رواية "التراب والدم"

محمد علي غوري

ملخص

كان الاتجاه الإسلامي في الأدب ثالث أهم الاتجاهات التي تجاذبت الأدب، وخاصة في مجال القصة والرواية، و كان جل كتاب القصة الأوائل ذوي نكهة إسلامية إصلاحية، ومن هؤلاء نذير أحمد وسرشار وعبد الحليم شرر الذي كان له تأثير كبير في أهم الروائيين الإسلاميين في باكستان، وهو نسيم حجازي الذي تميز كأستاذه بالروايات التاريخية التي ميزت الروائيين الإسلاميين أكثر من أي نوع آخر من الروايات، ومع ذلك كتب نسيم حجازي روايات واقعية ذات مستوى عالمي، وِمن أهم هذه الروايات الواقعية روايته "خاك أور خون" ومعناها: التراب والدم. وهذه الرواية كتبت بعد قيام باكستان عام 1947م، وتناولت موضوع الهجرة الكبرى والمشاكل التي نجمت عنها، فكانت محاولة نسيم حجازي والآخرين لتذكير المسلمين بما فعله الهندوس والسيخ في رجالهم ونسائهم وأطفالهم وشيوخهم، لذا فإن هذه الرواية ممنوعة من التداول في الهند التي لا تفتؤ تحاول القضاء على كل ما له علاقة بالإسلام، وما جريمة هدم المسجد البابري عنا ببعيد! ويقال عن رواية التراب والدم إنها سيرة كاتبها الذاتية، حيث أودعها أفكاره وآراءه ومواقفه من القضايا المختلفة، وقد انطلق في كل ذلك من منطلق إسلامي، فأحيا بها كثيراً من المعاني الإسلامية التي كادت تغيب عن الساحة الأدبية اليوم، فهي بحق رواية إسلامية عالمية تستحق الدراسة والتحليل.