الجوالات.
صفحة 1 من اصل 1
الجوالات.
لنبدأ أولاً بالهواتف الذكيةالتي نستخدمها ونتهافت على شرائها، فهي، كما تظهر تقارير موثقة ومتوفرة على الشبكةالعنكبوتية، عبارة عن أدوات تجسس على أصحابها على مدار الساعة، إذ يقوم الآي فون بتصوير مستخدميه من دون علمهم وإرسال صورهم للشركة المصنعة، أي "آبل"، فقد كشف تقرير بثته قناة الجزيرة عن قيام شركة آبل بالتجسس على مستخدميها من خلال جهازالآي فون، فهو لا يقوم فقط بنسخ صورة لكافة بيانات المستخدم وإرسالها إلى الشركة، بل يقوم أيضا بتشغيل الكاميرا والتقاط صور للمستخدم نفسه دون علمه، ولم يقف الأمر عندهذا الحد، بل يقوم أيضا بتسجيل صوت صاحبه، باختصار فإن البيت الذي يوجد فيه مثل هذاالجهاز أصبح مكشوفاً تماماً بكل تفاصيله اليومية.
زد على ذلك طبعاً أن هناك الآن الكثير من البرامج الرخيصة التي يوفرها الآيفون والتي تستطيع التجسس على الآخرين بكل سهولة، فهناك برنامج يستطيع أن يحدد لك بدقة متناهية مكان الأشخاص الذين يمتلكون جهاز موبايل،فما عليك إلا أن تدخل رقما ما، حتى تعرف أن صاحبه موجود الآن في البلد الفلاني، لابل في الغرفة الفلانية من البيت الفلاني. صحيح أن الشركة المصنعة لهذا البرنامج مازالت تحجب الكثير من ميزاته، لكنه بالتأكيد متوافر للحكومات وبعض الجماعات التي تستطيع بسهولة أن تحدد مكان السرير الذي ينام عليه في أي بقعة من العالم عن طريق الجوال الذي يمتلكه. لهذا السبب تمنع بعض الجهات استخدام جهاز الموبايل أثناءالحروب لأنه يدل بدقة على مكان صاحبه، خاصة إذا كان مستهدفاً من الأعداء، وكلنا يعرف أن إسرائيل استطاعت قتل وزير الداخلية الفلسطيني الراحل سعيد صيام أثناءعدوانها الأخير على غزة من خلال جهاز موبايل فتحه أحد العملاء بالقرب من الغرفة التي كان يتواجد فيها صيام، فأصابته إصابة دقيقة، ولا ننس أن القوات الروسية قتلت أيضاً الرئيس الشيشاني عن طريق جهاز الموبايل، إذ إن هناك الآن برامج بسيطة تستطيع أن تدلك على المستهدفين بسهولة فائقة. وهناك أيضاً برامج تستطيع من خلالها اختراق أجهزة الموبايل بسهولة لتتعرف على المحادثات والرسائل التي تدور بين شخص وآخر،وغالباً ما تستخدمها النسوة في أمريكا لكشف خيانة أزواجهن.
كما يُعتبر جهاز الموبايل العادي وسيلة تجسس على صاحبه طوال الوقـت، لهذا عندما يلتقي مسؤولون كبار للتباحث بِأي قضية حساسة، يطلبون من بعضهم البعض ليس فقط إطفاء أجهزة الموبايل، بل أيضاً نزع البطارية والسيم كارد منها، لأن الموبايل يمكن أن ينقل الأصوات إلى مكان ما حتى لو كان مغلقاً، لهذا إذا أراد أحدنا أن يطمئن بأن جهازه لا يتجسس عليه، فما عليه إلا أن ينزع منها حتى البطارية وبطاقة الاتصال داخله (السيم).
وحدث ولا حرج عن جهاز البلاك بيري الذي يجتاح العالم كاجتياح النار للهشيم، فالشركة المصنعة للجهاز وهي كندية تحتفظ بكل رسائل المستخدمين ومحادثاتهم، وعددهم بمئات الملايين من البشر، وقد دارقبل فترة خلاف بين بعض الدول وكندا، لأن الأخيرة رفضت تزويد الآخرين بسجلات المستخدمين، مما حدا ببعض الدول إلى تعطيل بعض استخدامات بلاك بيري. بعبارة أخرى،فإن ملايين الناس الذين يستخدمون هذا الجهاز، ويكشفون كل تفاصيل حياتهم لبعضهم البعض من خلال برامج المحادثة والتواصل، أصبحوا تحت رحمة الشركة المصنعة للجهاز،التي بإمكانها أن تستغل المعلومات كما تريد.
ولا ننس أن للولايات المتحدة مراكز تجسس في معظم أنحاءالعالم تستطيع من خلالها تسجيل كل المكالمات الهاتفية الخليوية في العالم.
ولا ننس أن كل الدول لديها أجهزة تستطيع أن تنسخ كل المعلومات الموجودة على أجهزة الكومبيوتر الشخصية في اللحظة التي يدخل أصحابها إلى الإنترنت، فإياك أن تظن أنك مختبئ وراء لوحة مفاتيح،ولا يراك أحد. لا أبداً، فأنت مكشووووووووف تماماً.
وليس سراً أن محركات البحث العالمية على الإنترنت تسجللك كل المواقع التي دخلتها وكل الكلمات التي أدخلتها على أجهزة البحث، فإذا كنت تدخل إلى مواقع طبية، فسترى لاحقاً أن شركات الأدوية تمطرك بوابل من العقاقير والوصفات الطبية لمختلف الأمراض، خاصة الأمراض التي تعاني منها، وقس على ذلك.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد نصح الشباب في أمريكا قبل فترة أن يقتصدوا في تقديم معلومات عن أنفسهم على صفحات الفيس بوك لأن من شأن ذلك أن يؤثر على حياتهم ومستقبلهم لاحقاً، فبإمكان أصحاب العمل والشركات أن يطلعوا على تفاصيل حياة المتقدمين لوظائف من خلال الفيسبوك أو حتى يوتيوب، وبالتالي قد تؤثر تلك المعلومات على فرص الحصول على العمل وغيرذلك من مخاطر، خاصة أن ملايين الفتيان والفتيات يقترفون أخطاء كثيرة في محادثاتهم وتواصلهم على الشبكة العنكبوتية. وقد توصلت بعض الدراسات إلى نتائج مفادها أن أصحاب الشركات يعودون فعلاً إلى سجلات المتقدمين إلى وظائف على الشبكة العنكبوتية، وقدرفضوا الكثيرين من المتقدمين بناء على تصرفاتهم الخاطئة المدونة في المواقع الاجتماعية على الإنترنت.
لم يعد هناك مكان للخصوصية في هذا العالم المفضوح، فمهما كان عدد سكان المعمورة كبيراً، فإنه يمكن حشر كل تفاصيلهم في جهاز تخزين صغير للغاية، وإذاكنتم تعتقدون أنه يصعب تسجيل أدق تفاصيل حياة كل شخص ليُحاسب عليها يوم القيامة أمام ربه، فأنتم مخطئون تماماً، فيوم الحساب سنحاكم من قبل الجبار الذي يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور.
منقول للاستفاذة.
مسالم- شخصية VIPمهمة
- عدد الرسائل : 3183
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 29/03/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى