البابا يدعو لإصلاح العلاقات مع المسلمين

دعا البابا بنديكتوس السادس عشر الى احترام متبادل بين المسلمين والمسيحيين من أجل التئام الشرخ القائم بين الطرفين.
ويهدف اللقاء الأول الذي جمع بين شخصيات إسلامية وأخرى كاثوليكية في الفاتيكان الى إزالة التوتر القائم بين الديانتين الأكبر في العالم.
وقال البابا: "يجب ضمان حرية اختيار الدين لكل شخص" وأكد على أن الاضطهاد الديني غير مقبول.
يذكر ان ملاحظات أبداها البابا عام 2006 تربط بين المسلمين والعنف قد أثارت غضبا عارما.
وقد اعتذر البابا عن تلك الملاحظات قائلا انه كان يشير الى نص من القرون الوسطى ولم يقصد الربط المباشر (بين المسلمين والإرهاب)، ولكن ذلك لم يمنع من خروج احتجاجات غاضبة في العالم الإسلامي، مما حدا بشخصيات دينية إسلامية الى دعوة البابا الى حوار ديني في بيان حمل 250 توقيعا.
"عائلة واحدة"
وقال البابا في ملاحظات أبداها في اليوم الثالث والأخير للقاء: "من واجب الزعماء الدينيين والسياسيين ضمان حرية العبادة لكل شخص. آمل أن تكفل هذه الحقوق الإنسانية الاساسية للجميع في كل مكان".
وأضاف البابا قائلا :"ان العنف والتمييز الذي يتعرض له المتدينون هو شيء غير مبرر وغير مقبول، وهي أخطر ما يكون حين ترتكب باسم الرب. إن المسلمين والمسيحيين يختلفون في قضايا لها علاقة بالرب، ولكنهم يجب أن يعتبروا أنفسهم أفراد عائلة واحدة".
وقد احتج الفاتيكان على الهجمات التي تعرض لها مسيحيون في العراق وحظر السعودية لممارسة المسيحيين شعائرهم الدينية بشكل مكشوف.
واشار بعض المتحدثين من المسلمين الى أن المسلمين أيضا تعرضوا للاضطهاد الديني، وقال مصطفى جيريتش مفتى البوسنة: "المسلمون في البوسنة تعرضوا للإبادة خلال حرب البلقان".
وقال سيد حسين نصر من إيران الذي يحاضر في موضوع الدراسات الإسلامية في واشنطن ان المسلمين والمسيحيين يؤمنون بالحرية الدينية، ولكنه أضاف: "نحن لا نسمح للتبشيريين بممارسة نشاطهم في أوساطنا لتدمير ديننا، وأظن أن المسيحيين أيضا لا يرحبون بذلك".
ويشارك في الحوار 29 عالم دين إسلامي ومثلهم من المسيحيين.
يذكر أن عدد المسيحيين في العالم يبلغ حوالي مليارين نصفهم من الكاثوليك، بينما يبلغ عدد المسلمين1،3 مليار.