أسماء الشوارع والأحياء في موريتانيا.. مفارقات فاقعة وطرائف لاذعة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أسماء الشوارع والأحياء في موريتانيا.. مفارقات فاقعة وطرائف لاذعة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تحمل أسماء الشوارع والحارات الشعبية والأحياء السكينة الراقية دلالات مختلفة حول تاريخ وتراث وطبيعة المجتمع، فهي تكشف مستوى عيش ساكنيها وما يعانونه من مشاكل كانقطاع الكهرباء وندرة المياه وانتشار البعوض، بينما تظهر أسماء أخرى الأنشطة الحرفية والاجتماعية السائدة في الأحياء مثل حي "بوحديدة" و"الحي العسكري"، وترتبط بعض الأسماء بالظواهر الطبيعية كاجتياح الجراد او بجغرافيا المنطقة ومدى رطوبتها وانتشار الملوحة فيها كحي "السبخة" و"ملّح" اللذين سُمّيا بهذين الاسمين بسبب ملوحة الأرض والقرب من البحر.
وتدل أسماء الأحياء الراقية في العاصمة نواكشوط على تمركز الثروة والغنى في هذه الأحياء التي تحمل أسماء "لكصر" (القصر) و"تفرغ زينه" (المنطقة الجميلة) و"لاس بالماس"، بينما ترتبط أسماء الأحياء الفقيرة بمصطلحات شعبية تدل على انتشار الفقر والحرمان وزيادة مؤشرات الإحباط واليأس بين ساكنتها كحي "كبة مندز" و"كبة المعرض"، بينما يلجأ سكان أحياء الصفيح أو "الكزرات" كما يطلق عليها الموريتانيون الى اختيار أسماء جميلة للتخفيف عليهم من وطأة الفقر وطول فترة الانتظار لتشريع أحيائهم كحي "الانتظار" و"الحي الساكن".
ازدواجية التسمية
وتحمل بعض شوارع وأحياء موريتانيا اسمين اسم رسمي واسم "الدلع" الذي يطلقه عليها السكان ويصبح أكثر شهرة من التسمية الرسمية، ويجهل أغلب الموريتانيين الأسماء الأصلية لبعض الشوارع والحارات لأنها مدونة فقط في ملفات البلدية وغير متداولة بين الناس.
وقد أثر غياب خطة واستراتيجية لتسمية الأحياء والشوارع بأسماء مناسبة على حياة بعض سكان نواكشوط الذين أصبحوا يشرحون عناوين سكنهم بتسمية البقال والصيدلاني أو أي مؤسسة حكومية قريبة من محل سكنهم، لذلك تغاضت السلطات عن تسمية بعض الأحياء وسمحت لسكانها بتسميتها ثم اعتمدتها السلطات رسمياً فيما بعد كاسم رسمي لهذه الأحياء، ما فتح باب الاجتهاد لاختيار أسماء غير مناسبة رغم شعبيتها.
والغريب أن أحياء موريتانيا لم تحمل اسم أي من القبائل رغم التأثير الكبير للقبيلة على المجتمع إضافة الى اتخاذ الكثير من العوائل المنتمية الى قبيلة واحدة حياً من الأحياء مقراً لها، وإذا كانت بعض الأسماء الشعبية المحلية لا تحمل معناً معيناً كحي "تنسويلم" ومقاطعة "توجنين" ومقاطعة "تيارت"، فإن أحياء أخرى اختارت لنفسها أسماء تحكي التاريخ وتحمل دلالات ومعاني سامية وتؤكد ارتباط الكثير من الموريتانيين بالقومية العربية والقضية الفلسطينية كمقاطعة "عرفات" التي تحمل اسم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وهي أكبر مقاطعات البلاد، و"حي القدس" وحي "تل الزعتر"، وشارع "عبدالعزيز الرنتيسي"، وشارع الرئيس المصري "جمال عبدالناصر" الذي يعد أكبر شارع في نواكشوط.
"نصيب الأسد"ومن بين جميع الدول العالم حظيت السعودية بنصيب الأسد من أسماء شوارع وأحياء نواكشوط بفضل تعلق الموريتانيين بمدن السعودية والمشاعر المقدسة فهناك مقاطعة "الرياض" وأحياء "جدة" و"الطائف" و"المدينة المنورة" و"أم القرى".
وعكس الكثير من الدول العربية لم يرتبط تغيير أسماء شوارع وأحياء موريتانيا بطبيعة النظام السياسي الحاكم، حيث لم يولِ الرؤساء والسياسيون أهمية لإطلاق أسمائهم على الشوارع والأحياء والميادين لذلك فإن تغيير الرؤساء والإطاحة بهم في الانقلابات العسكرية لم يؤثر على أسماء شوارع نواكشوط، لكن تأثير السياسة على أسماء الشوارع والأحياء في موريتانيا بدا واضحاً في تذبذب العلاقات الثنائية وانقطاعها خاصة مع العراق، حيث كانت هناك الكثير من الشوارع والأحياء التي تحمل أسماء عراقية وتم تغييرها بعد القطيعة مع صدام ومن بين الأحياء التي لازالت تحتفظ بأسماء عراقية "حي البصرة" و"حي بغداد".
كما تأثرت تسمية الشوارع والحارات بهجرة الشباب نحو الخارج لاسيما هجرتهم الى الإمارات، حيث تم إطلاق أسماء "أبوظبي" و"دبي" و"الشارقة" و"العين" على الشوارع والأحياء المستحدثة في نواكشوط، وأصبح للعمالة الموريتانية هناك تأثير كبير في دفع السكان لاختيار هذه التسمية حيث إن هؤلاء المهاجرين يشترون أراض وعقارات بهذه الأحياء حين يعودون الى بلدانهم.
وتختفي من سجل أسماء أحياء وشوارع موريتانيا أسماء مدن وبلدان شهيرة مثل أمريكا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا واليابان، وتظهر في المقابل أسماء شخصيات لا أحد يعرفها لأنها تمت بصورة عشوائية وارتبطت بأحداث معينة عاشتها هذه الأحياء كسرقة احد المنازل فيطلق اسم أو لقب صاحب المنزل المسروق على الشارع أو الحارة.
عشوائية الأسماء
يقول الباحث محمد ولد الحضرمي إن "التوسع العمراني المتواصل والامتداد الأفقي لمدينة نواكشوط أدى الى إطلاق أسماء عشوائية عفوية على الأحياء مما تركت تأثيراً بالغاً على سكانها، فأغلبهم يعجز عن تحديد عنوان سكنه بدقة ويجهل الأسماء الأصلية للشوارع والأحياء فيلجأ الى اسم بقالة أو سوق لتكون نقطة وعلامة يستدل بها أي زائر يود إرشاده إلى مكان سكنه، وهذه المعضلة أثرت على خدمات مهمة مثل البريد والإبلاغ القضائي وألغت خدمات أخرى كاشتراكات الصحف وتوصيل الطلبات إلى المنازل، كما أنها أثرت على عمل أصحاب سيارات الأجرة الذين يدخلون في جدال وصراع مع الزبون بسبب عدم توصيف العنوان بالدقة اللازمة".
ويشير إلى أن مدّ الأحياء بالكهرباء أثر في إطلاق أسماء معينة على الأحياء الفقيرة، حيث تم ترقيمها حسب أعمدة الكهرباء بينما سيطرت الأسماء الفرنسية على أحياء الصفوة والطبقة الراقية، وبعض الشوارع والأحياء كان لها حظ ونصيب من اسمها كـ"نقطة ساخنة" و"كرش البترون" و"شارع الرزق" فهذا الأخير فتح باب الرزق أمام العاطلين ووفر فرص عمل للعديد من الشباب وخريجي الجامعة، أما شارع "النقطة الساخنة" فيتميز عن غيره بالحركة الدؤوبة وعمليات البيع والشراء، وفي "كرش البترون" يتجمع أصحاب المليارات وكبار التجار والمستوردين.
