منتديات با?ستان
أهلاً بك معنا
كنت عضو فتفضل بتسجيل دخولك
إن كنت غير مسجل فتفضل بالتسجيل معنا
نتمنى لك أطب الأوقات معنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات با?ستان
أهلاً بك معنا
كنت عضو فتفضل بتسجيل دخولك
إن كنت غير مسجل فتفضل بالتسجيل معنا
نتمنى لك أطب الأوقات معنا
منتديات با?ستان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ولادة بنغلاديش الشائكة

اذهب الى الأسفل

ولادة بنغلاديش الشائكة Empty ولادة بنغلاديش الشائكة

مُساهمة من طرف بنت پاكستان الجمعة أغسطس 12, 2011 10:31 am

جيل جديد من كتاب باكستان وبنغلاديش يؤكد حضوره في الرواية الناطقة بالانكليزية بعد 60 عاما من التقسيم

العصر الذهبي لتهميما انام:

عن ولادة بنغلاديش الشائكة من رحم الانفصال عن باكستان

كتب: ابراهيم درويش


شهد الشهر الحالي احتفالات في كل من الهند وباكستان بعيد الاستقلال وذكري التقسيم في عام 1947 يوم انشطرت شبه القارة الهندية الي شطرين وقد قيل الكثير في المناسبة وكيف ان جروح الماضي لم تلتئم بعد خاصة ان ذكريات القتل والتهجير لا تزال حاضرة لدي الطرفين. وقيل ايضا الكثير عن الانفصال وعن ستين عاما من التقسيم. وما بين الهند وباكستان الكثير من الفروق والاختلافات والرؤي: الهند بلد ديمقراطي ويشهد نهضة اقتصادية حيث تعتبر الهند من اكثر الدول التي تشهد معدلات عالية في النمو.

اما باكستان فبلد شهد الكثير من الانقلابات ويحكمه الان جنرال عسكري يريد التمسك بالسلطة. وكل من الهند وباكستان دولتان عضوان في النادي النووي الدولي.

ثقافيا توقع جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند عشية الاستقلال ان تصبح اللغة الهندية اللغة القومية لعموم الهند، فيما اصبحت لغة الاوردو لغة البلاط المغولي ولغة الثقافة العالية، اللغة الوطنية لباكستان.

بعد 60 عاما يتحدث الهنود بالانكليزية اكثر من الهندية او اي لغة من لغات الهند الكثيرة . فيما اكدت لغة اوردو حضورها في الوعي الوطني البا كستاني.

في الحديث عن الهند تكثر الاشارة الي جيل من الروائيين الهنود الذين اتخذوا الانكليزية وسيطا للكتابة وقد جري الاحتفاء بهذا الجيل في العالم الناطق بالانكليزية في حين بدأ كتاب الجانب الاخر/ باكستان يسجلون حضورا في المنتديات الادبية اليريطانية والامريكية، وشيئا فشيئا بدأ جيل من الكتاب باكستانيين ينشرون روايات بالانكليزية بدأت تلقي احتفاء من النقاد ودور النشر الغربية.

فيما اخذت عدد من دور النشر باكستانية البناء علي نجاحات عدد من هؤلاء الكتاب باكستانيين ونشر اعمال لهم بالانكليزية وان كانت محدودة التوزيع. ربما كان تأ خر ظهور الكتابة علي الجانب الاخر من الهند مرتبطاً بالمناخ السياسي، اذ لم يكن بمقدور المثقفين باكستانيين تقديم اعمال روائية وبالانكليزية عن باكستان، اي ان تكون باكستان موضوعها وانشغالاتها الابداعية، اذ ان وجود العسكر والرقابة كان عائقا امام ازدهار كتابة روائية بالانكليزية اسوة بما حدث في الهند.

في باكستان اليوم هناك نقاش حول هوية الكاتب الباكستاني الكاتب بالانكليزية هل هو من يعيش في باكستان او من ولد هنا وهاجر او من ولد في المهجر في اوروبا وامريكا او اي مكان آخر. وماذا عن الكتاب الذين ولدوا في باكستان وهاجروا للغرب؟ ، النقاش يظل لفظيا ومرتبطا بنزعة قومية ولا ا ثر له علي مجمل ما ينشر من اعمال روائية في خارج باكستان.

وكما لوحظ في السياق الهندي فنجاح كتاب في الخارج شجع الكثير من الكتاب الشباب علي نشر اعمالهم التي تتخذ من التجرية باكستانية ارضية لها فبالاضافة لحنيف قريشي الذي يظل كاتبا بريطانيا وان كانت اصوله باكستانية هناك طارق علي المولود في باكستان ويعيش في بريطانيا منذ مدة طويلة ولكن اعماله الروائية ليست عن باكستان. ومن الكتاب الذين حققوا نجاحا، محسن حميد الذي رشح عمله الاصولي المتردد في القائمة الطويلة لجائزة بوكر البريطانية.

وهناك موني محسن نهاية البراءة وكاميلا شمسي كلمات مكسورة ونديم اسلم صاحب خريطة للمحبين الضائعين . ولا يعني هذا الحديث عن باكستان انعدام الكتابة الروائية بالانكليزية اصلا فأول محاولة تعود الي عام 1948 بعد عام من التقسيم عندما ماتت الكاتبة ممتاز شاه نواز في حادث تحطم طائرة وتركت المسودة الاولي من روايتها قلوب موزعة والتي نشرتها عائلتها بعد وفاتها بعامين.

ولادة الرواية الناطقة بالانكليزية وان بدأت بمأساة ممتاز كما تقول كاميلا شمسي في مقال لها في الغارديان السبت 18/8/2007 الا ان هذا لم يمنع من ظهور محاولات ادبية جديدة مثل اعمال احمد علي الذي اجبر علي الرحيل من الهند وعاش حياته كلها في باكستان ونشر فيها روايته غسق في نيودلهي والتي تدور احداثها عام 1911 وقد نشرها عام 1947 في انكلترا واعجبت بها فرجينيا وولف وإي إم فورستر، بعد هذه الرواية لم ينشر الكثير في عالم الروايةالناطقة بالانكليزية، باستثناء رواية ذو الفقار غوس اغتيال عزيز خان ولكن الرواية باكستانية حققت اول نجاح دولي لها مع نشر رواية بيت الغراب لسيدهاو عن الاقلية المجوسية .

ومنذ الثمانينات من القرن الماضي ظهرت اسماء جديدة في باكستان وكما ظهر في انثولوجي عن القصة القصيرة بالانكليزية حملت عنوان يعسوب تحت الشمس وشارك فيها 41 كاتبا مما يعني ان هناك كماً من الانتاج الادبي، قصة قصيرة، ورواية في باكستان اليوم يتخذ من اللغة الانكليزية وسيطا له.

المشهد في الجزء الشرقي من باكستان بنغلاديش كان شبيها مع الهند وباكستان ولكنه تغير بظهور اسماء اكدت حضورها اولا في الغرب فقد حققت مونيكا علي اول نجاج لها من خلال رواية بريكلين . ويبدو ان هذ النجاح كان الدافع وراء رواية تهميما أنام الاولي العصر الذهبي التي تحاول من خلالها فتح جروح انفصال باكستان الشرقية بنغلاديش عن باكستان الغربية ففي كانون الاول (ديسمبر) 1971 ارسلت انديرا غاندي رئيسة وزراء الهند قوات بلادها الي بنغلاديش حيث حسمت المعركة في غضون ايام لصالح الانفصاليين واعلن عن قيام بنغلاديش وانفصالها عن الشطر الغربي. ضمن هذه الاجواء العامة للحرب الاهلية وحرب العصابات تدور احداث رواية انام وهي ان كانت عن كفاح امرأة بنغالية تسعي للحفاظ علي ابنها وابنتها الا انها عن العلاقة المستحيلة، عن بلد هو بلدان تفصلهما بحار وجغرافيا بعيدة، رمز الام مركزي في هذا العمل وقد قدم بعيدا عن النمطية ودون تنميق اذ حافظت الام علي بساطتها وروتين حياتها اليومي قبل ان تجبر بفعل الظروف السياسية علي التطوع في الحرب الاهلية.

في بداية الرواية تكتب ريحانة حق الارملة، وهي الشخصية المحورية في الرواية رسالة موجهة الي زوجها المتوفي تقول فيها زوجي العزيز اليوم فقدت اولادي في اشارة الي ولدها وابنتها اللذين اخذا منها الي الجانب الاخر من باكستان لكي يعيشا عاما واحدا في كراتشي مع عمهما الذي لا ينجب بعد ان قدم وثائق للمحكمة يقول فيها ان زوجة شقيقه قاصرة لا تستطيع العناية بالاطفال لانها متسيبة واخذت الاولاد مرة الي السينما لمشاهدة فيلم كليوباترا. وبحسب قرار المحكمة فالولد سهيل والبنت مايا يجب ان يعيشا في لاهور لمدة عام واحد في اشارة رمزية الي الانفصال الجسدي المستحيل بين القسمين.

زمن الرواية هو عام 1959 حيث تبقي ريحانة التي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها وحيدة في دكا .

في الفصل الثاني تحدث تهميما نقلة سريعة في زمن الرواية عندما تنقل احداثها الي عام 1971وهو العام الذي حسمت فيه معركة الانفصال ومن هنا فالفصل الاول هو بمثابة الارضية التي تفرشها الكاتبة لتقديم فظاعة الحرب والتعذيب والسجون وفي محاولة منها لرسم مقارنة بين القرار الذي اخذ في المحكمة لحرمان الام ريحانة من الاولاد ومعاقبتها بترحيلهم الي كراتشي من جهة وضم بنغلاديش من جهة اخري. وتقوم تهميما بقراءة الاثر المدمر لهذه القرارات سواء علي الام او الوطن بشكل عام. ومن هنا يفهم قرار انام موازنة الاحداث بين ما يجري في الوطن بشكل عام وبين ما يجري من توتر داخل بيت ريحانة فالكاتبة تموضع روايتها وتضعنا في وعي ريحانة التي تعيش قلقا وتشوشا علي مصير ولديها، مع انها لا تتركنا دون التنبيه علي ما يجري خارج بيتها من حرب اهلية وحراك سياسي وانتفاضات طلابية ووعي ريحانة وجاراتها بما يجري.

نحن الان مع ريحانة الوحيدة التي تعيش في بيت العائلة الكبير الذي عمرته واجرت غرفه لكي تواصل الحياة والكفاح اليومي ومن بين المقيمين معها في البيت عائلة هندوكية. ولداها، سهيل ومايا بعيدان الان كما كانا سابقا في كراتشي، مايا تعمل مع المقاتلين في الهند وسهيل ناشط في الحركة الطلابية. ومن اجله تقوم والدته بمهمة مستحيلة لانقاذ صابر من سجون الجيش باكستاني وذلك علي امل ان ينال سهيل قلب زوجته الفي.

سهيل ومايا محبان ضائعان. مايا مثلا لا زالت تحب صديقها الناشط شرمين الذي قتله الجيش باكستاني. لا نري الحرب الدائرة في البنغال الا من خلال عيون نساء لم يكن بمقدورهن المشاركة فيها عسكريا. ومن هنا كان عليهن العيش علي الهامش والتفاوض والتكيف مع ظروف حظر التجول والمظاهرات . الحياة يجب ان تمضي. هناك شعور كاذب بالعادية والطبيعية، فخلف روتين الحياة اسلحة مخبأة بين الزهور وخوف من زيارات الجزار الذي يتحدث الاوردو والمخاوف التي تصيب ريحانة لشكها انه/ الجزار قد يكون مخبرا. رواية تهميما انام سريعة الايقاع ومع اننا نشعر بالايقاع بما يجري خارج بيت ريحانة الا ان انشغالاتها تظل يومية، زيارات يومية حفلات عيد ميلاد وهي تظل بعيدة عما يجري في الشارع من غليان سياسي فأيامها مليئة بطبخ العدس دال والعناية بحديقة الياسمين في بيتها. ولكن هذا الصمت ينتهي عندما يحرم الشيخ مجيب الرحمن من ان يكون رئيسا للوزراء. في سرد انام محاولة لتجنب الوقوع في اسر تحويل الام الي كليشيه، حيث تمنح الحرب لها منبرا لكي تتحول مع ابنها وابنتها الي مقاتلين متطوعين.

دكا تبدو في سرد انام مدينة تمارس حياتها الاعتيادية، اسواقها تمارس عملها اليوم وسائقو الركشا ينقلون الركاب من حي الي آخر وأحدهم نقل ريحانة لمقابلة فايز شقيق زوجها الذي يبدو انه من قادة الجيش باكستاني في دكا وذلك للاستعانة به وطلب المساعدة في اطلاق سراح صابر المعتقل السياسي وزوج الفي حبيبة صبا ولدها سهيل. بعد رحلة مليئة بالرعب تحرر ريحانة صابر وتعود به وهو الذي فقد كل صفاته الانسانية وبات حطام انسان بفعل التعذيب. رحلة الانقاذ هذه تقود ريحانة الي مغامرة اخري وهذه المرة تعبر الحدود الي كلكتا مع امواج من النازحين ومشردي الحرب الذين تقذفهم القطارات في المحطات وتتركهم هناك يفترشون الارض ويلتحفون السماء بانتظار من يخرجهم منها. في الهند تتعرف ريحانة علي الجانب الاخر من مأساة الحرب وتشارك ابنتها في العناية باللاجئين، مع قرب نهاية الحرب تقرر ريحانة العودة الي دكا وهذه المرة مع ولديها ومع نهاية الحرب تعود الي بيتها حيث تراقب الزهور التي زرعتها في بداية الحرب في حديقة بيتها وقد اخضرت النباتات وبانتظار نهاية الحرب ومكالمات الجيران الذين بدأوا يزحفون علي البيت من اجل مشاركتها في قصصهم عن الحرب وكيف نجوا منها الحرب ستنتهي اليوم نيازي سيوقع المعاهدة.

سأمشي في الشوارع. ابنتك ستمشي الي جنبك يدها في يدك، مايا ستقودنا .. هذه الحرب اخذت الكثير من الابناء ولكنها ابقت علي ولدي. هذا العصر حرق الكثير من البنات لكنه لم يحرق ابنتي. لم اسمح له . بهذه الكلمات تنهي انام روايتها عن ولادة البنغال الذهبية، الولادة الشائكة والتي جاءت بثمن باهظ، بعد ان تقاتل الاخوة.


عن الكاتبة

ولدت تهميما انام في دكا عام 1975، درست في جامعة هارفارد حيث حصلت علي الدكتوراه في الانثروبولوجيا الاجتماعية وتعيش في لندن و العصر الذهبي هي روايتها الاولي.


بنت پاكستان
بنت پاكستان
مدير الموقع

انثى عدد الرسائل : 19524
العمر : 37
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى