مذكرات طفل عراقي

عراقي أنا وجراحي بندقيه
عراقي أنا ورصاصي دمع أطفال
حرك شجون الليل في أنين (العامريه)


عراقي أنا و كلي همه وعزيمتي من وجه
أم تخبز الصبح حنانا ًوتنادي يا (صفية)


مابال أطفالي ماإستفاقوا أغطوا افي طغوث سرمدية
( أفيقيهم ) / ( أفيقيهم ) / ( أفيقيهم ) يا صفيه


وأخبريهم بأنني صنعت الشاي كما أحبوا بلون الشفاة السامريه
أخبريهم ياصفية إني قد عفوت عنهم ماتناسوا من فروضهم المدرسيه


وبأنني ياصفية مانسيت مصروفهم
قد بعت خاتم الأفراح ذاك الذي حفظته عندما
كانت الدنيا رضيه


( هيا ) ( هيا ) عجلي قد تفوت صلاتهم
والفجر لا يعوض يابنيه




وتستثير على بكاء تلك الشفاة وتقول (صفيه)


( أماه )
من ثلاث سنين مانسيتي حزنهم


( أماه )
قد ( ماتو ) / قد ( ماتو ) / قد ( ماتو )





أما نسيتي ياشقيه
منذ أعوام وأنت تصنعين الخبز ماملت يديك ماعملت
قد تعب الرغيف الإنتظار
ثلاثة أعوام يجوع الخبز لليدين المخمليه


( أماه )
إرحميهم و إرحميني
وأرحمي فجر كل يوم أستفيق ببكاء عيناك الشقيه


( أماه )
رحمى لعينيك قد ( عميت )
هل يعود الميت من كفن المنيه !!


( أماه )
كفى و أنظري شيبا طغى في ظفائر شعرك
هزها جثمان اخوتي حين أتتهم المنيه




فترد ( الأم ) قائلة لإبنتها


( آه ) يابنيه
إني قد علمت وفاتهم
فكفى تجاريحاً في داخل مهجتي


لو رأيت ياصفيه كيف نزف جرحي كليل بغداد
عندما تنزف من جراحهها الهمجيه


لو رأيت يا صفيه هنا زرعت قبورهم في صدر
أم كل يوم تقرأ القرآن حتى الفجر


إني رأيتهم (هناك) ياصفيه (هناك)
يفجرون الصمت في ثغر القضية


يزرعون الريح أشجارا و ورودا قرمزيه


يلوحون ( أماه ) هنا ولدنا
وهنا إحتفلنا بعيد عشاق الشهادة


فهنا تكون ( القادسية )






وعند ( وفاة الام )


ذهبت صفيه الى قبر أمها و أخوتها وقد خلت
من جميع احبابها وقالت لإخوتها .



( ها ) أمكم قد فناها رحيلكم
أرادت أن تبقوا بظلها و تكبرو
تستفيئ بظلكم وتستفيئو بظلها
( ها ) أمكم قد هلكت من بعدكم
( ها ) أمكم قد فناها رحيلكم




( ها ) أمكم
( ها ) أمكم
( ها ) أمكم