أهمية 23 مارس في تاريخ باكستان

تحتفل باكستان يوم 23 من مارس كل عام بيوم باكستان علي جميع المستويات حكومة وشعبًا .
ولهذا اليوم أهمية كبري في تاريخ قيام باكستان كدولة مستقلة.
وكان إنشاء باكستان مبنيا علي الإسلام؛ لأن المسلمين بعد انحلال الدولة المغولية فى الهند كانوا يجدون صعوبة كبيرة فى قضاء شئون حياتهم اليومية تحت الاستعمار البريطانى وفي ظل الهيمنة الهندوسية.
وغالبية الهندوس كانوا يعتبرون المسلمين نجسًا يجب إما تطهير الهند من وجودهم كليا أو تهنيدهم بصورة أخرى.
ثقافتهم مختلفة، تقاليدهم مختلفة، أسلوب حياتهم مختلف، زعماؤهم مختلفون، بطولاتهم مختلفة وكل شيء منهم لا يختلف فقط بل ويعاكس الدين الإسلامي الحنيف ومن يتبعونه .
فكيف كان يمكن أن تتعايش الثقافتان المتضادتان المتعاكستان دون وقوع الصراعات في حياتهم اليومية؟
وهل يمكن للواحد الغني بثقافته والفخور بتاريخه اللامع أن يعيش في بيت لا يكرهه غالبية أهل البيت فحسب بل يتعين عليه أن يتبع أسلوب حياتهم حسب مزاجهم؟
هذه هي الظروف التي جعلت مسلمي شبه القارة الهندية يفكرون في تقرير مصيرهم المستقبلي حفاظا علي تراثهم وحضارتهم وثقافتهم .

وكان عندئذ "حزب الرابطة الإسلامية لعموم الهند" يمثل مسلمى شبه القارة وقد قام بدوره الفعال في إيقاظ المسلمين من غفوتهم وجمعهم تحت راية واحدة ليتمكنوا من الحصول علي دولة مستقلة لهم ليعيشوا في ظلها أحرارا.
وفى الاجتماع السنوى لهذا الحزب فى لاهور يوم 23 مارس عام 1940 تحت رئاسة الأب المؤسس لباكستان القائد الأعظم محمد على جناح والذى حضره آلاف المسلمين من كل أنحاء شبه القارة ،اتخذ القرار التاريخى بإنشاء دولة باكستان .

وقال جناح في خطبته أمام هذا الاجتماع الحاشد، ملقيا الضوء علي نظريـة الأمتيـن :
"إن قضية الهند ليست قضية طائفية بل إنها قضية عالمية. ويجب أن تحل هذه القضية ككونها عالمية. إذا كانت الحكومة البريطانية تريد الأمن والاستقرار في الهند فلا يمكن ذلك إلا فقط بتقسيم الهند إلى أوطان مستقلة"
وأشار إلى فروق حضارية ودينية وثقافية بين الهنادكة والمسلمين قائلا :
"لم يكن الهنادكة والمسلمون قوما واحدا أبدا حيث لا يتم عقد الزواج بينهما ، ولا يتجالسان معا حول مائدة واحدة وينتمي كل واحد منهما إلى أسس وأفكار متعاكسة. بطولاتهم مختلفة ويكون في أغلب الأحيان بطل قوم عدو قوم آخر ونصر واحد هزيمة الآخر . ولا تكون نتيجة ربط الأمم متضادة الأفكار في نظام واحد بحيث يكون إحداهما في الأقلية والأخرى في الأغلبية سوي حدة التوتر بينهما ولا يكون المصير والمنتهي إلا الهلاك و الدمار .

وأضاف قائلا :
"نحن أمة مميزة بثقافتنا وحضارتنا، لغتنا وأدبنا، فننا و أسلوب عمارتنا ، أسماءنا ومسمياتنا، إحساسنا للقيم وتناسبنا، قوانيننا الشرعية وقيمنا الأخلاقية، عاداتنا وتقويمنا، تاريخنا وتقاليدنا، استعداداتنا وطموحاتنا.
وباختصار، لنا وجهة نظرنا الخاصة في الحياة وللحياة . وحسب جميع مبادئ القانون الدولي نحن أمة ."

شكراً على تواجدك