهون إلى جهات دولية وخبراء دوليين، لعرض القضية.

وأشار إلى أن مركز عدالة كان قد توجه إلى إيرلندا لدراسة تجربة المعركة الشعبية المشابهة،
التي تعود إلى العام 1971 حين قتل 13 إيرلنديا يوم الأحد الدامي على أيدي الشرطة البريطانية،
وأضاف "في العام 1998 وافقت بريطانيا على إقامة لجنة تحقيق".

كما أشار جبارين إلى تقرير مقرر الأمم المتحدة،
حول القتل التعسفي الذي تعرض إلى قضية شهداء أكتوبر/ تشرين الأول.
وأكد أنه لا يجوز إغلاق ملفات المتهمين بقتل الشهداء الثلاثة عشر، مؤكدا أن هذا يخالف كل المواثيق الدولية.

صرخة مدوية
من جانبه، ثمن النائب بالكنيست محمد بركة عريضة التواقيع واعتبرها "صرخة مدوية ضد الجريمة ومرتكبيها".
وقال إن المواطنين العرب في إسرائيل لن يقبلوا بإغلاق ملفات الدم،
وأشار إلى أن هذا عهد قطعوه على أنفسهم وأنهم سيواصلون المسيرة، إلى أن تتحقق المطالب العادلة.

واقترح بركة إحياء الذكرى الثامنة لهبة أكتوبر هذا العام بتنظيم مسيرة مشيا على الأقدام من الناصرة إلى القدس.
ودعا إلى عدم إهمال فكرة جمع آلاف التواقيع من القوى اليهودية التقدمية.

كما طرح فكرة جمع مئات التواقيع من شخصيات عالمية ذات سمعة طيبة في العالم،
مثل القس الجنوب أفريقي ديزموند توتو، والكاتب اليهودي نوعم خومسكي،
والموسيقار التقدمي دانييل بيرنبويم.

وأكد رئيس الحركة الإسلامية الشمالية الشيخ رائد صلاح على ما طرحه بركة،
ودعا مجددا إلى العمل على إقامة هيئة خاصة تعمل تحت إطار لجنة المتابعة العليا لمتابعة قضايا الشهداء بشكل عام،
وقال إن هذا أمر حيوي يجب العمل على تحقيقه.

يُشار إلى أن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية كان قد قرر قبل أربعة شهور إغلاق ملف التحقيق بجرائم القتل عام 2000 دون تقديم أي مسؤول ميداني أو رسمي للمحكمة بحجة عدم توفر الأدلة القضائية، مما أثار حفيظة فلسطينيي 48 ودفعهم لاتخاذ قرار بتدويل القضية واللجوء للمحاكم العالمية.

وكان وفد من فلسطينيي 48 وذوي الشهداء قد زار الشهر الماضي جنوب أفريقيا للاطلاع على تجربة النضال ضد نظام الميز العنصري (الأبرتايد) فيما يستعد وفد جديد منهم لزيارة ثانية الأسبوع القادم.

وديع عواودة-الناصرة