مفارقات وطرائف
ويشير الباحث الحضرمي إلى أن أسماء شوارع وأحياء نواكشوط تحمل مفارقات عدة، فبعض الأحياء يحمل أسماء رومانسية جميلة وأسماء من الطبيعة الخلابة والحقيقة أنها أحياء لا توجد فيها شجرة واحدة، كما أن بعض الأحياء اختارت أسماء لا تناسبها كحي "الدار البيضاء" الذي يعاني تلوثاً كبيراً وحيث القمامة والأوساخ منتشرة في كل مكان، أما حي "دار النعيم" فلا يميزه إلا اسمه أما الحقيقة فهو من أحياء العاصمة التي تشكو الانقطاعات المتكررة في الكهرباء والمياه وقلة المواصلات واهتراء الشوارع، ويعيش سكانه على وقع صراخ وجدال ومناقشات لا تنتهي بسبب الصراع بين سكان منازل الصفيح والمسؤولين الذين تخلوا عن وعودهم بتسوية أوضاع حي الصفيح وتشريع ملكية مساحاته.
ويضيف "الطريف أن أسماء أحياء الصفيح غير مناسبة لها بتاتاً، لكن هذه الأسماء تحث سكانها على البقاء بها وتعويضهم ولو بالاسم عن معاناة سكن "العشوائيات"، فالكثير من المناطق التي ترزح في تخلف حضاري وعمراني تعوضها أسماؤها عن واقعها وتحلق بها نحو أحلام ربما تتحقق في يوم من الأيام، فهناك العديد من الاحياء الفقيرة التي تحمل أسماء مدن دبي والشارقة وأبوظبي بينما الحظائر والأخبية والأكواخ والعروش تتزاحم داخلها وتفصل بينها أزقة متعرجة تغمرها الرمال والنفايات".
ويرى الباحث أن تسمية الشوارع والأحياء السكنية يجب أن تستمد شرعيتها من تاريخ وثقافة المكان وحضارة البلد، ودعا الى إعادة تسمية بعض الشوارع والحارات التي تحمل أسماء غير عربية بأسماء الصحابة وكبار الشخصيات السياسية والوطنية، وأبرز العلماء والمفكرين والشعراء، بشكل يحترم مكانة كل شخصية.
ودعا الى محاربة فوضى المساكن والأحياء ووضع مخططات عمرانية تحترم المعايير المتعارف عليها وضبط التقري العشوائي والاستيطان الفوضوي في ضواحي نواكشوط، لأن هذه العوامل تسبب في إطلاق أسماء غير مناسبة على الأحياء والشوارع.
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
رد: أسماء الشوارع والأحياء في موريتانيا.. مفارقات فاقعة وطرائف لاذعة
اعتقد مورتانيا ستصبح دوله محترمه لانها حديثة العهد بالديمقراطية والاستقرار
محمد بن عبدالعزيز- شخصية VIPمهمة
- عدد الرسائل : 3014
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 10/04/2011
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
مواضيع مماثلة
» مفارقات ,,تقطع القلب,, اللي عنده؟؟
» انتحار شاب شنقا في موريتانيا
» انسحاب موريتانيا من تصفيات أفريقيا
» إقبال على الشعوذة وعلاج الأمراض بالسحر في موريتانيا
» أعراس موريتانيا: إخفاء العروس ولبس الأسود طقوس أساسية
» انتحار شاب شنقا في موريتانيا
» انسحاب موريتانيا من تصفيات أفريقيا
» إقبال على الشعوذة وعلاج الأمراض بالسحر في موريتانيا
» أعراس موريتانيا: إخفاء العروس ولبس الأسود طقوس أساسية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى