الفساد والمحاكمة تطاردان مبارك

يعتقد أن حسني مبارك قد ذهب إلى منتجع بشرم الشيخ على البحر الأحمر. بعد أن جمدت سويسرا جميع الأصول المملوكة له وأسرته والتي يمكن أن تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.
جاءت هذه الخطوة بينما ذكرت تقارير أن الرئيس السابق قد انتقل إلى منتجع على البحر الأحمر حيث كان يترأس سابقا مؤتمرات القمة، وحيث دعا الكثير من ضيوفه للتمتع بشتاء دافئ بعيدا عن الزحام.
في أول خطاب له أثناء الانتفاضة أول فبراير/ شباط، قال مبارك إنه لن يترك وطنه، وتعهد بأن يموت "على أرض مصر" وأنه سينتظر "حكم التاريخ".
لكن المحادثات المستفيضة التي شارك فيها السعوديون والإماراتيون والأميركيون يعتقد أنها تركزت على انتقاله إلى دبي، علاوة على الحصانة من أي ملاحقة قانونية بتهم جرائم ضد الإنسانية بعد مقتل ثلاثمائة شخص وانتهاكات موثقة من قبل قوات الأمن في عهده.

ثروة طائلة
ووفقا لصحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن؛ يعتبر الكشف عن ثروة عائلة مبارك والإجراءات القانونية الممكنة هي من القضايا الرئيسية التي ستحدد ملامح التخطيط لمرحلة ما بعد الرئاسة بالنسبة لمبارك.

ويقدر الخبراء ثروة آل مبارك بـ43.5 مليار جنيه إسترليني، جمع معظمها من الصفقات الاستثمارية في البنوك البريطانية والسويسرية أو الصفقات العقارية في أحياء لندن ونيويورك ولوس أنجلوس الفاخرة وأراض باهظة الثمن على ساحل البحر الأحمر.
تقول مصادر بريطانية إن بنك إنجلترا لا يستطيع أن يتخذ إجراء في الأصول العائدة لمبارك بالمملكة المتحدة -والتي يعتقد أن تكون ضخمة- إلا إذا تلقى طلبا رسميا من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو حكومة مصرية جديدة.
سوزان زوجة مبارك النصف بريطانية وابناهما جمال وعلاء، استطاعوا جمع ثروة طائلة من خلال الدخول في شراكات مع مستثمرين وشركات أجنبية عندما كان مبارك بالجيش وفي وضع يمكنه الاستفادة من الفساد الإداري.

البحث عن مخرج
ساد في الفترة الماضية اعتقاد أن مبارك قد تم إقناعه بالتوجه مرة أخرى وبشكل عاجل إلى ألمانيا للعلاج، حيث قضى ثلاثة أسابيع فترة نقاهة بعد عملية جراحية أجراها في مارس/ آذار الماضي.
لكن عمر سليمان الذي عينه مبارك نائبا له أواخر أيامه بالرئاسة نفى الأربعاء أن ذلك الخيار كان قيد النظر، كما أن ألمانيا نفت هي الأخرى أن تكون قد عرضت على مبارك القدوم إلى أراضيها بغرض العلاج.
من جهة أخرى وفيما يخص اعتزال مبارك في شرم الشيخ، فيمكن القول استنادا إلى تاريخ المنطقة العربية الحديث، فإن فكرة تمتع رئيس عربي بتقاعد وادع وآمن تبدو شيئا غير مألوف. ففيما عدا بعض الرؤساء اللبنانيين الذين أنهوا فترة رئاستهم وتحولوا إلى الحياة العادية بشكل طبيعي، فإن معظم الرؤساء العرب إما ماتوا وهم على رأس مناصبهم أو اغتيلوا.

بن علي وأسرته
في تونس، يقوم نشطاء حقوق الإنسان بمحاولة كشف شبكة أموال وأصول الرئيس السابق زين العابدين بن علي، حيث يعتقد أن ثروته تمتد إلى كندا وأميركا الجنوبية ومنطقة الخليج، وقاموا بإعداد "لائحة السوداء" بالأموال والأصول المختلسة.
المدعي العام التونسي فتح تحقيقا في ممتلكات بن علي وأسرته في الخارج. ويعتقد أن معظم ثروة بن علي وأسرته أتت من نهب الاقتصاد التونسي، ويعتقد أنها وضعت إما في ممتلكات غير منقولة أو حسابات مصرفية سرية.
وهناك عدد من البلدان بما في ذلك فرنسا تدرس طلبات لتحديد ومنع أي حركة للأموال التابعة لأعضاء نظام بن علي، بما في ذلك أقارب زوجته الثانية ليلى الطرابلسي، التي قالت تقارير بأنها فرّت الأسبوع الماضي إلى المملكة السعودية وبحوزتها 1.5 طن ذهب يقدر قيمته بخمسين مليون يورو.

الجزيرة نت
12/2/2011