بعد 35 عاماً داخل السجن.. محمد أبوخوصة يواجه الأسئلة والاتهامات
صفحة 1 من اصل 1
بعد 35 عاماً داخل السجن.. محمد أبوخوصة يواجه الأسئلة والاتهامات
أصدرت مصلحة السجون الإسرائيلية قائمة بأسماء الأسرى المنويّ الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل مع إسرائيل، وفيها مفاجأة مفادها أن أقدم أسير في السجون الإسرائيلية ليس نائل البرغوثي "عميد الأسرى الفلسطينيين" كما اعتاد عليه الفلسطينيون، بل هو الأسير محمد ابوخوصة الذي اعتقل في السادس من آذار/مارس من عام 1976، أي قبل نائل بعامين، لكن له قصة اختلطت فيها السياسة بالتخوين والتهم الجنائية.
فمن هو محمد ابوخوصة؟ وكيف سقط اسمه من ذاكرة الفلسطينيين؟ ولماذا تم تجاهل اسمه طوال 35 عاماً؟
عمل ابوخوصة بعد احتلال عام 1967 في صفوف الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويقول بعض المقربين منه إنه كان نائب القائد العسكري للجبهة الشعبية محمد الاسمر والملقب بـ"جيفارا غزة".
لكن الجبهة الشعبية ترفض اعتبار ابوخوصة احد المناضلين في صفوفها، بل وتتهمه باغتيال عدد من قياداتها في قطاع غزة في سبعينيات القرن الماضي.
وقد أبدى مسؤولون في الجبهة الشعبية استغرابهم من اطلاق سراحه في هذه الصفقة، كما توعدته الجبهة بالملاحقة القضائية حال أطلق سراحه.
ويتقاطع هذا الموقف بشكل غير مباشر مع موقف نادي الأسير الفلسطيني، إذ يقول قدورة فارس، رئيس النادي، لـ"العربية نت": "طالما ان الجبهة الشعبية لا تعترف بأبوخوصة كأحد مناضليها فإنه يستحيل اعتباره من قيادات الحركة الأسيرة، لذا لم يمنح لقب عميد الأسرى الفلسطينيين".
مسجون انفرادياً منذ 1984
ويعتبر محمد أبوخوصة من أكثر الأسرى الذين عانوا من العزل الانفرادي، فهو مسجون انفرادياً منذ عام 1985، وبينما يقول بعض المسؤولين إن أبوخوصة قد اختار العزل طوعاً بسبب الشبهات الأمنية التي تحيط به، يفاجئنا الاسير المحرر فواز بختان بحقيقة مختلفة.
يقول بختان الذي أمضى 25 عاماً من حياته في السجن: "أبوخوصة لم يختر العزل ولكن تم عزله نتيجة عدم رغبة الجبهة الشعبية ضمه إلى جانب عناصرها في أي من السجون، وقد احترمت بقية الفصائل الفلسطينية هذا الموقف للجبهة، وبالتالي رفضت استقباله هي الأخرى، فتم عزله من قبل الاسرى انفسهم، ولكن - وبحسب معرفتي الشخصية بهذا الرجل - فلا يوجد ما يشير الى انه متورّط امنياً مع اسرائيل، وأعتقد أنه قد ظلم".
متهم في قضية قتل قريب إسرائيلي الجنسية
أما العميد السابق للأسرى الفلسطينيين أبوعلي يطا، فيقول لـ"العربية نت": "عملت جاهداً خلال وجودي في السجن على حل مشكلة هذا الأسير، وقد تبين لنا خلال حوارنا مع إدارة السجن ان ابوخوصة يحمل الهوية الإسرائيلية، وهو متهم بقضية قتل قريب له يحمل الهوية الإسرائيلية ايضاً، لذا هو ليس سجيناً فلسطينياً ولا سجيناً امنياً".
وأضاف "أعلم ان الجبهة الشعبية تتهمه ايضاً بقضايا قتل لبعض من اعضائها، لكن 35 عاماً من الاعتقال كافية لمحو الماضي تماماً، وإذا كان ابوخوصة مداناً فيجب العفو عنه، أما اذا كان صاحب حق فهذا هو الوقت المناسب لإنصافه".
أما رئيسة مؤسسة مانديلا لحقوق الانسان، بثينة دقماق، فتقول لـ"العربية نت": "موقف السلطات الإسرائيلية ليس دقيقاً، فلا يمكن ان يسجن شخص في اسرائيل طوال هذه المدة على خلفية جنائية، كما ان الموقف الفلسطيني ملتبس ايضاً، فمحمد ابوخوصة يتلقى راتباً من وزارة شؤون الاسرى والمحررين الفلسطينية، وهي بذلك تعترف به كأسير سياسي".
أبوخوصة: "أيوب" فلسطين
والقصة من زاوية أخرى للأسير محمد ابوخوصة ذكرها مصدر من داخل السجون الاسرائيلية لـ"العربية نت" حين وصف أبوخوصة بأيوب فلسطين. وقال المصدر: "كان ابوخوصة الشخصية العسكرية الثانية في قطاع غزة في سبعينات القرن الماضي، وهو متهم بتنفيذ عدة عمليات ضد جنود إسرائيليين".
وقد نشب بينه وبين أشخاص من الجبهة الشعبية خلاف شخصي على خلفية شرف، دفع ابوخوصة لقتل بعضهم، وهو الامر الذي استغلته إسرائيل بعد اعتقاله لإخفاء ملفه السياسي، وإظهاره كسجين جنائي قتل أشخاصاً منهم من يحمل الجنسية الإسرائيلية".
تجهيزات لاستقباله في غزة
ورغم الشكوك التي تحوم حول قصة أبوخوصة، يستعد أهله في قطاع غزة لاستقباله كأسير محرر يتسحق التكريم. وقال روبين ابوخوصة ابن الاسير محمد، لـ"العربية نت": "اعتقل والدي عام 1976 وقد كان عمري حينها أربعة أعوام، وكان لي أخت عمرها ست سنوات وأخ عمره تسع سنوات، وقد تجرعنا مرارة الفراق والمعاناة منذ الصغر، لكن حفرنا طريقنا في الحياة، والآن سيخرج والدي وعمره 72 عاماً، وله من الاحفاد 20، وها نحن نزيّن المنزل ونستعد لاستقباله بأبهى صورة".
وعند الحديث مع روبين عن حيثيات اعتقال والده والتهم الموجهة إليه والفصيل الذي ينتمي إليه في حينه، رفض روبين الإجابة، وقال إنه يفضل تجاهل الماضي بأسره وعدم الحديث عن هذه الأمور، واكتفى بالقول إن والده كان مناضلاً من القيادات العسكرية للجبهة الشعبية، وإنه معزول في السجن منذ عام 1985، ويعاني ظروفاً قاسية صعبة.
أما بالنسبة للجبهة الشعبية التي انتمى اليها ابوخوصة سابقاً، فقد قال مصدر منها لـ"العربية نت": "أبوخوصة قتل بعضاً من أعضائنا وكان يجب محاسبته، وهو بالنسبة لنا عميل وخائن، ورغم ذلك لم نعد نكترث بقصته فهو اليوم في الثانية والسبعين من العمر، ولديه مشاكل عقلية ونفسية".
وفي المقابل فإن آخرين تحدثت إليهم "العربية نت" داخل سجون الاحتلال، وعاشوا بالقرب من ابوخوصة ومن حياته الشخصية، قالوا إن الرجل "علق بين الدم والدم، ودفع من عمره وسمعته ثمناً باهظاً، ولم ترحمه سيرته النضالية وعملياته البطولية".
فمن هو محمد ابوخوصة؟ وكيف سقط اسمه من ذاكرة الفلسطينيين؟ ولماذا تم تجاهل اسمه طوال 35 عاماً؟
عمل ابوخوصة بعد احتلال عام 1967 في صفوف الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويقول بعض المقربين منه إنه كان نائب القائد العسكري للجبهة الشعبية محمد الاسمر والملقب بـ"جيفارا غزة".
لكن الجبهة الشعبية ترفض اعتبار ابوخوصة احد المناضلين في صفوفها، بل وتتهمه باغتيال عدد من قياداتها في قطاع غزة في سبعينيات القرن الماضي.
وقد أبدى مسؤولون في الجبهة الشعبية استغرابهم من اطلاق سراحه في هذه الصفقة، كما توعدته الجبهة بالملاحقة القضائية حال أطلق سراحه.
ويتقاطع هذا الموقف بشكل غير مباشر مع موقف نادي الأسير الفلسطيني، إذ يقول قدورة فارس، رئيس النادي، لـ"العربية نت": "طالما ان الجبهة الشعبية لا تعترف بأبوخوصة كأحد مناضليها فإنه يستحيل اعتباره من قيادات الحركة الأسيرة، لذا لم يمنح لقب عميد الأسرى الفلسطينيين".
مسجون انفرادياً منذ 1984
ويعتبر محمد أبوخوصة من أكثر الأسرى الذين عانوا من العزل الانفرادي، فهو مسجون انفرادياً منذ عام 1985، وبينما يقول بعض المسؤولين إن أبوخوصة قد اختار العزل طوعاً بسبب الشبهات الأمنية التي تحيط به، يفاجئنا الاسير المحرر فواز بختان بحقيقة مختلفة.
يقول بختان الذي أمضى 25 عاماً من حياته في السجن: "أبوخوصة لم يختر العزل ولكن تم عزله نتيجة عدم رغبة الجبهة الشعبية ضمه إلى جانب عناصرها في أي من السجون، وقد احترمت بقية الفصائل الفلسطينية هذا الموقف للجبهة، وبالتالي رفضت استقباله هي الأخرى، فتم عزله من قبل الاسرى انفسهم، ولكن - وبحسب معرفتي الشخصية بهذا الرجل - فلا يوجد ما يشير الى انه متورّط امنياً مع اسرائيل، وأعتقد أنه قد ظلم".
متهم في قضية قتل قريب إسرائيلي الجنسية
أما العميد السابق للأسرى الفلسطينيين أبوعلي يطا، فيقول لـ"العربية نت": "عملت جاهداً خلال وجودي في السجن على حل مشكلة هذا الأسير، وقد تبين لنا خلال حوارنا مع إدارة السجن ان ابوخوصة يحمل الهوية الإسرائيلية، وهو متهم بقضية قتل قريب له يحمل الهوية الإسرائيلية ايضاً، لذا هو ليس سجيناً فلسطينياً ولا سجيناً امنياً".
وأضاف "أعلم ان الجبهة الشعبية تتهمه ايضاً بقضايا قتل لبعض من اعضائها، لكن 35 عاماً من الاعتقال كافية لمحو الماضي تماماً، وإذا كان ابوخوصة مداناً فيجب العفو عنه، أما اذا كان صاحب حق فهذا هو الوقت المناسب لإنصافه".
أما رئيسة مؤسسة مانديلا لحقوق الانسان، بثينة دقماق، فتقول لـ"العربية نت": "موقف السلطات الإسرائيلية ليس دقيقاً، فلا يمكن ان يسجن شخص في اسرائيل طوال هذه المدة على خلفية جنائية، كما ان الموقف الفلسطيني ملتبس ايضاً، فمحمد ابوخوصة يتلقى راتباً من وزارة شؤون الاسرى والمحررين الفلسطينية، وهي بذلك تعترف به كأسير سياسي".
أبوخوصة: "أيوب" فلسطين
والقصة من زاوية أخرى للأسير محمد ابوخوصة ذكرها مصدر من داخل السجون الاسرائيلية لـ"العربية نت" حين وصف أبوخوصة بأيوب فلسطين. وقال المصدر: "كان ابوخوصة الشخصية العسكرية الثانية في قطاع غزة في سبعينات القرن الماضي، وهو متهم بتنفيذ عدة عمليات ضد جنود إسرائيليين".
وقد نشب بينه وبين أشخاص من الجبهة الشعبية خلاف شخصي على خلفية شرف، دفع ابوخوصة لقتل بعضهم، وهو الامر الذي استغلته إسرائيل بعد اعتقاله لإخفاء ملفه السياسي، وإظهاره كسجين جنائي قتل أشخاصاً منهم من يحمل الجنسية الإسرائيلية".
تجهيزات لاستقباله في غزة
ورغم الشكوك التي تحوم حول قصة أبوخوصة، يستعد أهله في قطاع غزة لاستقباله كأسير محرر يتسحق التكريم. وقال روبين ابوخوصة ابن الاسير محمد، لـ"العربية نت": "اعتقل والدي عام 1976 وقد كان عمري حينها أربعة أعوام، وكان لي أخت عمرها ست سنوات وأخ عمره تسع سنوات، وقد تجرعنا مرارة الفراق والمعاناة منذ الصغر، لكن حفرنا طريقنا في الحياة، والآن سيخرج والدي وعمره 72 عاماً، وله من الاحفاد 20، وها نحن نزيّن المنزل ونستعد لاستقباله بأبهى صورة".
وعند الحديث مع روبين عن حيثيات اعتقال والده والتهم الموجهة إليه والفصيل الذي ينتمي إليه في حينه، رفض روبين الإجابة، وقال إنه يفضل تجاهل الماضي بأسره وعدم الحديث عن هذه الأمور، واكتفى بالقول إن والده كان مناضلاً من القيادات العسكرية للجبهة الشعبية، وإنه معزول في السجن منذ عام 1985، ويعاني ظروفاً قاسية صعبة.
أما بالنسبة للجبهة الشعبية التي انتمى اليها ابوخوصة سابقاً، فقد قال مصدر منها لـ"العربية نت": "أبوخوصة قتل بعضاً من أعضائنا وكان يجب محاسبته، وهو بالنسبة لنا عميل وخائن، ورغم ذلك لم نعد نكترث بقصته فهو اليوم في الثانية والسبعين من العمر، ولديه مشاكل عقلية ونفسية".
وفي المقابل فإن آخرين تحدثت إليهم "العربية نت" داخل سجون الاحتلال، وعاشوا بالقرب من ابوخوصة ومن حياته الشخصية، قالوا إن الرجل "علق بين الدم والدم، ودفع من عمره وسمعته ثمناً باهظاً، ولم ترحمه سيرته النضالية وعملياته البطولية".
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
رد: بعد 35 عاماً داخل السجن.. محمد أبوخوصة يواجه الأسئلة والاتهامات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
تتضمن المجموعة الأولى 450 رجلاً و27 امرأة
تتضمن المجموعة الأولى 450 رجلاً و27 امرأة
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
مواضيع مماثلة
» عنب الخليل يواجه الاحتلال والجفاف
» أمير سعودي يواجه تهمة القتل
» وفاة النحات العراقي محمد غني حكمت في عمان عن عمر ناهز 82 عاماً
» الأقصى يواجه نذر التصعيد
» الغنوشي يواجه ضغوطا للاستقالة
» أمير سعودي يواجه تهمة القتل
» وفاة النحات العراقي محمد غني حكمت في عمان عن عمر ناهز 82 عاماً
» الأقصى يواجه نذر التصعيد
» الغنوشي يواجه ضغوطا للاستقالة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى