رمضان زمان كان أحلى

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

رمضان زمان أحلى بكثير، بهذه الكلمات الممزوجة بالحزن بدأت آمنه أبو مطر 76 عاما، التي فقدت ابنها فريد مع أول أيام الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، في حادث سير وقع في مدينة العريش داخل الأراضي المصرية.
ويأتي رمضان هذا العام والحزن يملأ وجوه العديد من الفلسطينيين، خصوصا الأمهات اللواتي انفض عنهن الأحباء وأصبحت الليالي ثقيلة والذكريات تعيد الشجون، فكيف ستفطر هذه المرأة التي رحل عنها زوجها أو ابنها؟.
وتحولت الموائد الفلسطينية في هذا الشهر الفضيل إلى مناسبة للحزن والآلام لأنها أصبحت محطة لتذكار الأحبة الذين سقطوا شهداء أو جرحى أو اسري يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أو معاقين لا يقدرون على الحركة، حيث تحولت اجتماعات الأسر من الفرح علي لم شمل العائلة إلي محركا يستدرج الدموع.
وفي جو ساده الحزن استقبلت عائلة أبو مطر شهر رمضان المبارك وهي تتذكر ابنها فريد، فهذه العائلة من محافظة رفح، والتي هجرت من بلدتها الأصلية يبنا داخل الخط الأخضر عام 48، وعاشت ويلات ومجازر إسرائيلية عدة علي مدي القرن الماضي.

طقوس شهر رمضان
وتحدث أمنه إيلاف حول طقوس استقبالهم لشهر رمضان المبارك أيام زمان، قائلة، " شهر رمضان الفضيل يعتبر من الأشهر المميزة لدينا، حيث كنا نستعد لقدومه قبل عدة اشهر، ونقوم بتخرين بعض المواد الغذائية وخاصة المخللات والزيتون، وعند موعده يذهب رجال البلدة لرؤية الهلال وفي حال ثبتث رؤيته تبدأ المساجد بالتكبير ويخرج الأطفال إلى الشوارع ويبدءون بالأناشيد الخاصة برمضان.
وتضيف، كانت البلدة (يبنا) يوجد بها أكثر من مسحراتي، كانوا يخرجون بالبلدة مع موعد السحور ويقومون بالضرب على الصفيح لإيقاظ الناس للسحور مرددين عبارات مثل " اصحي يا نايم وحد الدايم، قوموا للسحور رمضان كريم"، وكان الناس يفيقون على صوت المسحراتي، ويقفون على أبواب منازلهم حاملين معهم الأطعمة والحلاوة ليقدموها للمسحراتي.

وجبات الفطور
وحول وجبات الفطور تقول أم فريد، النساء يجتمعن بعد صلاة العصر ويبدأن بإعداد وجبات الإفطار، حيث كان معظم الأهالي يوجد لديهم حظائر للطيور، ولم تكن تشتري العائلات مثلا الدجاج من الأسواق، الجميع يربيه في منزله إلى جانب الحمام والأرانب وغيرهم من الطيور.
وتتابع قائلة، كانت النساء يقمن بحصيدة القمح وطحنها لتجهيز الخبز بأفران الطابون التي كانت متوفرة بكل المنازل، ونبدأ بتحضير الوجبات من "رقائق الخبز" مع الحمام او الديوك المحشية الى جانب السلطات والمخللات وكان كل يوم إفطار جماعي حيث يجتمع رجال الحارة ويتناولون معا الإفطار، وكنا نشتري جرار الفخار لتبريد المياه بها بدلا من ثلاجات اليوم،كانت أيام رمضان جميلة.

حلاوة قدومية
وذكرت العجوز الفلسطينية، بعد الإفطار كان الجميع يتناول الحلويات التي يتم صنعها مثل "حلاوة قدومية" والقطايف، الجميع كان سعيد وفرح لم يكن هناك هموم لدى الناس لم يكن احتلال لينغص حياتك لم نشهد حروبا وملاحقات لم نعرف الطائرات والقصف.

ألعاب الأطفال
وحول ألعاب الأطفال، تشير إلى ان أطفال الحارة كانوا يجتمعون يوميا للعب وكانت ألعابهم مقتصرة بالتفتيش على أعشاش العصافير ولعبة الشاردة، كما كانوا يلعبون بالبالونات، والبنات يذهبن للبيارات لجمع الفواكه والحمضيات والتسلق على الأشجار.
أما فيما يتعلق بالأوضاع المالية، أوضحت بان أوضاعهم المادية كانت بأفضل حال من اليوم، حيث كان الجميع يذهب للأسواق ليشتري لرمضان والمناسبات كل ما يحلو، اما الآن فالجميع عاجز عن تامين وجبة إفطار ليوم واحد شبه كاملة.

التكافل الاجتماعي
وبينت الحاجة أمنه، بان مساعدات الجيران والأصدقاء كانت مستمرة حيث الجميع يمد يد العون للمحتاج أما اليوم فالجميع أصبح محتاج الشعب كله أصبح مدمر، على حد تعبيرها.
وقالت العجوز السبعينية، بتنهيده كبيرة مصحوبة بآلام وأهات، "رمضان اليوم ليس له طعم ولا رائحة"، بسبب ما خلفه الاحتلال، الذي مازال يحتل أراضينا ويقتل أبناءنا ويدمر منازلنا ويجرف مزارعنا، الجميع أصبح عاطل عن العمل الكل محتاج الوضع الاقتصادي صعب للغاية وهناك أساسيات لا نستطيع تأمينها.
وخلال التجوال في سوق محافظة رفح يبكي الشاهد علي حاله الحزين والأليم وواقعه المرير الذي يكاد يخلو من المارة علي غير عادته، حيث اختفت من شوارع المحافظة كل مظاهر الاحتفالات بهذا الشهر والمظاهر التي كانت توحي بقدوم رمضان، كتزيين الشوارع والبيوت بالفوانيس.

موضوع نُشر 2005

لا ضير في ان نكتب عن أي بلد عربي/مسلم
ونتعرف على عاداتهم
وأظن نحن نكتب حسبما يتوفر لنا
وبما انكِ في باكستان فعوضاً عن الشكوى زودينا بما تعيشينه هذه الأيام في رمضان
كما اننا ضد التعميم إن باكستان لا تحصل على مساعدات من العرب

في النهاية
نتمنى منكِ مراجعة أقسام المنتدى قبل التعليق بانحياز وعدم موضوعية وإطلاق الأحكام

وصيام مقبول