دعوات شعبية بمصر لتكريم الجيش
صفحة 1 من اصل 1
دعوات شعبية بمصر لتكريم الجيش
لم يلتحم المصريون منذ نصر أكتوبر 1973 بجيشهم مثلما التحموا ليلة رحيل الرئيس المخلوع حسني مبارك. فتلك الليلة شهدت تكريما غير عادي لقادة وجنود القوات المسلحة الذين هتف الشعب باسمهم وحملهم على الأعناق في الميادين والشوارع، وبات ينادي بتكريمهم.
وقد استبدل آلاف من مستخدمي الإنترنت التعريفات (البروفايلات) الخاصة بهم على صفحات فيسبوك وتويتر بصور لضباط الجيش.
وطيلة 15 يوما من أيام الثورة تقاسم خلالها الشعب والجيش تفاصيل الحياة اليومية، تشكلت روح جديدة قدست المؤسسة العسكرية ورجالها، وأعادت للجيش صورته الناصعة التي توارت خلف مؤسسات الدولة الفاسدة إبان عهد مبارك.
وحملت اللحظات الأولى لنزول الجيش للشوارع بعد اختفاء الشرطة اعترافا شعبيا مسبقا بدوره، وتواترت تأكيدات الجيش على مشروعية مطالب الثائرين بعدم التعرض ليكسب بذلك مزيدا من ثقة الشعب واحترامه.
وتكلل ذلك بتأكيد قيادة الجيش في ليلة تنحي مبارك على ضمان تنفيذ مطالب الثورة، ومن بعذ ذلك تعهدا بألا يكون الجيش بديلا عن الشرعية.
تحية بتحية
وتوج الجيش هذه المكتسبات عبر التحية العسكرية اللافتة التي أداها لأرواح شهداء الثورة اللواء محسن الفنجري مساعد وزير الدفاع أثناء تلاوته البيان الثالث للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وكان ذلك ضمن مقاربة الانحياز للشعب حيث لم يؤد اللواء تحية مماثلة عندما أتى ذكر مبارك.
مقاربة فهمها المصريون فردوا بأحسن منها، هتافات لا تنقطع تحية للجيش وورود وحلوى ألقيت على الجنود المرابطين في جوار آلياتهم العسكرية، وعناق للضباط والجنود ورفع لهم على الأعناق في الميادين والشوارع.
وفي ميدان التحرير، تجمع المحتفلون برحيل مبارك أمام الآليات العسكرية مرددين الأناشيد العسكرية والوطنية وهم يصيحون "الشعب والجيش يد واحدة"، وصعد بعضهم لتقبيل الجنود والضباط، وبعضهم قبل أيديهم وأسلحتهم.
وهناك من حمل أطفاله الرضع إلى الجنود لأخذ صور للذكرى، في مشهد جعل بعض الجنود يذرفون دموعا لم يجدوا غضاضة في تركها تسيل أمام مئات آلاف المحتفلين بالثورة.
وبجوار مدرعة عسكرية قرب مدخل الميدان صرخت سيدة عجوز مناشدة أحد الضباط برتبة نقيب أن ينزل لها لتقبله لأنها لا تستطيع الصعود إليه، فنزل لها على الفور لتحتضنه والدموع تنهمر من كليهما، وسط صيحات فرح وتكبير هيسترية، وتلويح بأعلام مصر التي غطت ميدان التحرير.
المشهد نفسه تكرر في ميدان طلعت حرب لكن بصورة مختلفة هذه المرة. فقد حاول جندي المرور وسط الحشود التي كانت تحتفل برحيل مبارك فوجد نفسه فوق الأعناق في الشارع الذي يضم مقري حزبي التجمع والغد، ومئات الآلاف يهتفون له "ارقص يا دفعة"، وهو هتاف شهير اعتادت الجماهير المصرية ان تهتف به لحارس مرمى المنتخب عصام الحضري.
وبادلهم الجندي التحية بخلع القبعة والتلويح لهم بها, وتوزيع القبلات فوق رؤوس المحتشدين.
وقرب هذه الميادين وفي المقاهي التي اكتظت بالجماهير لمتابعة تطورات الموقف بعد تنحي مبارك رغم حظر التجوال، ألهبت التحية العسكرية غير المسبوقة من اللواء الفنجري للشهداء، المشاهدين الذين هتفوا للجيش ورددوا الأغاني الوطنية في كل مرة يعاد بث البيان.
وبنفس القوة كانوا يوجهون عبارات سلبية عند عرض خطاب عمر سليمان الذي أعلن فيه "تخلي" مبارك عن منصبه.
جمعة وفاء
حب الجيش سريعا ما انتقلت إلى صفحات الإنترنت خاصة إلى موقعي تويتر وفيسبوك اللذين كانا من محركات الثورة الرئيسة.
فآلاف الشباب استبدلوا صورهم الخاصة على صفحاتهم بصور للجنود والضباط, وحظيت تحية اللواء الفنجري للشهداء برواج واسع.
كما تبادل الشباب مقاطع الفيديو والصور الخاصة بالبيانات العسكرية وبمشاهد الجنود وهم يتبادلون الحديث والابتسامات مع المعتصمين بميدان التحرير.
وأطلق نشطاء على فيسبوك دعوة إلى مظاهرة مليونية تحية لدور الجيش وقيادته أثناء الثورة.
وقال أحد الداعين للمظاهرة "عندي اقتراح بأننا نعمل يوم الجمعة المقبل "جمعة الوفاء للجيش" وفاء له لأنه قام بما ينبغي أن يقوم به رغم كل الظروف.
وأضاف أن تكريم الجيش بهذه الطريقة تذكرة للجميع بأنه الحصن الأخير للبلد ولن يحول دون رغبة الشعب.
الجزيرة نت
13/2/2011م
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى