أميركا وحروب أفغانستان الثلاث
صفحة 1 من اصل 1
أميركا وحروب أفغانستان الثلاث
كتب دوغلاس أوليفانت في صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الولايات المتحدة تخوض ثلاث حروب في أفغانستان، وأن عليها أن تختار بشكل صحيح الحرب التي عليها خوضها والطريقة التي تخوض بها تلك الحرب.
يقول أوليفانت إن الحرب الأولى ضد القاعدة و"المجموعات الإرهابية" والثانية لحماية الحكومة الأفغانية الضعيفة من تمرد طالبان، والثالثة يصعب فهمها ولكنها الأطول وهي حرب اجتماعية وثقافية داخل أفغانستان بين المنادين بالحداثة -هم يتركزون بالعاصمة كابل- وبين سكان الأرياف والقبائل والجماعات المناهضة للحداثة والذين يعيشون في الجبال العصية.
يبدأ الكاتب مما سماها الحرب الثالثة، ويجادل بأنها خاسرة تخسر الولايات المتحدة فيها أرواح جنودها وأموالا طائلة بدون أن يكون هناك أي بصيص أمل للانتصار.
ويضرب أوليفانت مثلا بمناطق كونار وكارينغال ووايغال شمال أفغانستان (الكاتب يقول إنه عمل مع قائد القوة الأميركية بتلك المناطق) وكيف أن الجيش الأميركي ظل يعمل سنين طويلة خسر خلالها المال والرجال لبسط نفوذ الحكومة الأفغانية هناك وتقوية علاقتها بالسكان هناك ودمجهم فيما تراه واشنطن الحياة المدنية المتحضرة. الولايات المتحدة كانت تأمل بأن نجاحها هناك سيسد الطريق على القاعدة وطالبان والمجموعات المشابهة لها من العمل بالمنطقة أو مع سكانها.
معاقل بالجبال
غير أن أوليفانت يقول إن كل تلك الجهود ذهبت سدى، ويتمنى لو أن الولايات المتحدة تركت تلك المناطق وأهلها لحالهم ولم تحاول تغييرهم. ويرى أن الجبال لطالما كانت ملجأ للمجموعات التي تواجه مشاكل مع الدولة، وإما أن تتخذها ملجأ من ملاحقة قائمة ضدها أو أن تتخذها مقرا لشن حرب مفتوحة.
لكن الوضع في الجبال مختلف، يقول أوليفانت، حيث السكان هناك قوقعوا أنفسهم هناك على مدى قرون عديدة لينأوا بأنفسهم عن بعض الحضر المنادين بالحداثة، حيث يعتقدون أن مبادئ الحداثة التي يأتي بها بعض الأفغان المتأثرين بالحضارة الغربية هي تهديد لمبادئ وشكل الحياة العائلية التي يؤمن بها سكان تلك الجبال.
إن خريطة ومعايير الحياة العائلية، يستطرد أوليفانت، هي نقطة الخلاف الرئيسة بين سكان تلك الجبال ومريدي الحداثة، وقد دخلوا مع الدولة الأفغانية في حروب من أجل الدفاع عنها والحفاظ عليها كما يريدونها هم. ومن أمثلة تلك الحروب حرب عام 1929 الأهلية الأفغانية عندما هاجمت قبيلة شينواري البشتونية مدينة جلال آباد بعد سنّ قوانين رأوا فيها تهديدا لقيمهم وتقاليدهم وهرمية السلطة داخل العائلة.
رفض للتغيير
ويسوق أوليفانت مثالا طريفا على عدم وجود فائدة ترجى من تلك المناطق النائية –وفق وصفه- حيث يقول إن سكان تلك المناطق يستقبلون موظفي الضرائبو شاحنات المساعدات المحملة بالبضائع المحلية التي يعرفونها وتعودوا عليها بالترحاب، ولكنهم يستقبلون الشاحنات المحملة بالألبسة وإسطوانات الموسيقى الغربية بوجوه عابسة متجهمة.
ويتساءل الكاتب:
ماذا يعني ذلك؟
هل يعني أن الولايات المتحدة فشلت في جهودها ضد "المتطرفين" بتلك الأصقاع النائية؟
هل على الولايات المتحدة أن تخضع للأمر الواقع وتقبل بحقيقة أن تلك الأصقاع معاقل "للإرهابيين"؟
بالطبع لا، يقول أوليفانت، ويجادل بأن الطريقة التي اتبعتها واشنطن كانت خاطئة، حيث يعتقد أن لا جدوى من محاولة بسط نفوذ حكومة مركزية بمناطق نائية بينما تغرق تلك الحكومة حتى أذنيها بالفساد وتفتقر للحد الأدنى من الكفاءات.
وينصح الكاتب الولايات المتحدة بأن عليها أن تقوم بتقوية الحكومة المركزية في مركزها أولا، وأن تقوي الاقتصاد بالمدن الكبيرة وتربطها بشبكة مواصلات مناسبة وتهيئ البنية التحتية لنهوض تلك الحواضر قبل أن تشرع في التوجه إلى الجبال والوديان المعزولة أصلا.
الجزيرة نت
21/5/2011م
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
مواضيع مماثلة
» كيف تخرج أميركا من أفغانستان؟
» مليارات أميركا "تتيه" في أفغانستان
» أميركا تمهد لتعديل دورها في أفغانستان
» بانيتا: أميركا تتجه لتحقيق النصر في أفغانستان
» زوجات اسامة بن لادن الثلاث يخضعن للتحقيق في باكستان.
» مليارات أميركا "تتيه" في أفغانستان
» أميركا تمهد لتعديل دورها في أفغانستان
» بانيتا: أميركا تتجه لتحقيق النصر في أفغانستان
» زوجات اسامة بن لادن الثلاث يخضعن للتحقيق في باكستان.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى