مع قدوم رمضان: جيوب المغاربة وأولويات الإنفاق
صفحة 1 من اصل 1
مع قدوم رمضان: جيوب المغاربة وأولويات الإنفاق
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
يوحي الرواج غير المعتاد في الأسواق بأن ضيفا عزيزا على أهل المكان يقترب موعد حلوله، إنه شهر رمضان، شهر بات عند الكثيرين شهر الإنفاق وارتفاع الأسعار جراء المضاربات وارتفاع الطلب .
لكن المغاربة يستقبلون هذه السنة موازاة مع شهر رمضان ضيفا آخر قد يكون ثقيلا هذه المرة، وهو بداية العام الدراسي بكل ما يحمله ذلك من مصاريف إضافية قد تتقل جيوب المواطن البسيط.
ومما يزيد الطين بلة، هو أن تزامن مناسبتين يعرف عنهما أنهما يثقلان الكاهل، بسبب كثرة المصاريف التي تصاحبهما، جاءتا بعد نهاية العطلة الصيفية التي تستنزف ميزانيات الأسر ويقول البعض إن تداعيات كل ذلك ستأثر على حياة المواطنين طيلة الشهور القادمة .
ويقول مصطفى وهو موظف حكومي إن رمضان هذه السنة استثنائي بكل المقاييس لأنه جاء بعد نهاية العطلة الصيفية وبداية الموسم المدرسي الجديد، ويضيف ' إنني لحد الآن أؤدي القرض الذي قضيت به العطلة الصيفية ويتوجب علي في نفس الوقت توفير ميزانية خاصة لشهر رمضان والدخول المدرسي مما سيلزمنا سنة كاملة من التقشف لخلق التوازن وهذه مسألة ليست بالسهلة '.
البطون والأبناء
يحتار الكثيرون خصوصا ذوي الدخل المحدود بين الإنفاق على إطعام البطون الجائعة أو دراسة الأبناء، وتقول فاطمة وهي أم لثلاثة أطفال إن تزامن شهر رمضان مع دخول بداية الموسم الدراسي سيضغط على ميزانية أسرتها التي يشتغل ربها كعامل بناء بسيط، لكنها تقول انها ستولي الأولوية لتعليم أبنائها، لأن رمضان كما تراه فاطمة شهر للعبادة والتقرب إلى الله، وليس شهرا للاستهلاك كما يعتقد البعض.
ضغط مادي
تزامن شهر رمضان والدخول المدرسي زاد من عدد الأسر التي تلجأ إلى الأسواق الشعبية، أسواق تبيع المواد الاستهلاكية بأسعار مخفضة، وذلك في محاولة منهم للتغطية على الضغط الهائل على المواطنين البسطاء. حتى أصبحت الأسواق الشعبية تستقبل أصحاب الدخل المتوسط، ويرى محمد وهو موظف بشركة خاصة أن الحل يكمن في تقديم الدولة لإعانات استعجالية لمواجهة غلاء المعيشة.
وقال محمد للبي بي سي ان 'تزامن رمضان مع الدخول المدرسي نجم عنه ضغط كبير على ميزانية الأسرة، مما جعلنا نلتجئ إلى الأسواق الشعبية لان الأسعار فيها منخفضة مقارنة مع المحلات الكبرى وأيضا نحاول أن نقتني المواد الضرورية ونغض الطرف على المواد الأقل أهمية لأننا مطالبين بتأدية فواتير الماء والكهرباء والإيجار والأدوات المدرسية بالإضافة إلى أشياء أخرى، وبالتالي نطالب الحكومة بالتدخل العاجل لمساعدة المواطن البسيط على مواجهة المشاكل الاقتصادية التي تواجهه بسبب الظرفية الحالية '.
شر لا بد منه
ومع اقتراب شهر رمضان وبداية الموسم الدراسي تتزايد عروض القروض الإستهلاكية مستغلة كما يقول البعض حاجة الكثيرين إلى السيولة النقذية لتغطية النفقات الإضافية، فالشوارع الرئيسية في المدن تملأها ملصقات اعلانية للبنوك التي تعد بفائدة أقل، وبعروض خيالية حسب ما تقوله هذه الملصقات طبعا، وكثير من العائلات الفقيرة العاجزة عن استيفاء حاجياتها الأساسية لا تجد بدا من قبول هذه العروض .
ويقول خليل العلوي الباحث في الإقتصاد الإجتماعي إن نسبة 42 في المئة من المغاربة الذين يلجأون إلى قرض ثالث أو رابع للوفاء بالتزامات تكون قد ترتبت عن قرض سابق تعبر إلى حد ما عن الضغط الاجتماعي الذي باتت الأسر المغربية ترزح تحته والذي يزداد مع ارتفاع الأسعار وارتفاع نسب الفائدة التي تؤدى عن كل عملية اقتراض، وهو ما يجعل في النهاية الكثير من العائلات المغربية تعيش في دوامة من القروض.
وقد خلصت دراسة أنجزها البنك المركزي المغربي وجمعية شركات القروض أن غالبية المقترضين هم من أصحاب الدخل المحدود، وأن نسبة كبيرة منهم يخصصون قرابة ثلاثين بالمائة من راتبهم للوفاء بقروض الإستهلاك، نفس الدراسة أكدت أن المقترضين يجدون صعوبة كبيرة في الوفاء بديونهم وعادة ما يلجؤون إلى الإقتراض لمرات عديدة لتسديد ديونهم حتى بات ستون في المائة عاجزين عن استرداد القرض الثالث والرابع .
وتقول الدراسة التي شملت 500 مقترض إن القرض الأول والثاني يخصصان لتجهيز المنزل ومواجهة متطلبات الإستهلاك والثالث من أجل تعليم الأبناء، فيما يخصص الرابع للوفاء بقرض سابق .
حسن فاتح
بي بي سي - الرباط
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى