الثقافة واللغة في باكستان ثقافات متباينة و 70 لغة دارجة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الثقافة واللغة في باكستان ثقافات متباينة و 70 لغة دارجة
باكستان تعد وريثًا لبعض أقدم حضارات العالم، لهذا فلثقافات ولغات سكانها جذور قديمة ومعقدة، متوافقة أحيانًا ومتناقضة أحيانًا أخرى.
ومن الملاحظ أن اللغات والثقافات المحلية لم تكن يومًا هي السائدة في أروقة السلطة، لأن حكام المنطقة ـ بشكل عام ـ كان الكثير منهم من غير السكان المحليين، فالبعض منهم يعتبرون من الغرباء الذين تدفقوا على المنطقة، فهناك إيرانيون ويونانيون ومسلمون عرب أو أتراك أو بريطانيون أثروا أيضًا في هذه الثقافات واللغات بما حملوه معهم، وأضافوا للغات السائدة مصطلحات ومفردات جديدة.
ومن المعروف أن طبوغرافية أي منطقة تؤثر في ثقافة السكان ولغاتهم وتقاليدهم، وعادات الأفراد المتعلقة بالملبس والمأكل والمشرب، إضافة إلى العادات الاجتماعية والسلوكية.
ولأنه كما يقال: من اللغة تتوصل إلى طبيعة صاحبها، فسكان الإقليم الحدودي الشمالي الغربي في باكستان من البشتون، الصفة الظاهرة على حياتهم هي الخشونة، والغلظة.
ويتبلور ذلك من لغتهم البشتوية التي تعتبر من اللغات الصعبة، والتي تحتوي مفرداتها على الأحرف المتباينة نطقًا.
واللغة لعلها أهم شريحة تؤثر وتتأثر، وتتفاعل مع الثقافة، وعلى كل من سعى لفهم ثقافة أي بلد أن يدرس تاريخ لغاته.
واعتمادًا على الخلفية التاريخية التي تثبت أن هذه البلاد قد حكمت من قبل العرب والفرس المسلمين، فإن اللغتين العربية والفارسية تركتا بصماتهما على الثقافة، وتداخلتا مع الثقافة الهندية، وباتت الكلمات العربية جزءًا بارزًا في معظم لغات شبه القارة الهندية، لأسباب متعددة، منها منطلقات دينية، ومنها التأثر بالعادات والتقاليد والأخلاق التي حملها العرب والفرس لهذه المنطقة حين دخلوها.
ويمكن القول أن المخطوطات العربية ووجود الكلمات العربية كذلك في مختلف اللغات السائدة، شكل ويشكل الرباط المشترك بين هذه اللغات حتى اليوم، وبخاصة تلك الكلمات المتعلقة بالعبادات والذكر، كالصلاة والصيام والحج وغيرها، وهو الأمر الذي جعل اللغة العربية تنتشر على نطاق واسع على خلفية ذلك، وتصبح في البلد مادة أساسية، يجيدها معظم علماء الدين في البلد.ومن زاوية لغوية محضة، يمكن القول أن باكستان واجهت تأثيرًا مزدوجًا، فمن ناحية، هناك التأثير الهندي الذي يضغط من الشرق بكل ثقله ثقافيًا ولغويًا، كون الهند الوطن الأم لشبه القارة، ولغاتها الرسمية كانت «الدرافيدية» و«الهندو آريانية»، ومن ناحية ثانية تأثير منطقة الشرق الأوسط لتداخل الألفاظ الفارسية والعربية في اللغات الوطنية على اختلافها.
لغات وادي إندص ( السند ) لسوء الحظ فالرموز القليلة التي عثر عليها على قطع من السيراميك لثقافة «كوت ديجي يان» لم تحل رموزها بعد، ولم يتوصل إلى ما تحمله من ألغاز، رغم الجهود الحثيثة التي تبذل للوصول إلى معرفة ذلك.
وعلى أية حال فهناك أربعة آلاف عينة من المخطوطات التي تم العثور عليها من مخلفات حضارة وادي إندص المحفورة على الحجارة والفخار.
وكما هو في معظم لغات العالم، توجد لهجات متعددة ومتنوعة، ويعتقد أن اللهجات الموجودة على الحجارة في وادي إندص، تعود إلى لغة واحدة مشتركة، قد تفرعت منها، ولكن يبقى السؤال المطروح :
ما هي تلك اللغة؟
ولعل أول من تنبأ بأن لغات وادي إندص كانت الدراوينية هو السير «جون ميريشال»، وقد تبنى معظم العلماء نظرياته في ذلك لعدم توفر البدائل.
اللغات البراهوية والدراوينية ما زالتا شائعتين في بعض أجزاء بلوشستان حتى اليوم، مع بعض التغييرات التي طرأت عليهما من تأثيرات اللغات البلوشية الأخرى.
تأثير الدراوينية على اللغات الباكستانية إذا افترضنا أن اللغة «الهريانية» أصلها دراويني، فإن أول لغة في باكستان الحالية لم تكن الهندو آريانية، بل كانت الدراوينية.
ويتبنى هذا الرأي المؤرخ الشهير «عبد الحق فريد كوتي» في مؤلفاته المتعددة.
وهناك علماء آخرون يتبنون نظرية انتقال اللغات أو تداخلها للبرهنة على وجود عناصر اللغة الدراوينية في اللغات الباكستانية المعاصرة، والتي يقال أنها منبثقة عن اللغات السنسكريتية والهندو آريانية.
وتفترض نظرية تداخل أو انتقال اللغات، أن تأثيرات لغة ما تمتد إلى اللغة اللاحقة بطريقة أو بأخرى.
وفي بعض الأحيان تندثر بعض اللغات حينما يتحدث السكان لغة جديدة، غير أن تأثير اللغة القديمة يبقى إلى أمد بعيد على اللغة الجديدة، وهو ما يعني أن اللغة الجديدة تقوم على أساس اللغة القديمة، وتقف على قواعدها وأصولها. وإذا طبقنا هذه النظرية على اللغة الهندو آريانية القديمة، فإن النتيجة الافتراضية تقول إن اللغة الهريانية أثرت في اللغة الدراوينية، ومما يعزز هذا الرأي ما قاله «بيرتل تيكنن» : إن بعض الحروف الموجودة في اللغات الباكستانية غير موجودة في اللغة الفارسية والأوردية، بل والعربية.
لغة العسكرلقد سيطر العرب على إقليم السند بقيادة «محمد بن القاسم» لمدة ثلاث سنوات امتدت من عام 712م إلى عام 715م، بينما سيطر الأتراك على شمال الهند حوالي سنة 1000م، بقيادة «محمود الغزنوي».
وقبل دخول العرب والمسلمين إلى باكستان كانت هناك ثقافات مختلفة في الأجزاء الجنوبية والشمالية، نتج عنها انبثاق اللغة الأوردية.واللغة الأوردية ولدت في عهد المغول، وكانت تسمى بـ «لغة العسكر»، ونظرًا لكثرة متحدثيها، فقد أصبحت هي اللغة القومية، ولم يكن من وسيلة للجنود الإيرانيين والأفغان والأتراك والعرب الذين كانوا في جيش المغول، إلا التخاطب بلغة الأوردو التي تأثرت بثقافة ولغات هؤلاء جميعًا، إلى أن خرجت بهذه الصورة التي هي عليها الآن.
اللغات زمن دخول الإسلام في باكستان
إحدى المشاكل التي تعقّد معرفة اللغات التي كانت سائدة في فترة سيطرة المسلمين على شبه القارة، هي أن المسلمين كانوا يطلقون على أي لغة خلاف اللغة العربية: اللغة الهندية، فعلى سبيل المثال طبقًا لـ «البدايوني» قائد قلعة «كلنجار»، فإن الشعر كان ينظم في مديح السلطان محمود الغزنوي باللغة الهندية فقط، بينما كان ينظم الشعر في مدح أحفاد محمود الغزنوي من قبل الشعراء، أمثال «مسعود سعد سلمان» والأستاذ «أبو الفرج روني» في دواوين تضم اللغات الهندية والفارسية والعربية.
وعاش الشاعران المشار إليهما معظم حياتهما في مدينة «لاهور» في عام 1014م، ويضيف البدايوني أن الشاعر «شمس الدين إيلتمش» قد ترجم 32 قصة من اللغة الهندية إلى الفارسية، وأطلق عليها اسم «ناماي خراد أفزا».
اللغة البنجابية
اللغة البنجابية تعد اليوم أكثر اللغات تحدثًا في باكستان، وهي ممزوجة بلهجات الهندكو.
وتعود أصول اللغة البنجابية إلى تلك التي كانت سائدة في شمال ووسط مناطق البنجاب الهندية.
ولم تكن اللغة البنجابية معروفة بهذا الاسم إلى حين الفتح الإسلامي.
وفي الحقيقة مصطلح البنجاب جاء من اللغة الفارسية أي «بانج آب»، ويعني «الأنهار الخمسة» نسبة إلى الأنهار التي تخترق إقليم البنجاب الذي يضم 59 % من سكان باكستان، وهي : «راوي ـ تشاناب ـ ستلج ـ إندص ـ جهلم».
وقد كتب الأمير «خسروا» عام 1317م أن لغة البنجاب هي «اللاهورية»، وليست البنجابية، والـ«كشميرية» وليست «البشتونية» أو«البلوشية».
لغة البشتو
لغة البشتو الأفغانية، استخدمها لأول مرة «أبو الفضل» في القرن السادس عشر الميلادي في كتابه «عيني أكبري».
وباختصار فإن اللغات السندية والبنجابية والسرائيكية وبعض لغات الهندكو، إضافة إلى اللغات الأوردية، مازالت دارجة في باكستان حتى اليوم. ويرى المؤرخون أنه لا علاقة للغة البشتو بشبه القارة أو بباكستان، حيث إن أصولها بالكامل من أفغانستان.
وطبقًا لـ «قانقو فيسكي» فإن لغة البشتو قد دخلت إلى أودية بيشاور وكوهات وبنو في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، وامتدت إلى سوات وكُرم، ثم طالت مناطق «جوب» و«لورا لي» و«كويتا» في بلوشستان في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين.
اللغة البلوشية
واللغة البلوشية قد جاءت أيضًا من إيران منبثقة من اللغات الهندو أوروبية، وعندما سيطر العرب في القرن العاشر على أجزاء بلوشستان، كان من بينها منطقة «قلات» التي كان أهلها يتحدثون اللغة البراهوية.
ومما ساعد على نشر اللغة البلوشية في باكستان، الغارات المتكررة التي قامت بها القوات الغزنوية والغورية لمختلف أنحاء البلاد.
الثقافة الباكستانية
البعض يقسم الثقافة الباكستانية إلى ثلاثة أقسام رئيسية طبقًا للغات السنسكريتية والدراوينية والهندية، وتتنوع هذه الثقافات استنادًا إلى تنوع التضاريس والمناخ، وتنحصر ما بين وادي «إندص» و«تشمنا»، وبين نهري إندص و«كابول» والمناطق الشمالية.
ثقافة إندص تشمناالقاطنون في هذه المناطق من البنجابيين والسنود تأثروا باللغات السنسكريتية والدراوينية والهندية، وثقافاتهم وعاداتهم تختلف عن عادات وتقاليد السكان الذين يعيشون بين نهري إندص وكابل، وهي أقرب إلى العادات الهندية أكثر منها إلى الإسلامية، فتأثرت ثقافتهم تأثرًا كبيرًا بالثقافة الهندية أكثر من الثقافة الإسلامية، ويتمثل ذلك في طقوسهم أوقات الزواج أو الموت أو اللباس، وعادات الأكل والشرب، وبخاصة أولئك الذين يعيشون قرب الحدود الهندية، حيث يغلب على نسائهم الطابع الهندي، ويقلدون الهنود في الطبخ واللباس وغير ذلك.
وهذه المناطق تعد من أخصب مناطق باكستان زراعة، نظرًا لاستواء سهولها، والأمطار الموسمية الغزيرة فيها.
ثقافة ما بين نهري كابل وإندص
الأراضي في هذه المناطق صعبة التضاريس، ومنخفضة، ومعظمها قاحلة، وبخاصة تلك التي تحاذي جبال الهندوكوش، لذا نجد سكانها فيهم غلظة وقسوة، ويتحدث معظم هؤلاء السكان لغة البشتو، وعندهم القابلية للموافقة على أي عمل يعرض عليهم مقابل الحصول على المال، وهو ما عزاه البعض إلى العوز والحاجة التي كانت هي الصفة البارزة على سكان هذه المناطق بسبب طبيعة مناطقهم الجغرافية، ونتيجة ذلك بات البعض منهم يتمتع بالثراء الفاحش.ثقافة المناطق الشمالية المناطق الشمالية مناطق جبلية وعرة، والوصول إليها يتطلب جهدًا كبيرًا ومشقة، غير أن المياه فيها متوفرة وبكثرة، والأراضي فيها خصبة، وسكان هذه المناطق لم يتأثروا بحياة المدن، على اعتبار أنهم قد اكتفوا ذاتيًا، واستغنوا عن غيرهم من السكان المدنيين، لذا بقيت هذه المناطق محافظة على ثقافتها الخاصة بها، والتي تختلف كلية عن ثقافة بقية أجزاء باكستان وعن ثقافة شبه القارة الهندية كذلك.ويقضي سكان هذه المناطق معظم أوقاتهم في بيوتهم أو مزارعهم، نظرًا لبعدها عن المدن، وقساوة الجو البارد، والتضاريس الوعرة. وتغلب على سكانها ثقافات سكان مناطق «التيبت» الصينية، وثقافة البنشيريين والكشميريين.
ويعتمد السكان هناك في غذائهم على محاصيلهم الزراعية، حيث يجففون معظم الخضراوات والفواكه، ويدخرونها إلى فصل الشتاء الذي لا وجود فيه لفواكه أو خضراوات طازجة، كما أن لهم لغاتهم الخاصة بهم، والتي تتداخل فيها اللغة الفارسية مع الروسية والبشتوية.ونظرًا لاختلاف الثقافة فيها، فإن هناك تنوعًا ما بين أقاليم بلوشستان والسند والبنجاب وإقليم الحدود الشمالية الغربية في كل شيء، بدءًا من عادات الأكل واللباس والنوم، إلى الهوايات وما إلى ذلك.
اللغات الدارجة في باكستان
هناك أكثر من سبعين لغة دارجة في باكستان، يمارسها الناس تحدثًا وكتابة وقراءة
وأشهرها :
الأوردية ـ البلوشية ـ الباديشية ـ البلتستية ـ البراهوية ـ الدهوارية ـ الدوماكية ـ الإنجليزية ـ الفارسية ـ الغوجراتية ـ لغات الهزارة ـ الهندكو ـ الكوهستانية ـ البهارية ـ البنجابية ـ البشتوية ـ السرائيكية ـ السندية.
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
رد: الثقافة واللغة في باكستان ثقافات متباينة و 70 لغة دارجة
الله يعطيكي العافيه
D o N- عضو جديد
- عدد الرسائل : 5
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 14/10/2011
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
رد: الثقافة واللغة في باكستان ثقافات متباينة و 70 لغة دارجة
الله يستر عليك .. ويحفظك
محب محمد بن القاسم- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 236
العمر : 54
تاريخ التسجيل : 09/10/2011
مواضيع مماثلة
» قضية اللغة الاوردية واللغة الهندية
» حلة الزواج الباكستانية بين الثقافة المغولية والهندوسية
» السعودية.. إعفاء وزير الثقافة والإعلام
» استقالة وزير الثقافة المصري الجديد
» أديب جزائري يقرر حرق كتبه "احتجاجاً" على أوضاع الثقافة في بلاده
» حلة الزواج الباكستانية بين الثقافة المغولية والهندوسية
» السعودية.. إعفاء وزير الثقافة والإعلام
» استقالة وزير الثقافة المصري الجديد
» أديب جزائري يقرر حرق كتبه "احتجاجاً" على أوضاع الثقافة في بلاده
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى