التحويلات النقدية تغير حياة الباكستانيين
صفحة 1 من اصل 1
التحويلات النقدية تغير حياة الباكستانيين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في شهر ديسمبر من العام الماضي، أجريت لنظير سليمان البالغ من العمر 65 عاماً جراحة قلب مفتوح في باكستان. وقد تمكن سليمان، وهو موظف مصرفي متقاعد يأمل في الحصول على عمل بدوام جزئي، من تدبير مصاريف العملية والأدوية بفضل عمل ابنه الأكبر في الخارج. وعن ذلك قال: "تم دفع تكاليف الجراحة التي كنت بحاجة إليها والأدوية التي أتناولها الآن من المال الذي أرسله ابني من الكويت. فبدون ذلك المال لما استطعنا دفع تكاليف هذه العملية التي مكنتني من المشي أكثر من ذي قبل بدلاً من البقاء في السرير".
وأضاف قائلاً: "لقد كنت مريضاً ولم أكن قادراً على العمل. بالكاد كنا نستطيع تغطية نفقاتنا من دخل ابني الأصغر البالغ حوالي 25,000 روبية [295 دولاراً] في الشهر. ولكن هجرة ابني الأكبر إلى الخارج غيرت حياتنا وضاعفت دخلنا".
وأسرة سليمان ليست الوحيدة التي تغير حالها بسفر أحد أفرادها إلى الخارج. ولذلك تقوم دراسة جديدة تجريها المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع المعهد الباكستاني لاقتصاديات التنمية بدراسة تأثير التحويلات النقدية من المملكة العربية السعودية على 500 أسرة في تسع مناطق تكثر فيها الهجرة.
وتهدف الدراسة، المعدة بتكليف من الحكومة الباكستانية، إلى تجميع بيانات تجريبية عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية للتحويلات على الأسر التي تتلقاها. ووجدت الدراسة أن متوسط إجمالي التحويلات الواردة للأسرة الواحدة منذ رحيل أفرادها للعمل في الخارج يبلغ 1.5 مليون روبية [3,145 دولاراً]، وأن نسبة كبيرة من التحويلات تستخدم في أربعة مجالات هي: العقارات والآلات الزراعية، والمواد الغذائية، والزواج والادخار.
وصرح سليم رحمت، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في إسلام أباد، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الدراسة "وجدت أيضاً أن التحويلات تقلص من ظاهرة عمالة الأطفال وتدعم قطاعات التعليم والصحة وغيرها".
اليأس
والمزايا التي يمكن الحصول عليها من هجرة أحد أفراد الأسرة مترسخة في أذهان في العديد من الأسر. بل إن المحاولات اليائسة للوصول إلى بلاد أجنبية أدت في بعض الأحيان إلى اتخاذ تدابير مأساوية. ففي يناير من هذا العام، توفي رجل حاول على ما يبدو الوصول إلى دبي عن طريق الاختباء في معدات الهبوط الخاصة بطائرة تجارية بعد سقوطه على الأرض بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة. ويحاول عشرات الآلاف من الأشخاص الآخرين الرحيل بشكل غير شرعي سنوياً، ويحاولون أحياناً السفر على طرق خطرة عبر الحدود الدولية.
ويوصي تقرير المنظمة الدولية للهجرة، في ضوء المنافع الإنمائية للتحويلات النقدية، بخفض تكاليف الهجرة من خلال تحسين نظام التوظيف وتضييق الخناق على الممارسات الاستغلالية من قبل الوسطاء. ووفقاً لدراسة المنظمة الدولية للهجرة، يلعب مثل هؤلاء الوسطاء دوراً مهماً في حياة مناطق مثل غوجرانوالا في إقليم البنجاب، وهي منطقة تكثر منها الهجرة.
وقال منير أحمد*، البالغ من العمر 22 عاماً: "لقد دفعت لأحد الوكلاء 150,000 روبية ليتم ترتيب وصولي إلى أوروبا. دعونا نأمل في أن أتمكن من الذهاب قريباً". ويأمل أحمد في أن تساعد الأموال التي يعتزم إرسالها إلى أسرته على دفع تكاليف زواج شقيقتيه، اللتين تبلغان من العمر 20 و18 عاماً. وأضاف أن ذلك يشكل مصدر قلق حقيقي بالنسبة له ولأسرته، حيث قال: "نحن لا نعرف أين سنجد المال الكافي لدفع تكاليف الزفاف".
إحداث "فرق هائل"
وقد ساعدت التحويلات النقدية المرسلة من الخارج الأسر على تعليم الأطفال وجمع المدخرات وتحسين مستوى حياتهم.
وقال راجا أمجد غول، رئيس منظمة اتحاد الشباب التي تعمل من أجل رفاه المجتمع في بلدة خاريان في مقاطعة غوجرات في إقليم البنجاب، التي تضم معدلات هجرة مرتفعة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "يحدث المال الذي يأتي إلى الأسر من الخارج فرقاً هائلاً في نوعية حياة الناس. كما يصبح الحصول على تعليم مدرسي أفضل وتعليم عالي ممكناً. لقد تمكن الناس من جمع مدخرات والانتقال إلى مساكن أفضل، لقد رأينا هذا يحدث أمام أعيننا".
ووفقاً لوزارة العمل، يوجد حالياً 4.5 مليون مهاجر باكستاني في مختلف البلدان. وقد غيرت الأموال التي يرسلونها حياة الملايين في بلادهم ومكنت الأسر من تسلق السلم الاقتصادي من مستوى الكفاف إلى وضع يمنحهم فيه وجود المال في حسابات مصرفية مزيداً من الخيارات والفرص الجديدة.
*ليس اسمه الحقيقي
لاهور، 23/فبراير/2011
في شهر ديسمبر من العام الماضي، أجريت لنظير سليمان البالغ من العمر 65 عاماً جراحة قلب مفتوح في باكستان. وقد تمكن سليمان، وهو موظف مصرفي متقاعد يأمل في الحصول على عمل بدوام جزئي، من تدبير مصاريف العملية والأدوية بفضل عمل ابنه الأكبر في الخارج. وعن ذلك قال: "تم دفع تكاليف الجراحة التي كنت بحاجة إليها والأدوية التي أتناولها الآن من المال الذي أرسله ابني من الكويت. فبدون ذلك المال لما استطعنا دفع تكاليف هذه العملية التي مكنتني من المشي أكثر من ذي قبل بدلاً من البقاء في السرير".
وأضاف قائلاً: "لقد كنت مريضاً ولم أكن قادراً على العمل. بالكاد كنا نستطيع تغطية نفقاتنا من دخل ابني الأصغر البالغ حوالي 25,000 روبية [295 دولاراً] في الشهر. ولكن هجرة ابني الأكبر إلى الخارج غيرت حياتنا وضاعفت دخلنا".
وأسرة سليمان ليست الوحيدة التي تغير حالها بسفر أحد أفرادها إلى الخارج. ولذلك تقوم دراسة جديدة تجريها المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع المعهد الباكستاني لاقتصاديات التنمية بدراسة تأثير التحويلات النقدية من المملكة العربية السعودية على 500 أسرة في تسع مناطق تكثر فيها الهجرة.
وتهدف الدراسة، المعدة بتكليف من الحكومة الباكستانية، إلى تجميع بيانات تجريبية عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية للتحويلات على الأسر التي تتلقاها. ووجدت الدراسة أن متوسط إجمالي التحويلات الواردة للأسرة الواحدة منذ رحيل أفرادها للعمل في الخارج يبلغ 1.5 مليون روبية [3,145 دولاراً]، وأن نسبة كبيرة من التحويلات تستخدم في أربعة مجالات هي: العقارات والآلات الزراعية، والمواد الغذائية، والزواج والادخار.
وصرح سليم رحمت، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في إسلام أباد، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الدراسة "وجدت أيضاً أن التحويلات تقلص من ظاهرة عمالة الأطفال وتدعم قطاعات التعليم والصحة وغيرها".
اليأس
والمزايا التي يمكن الحصول عليها من هجرة أحد أفراد الأسرة مترسخة في أذهان في العديد من الأسر. بل إن المحاولات اليائسة للوصول إلى بلاد أجنبية أدت في بعض الأحيان إلى اتخاذ تدابير مأساوية. ففي يناير من هذا العام، توفي رجل حاول على ما يبدو الوصول إلى دبي عن طريق الاختباء في معدات الهبوط الخاصة بطائرة تجارية بعد سقوطه على الأرض بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة. ويحاول عشرات الآلاف من الأشخاص الآخرين الرحيل بشكل غير شرعي سنوياً، ويحاولون أحياناً السفر على طرق خطرة عبر الحدود الدولية.
ويوصي تقرير المنظمة الدولية للهجرة، في ضوء المنافع الإنمائية للتحويلات النقدية، بخفض تكاليف الهجرة من خلال تحسين نظام التوظيف وتضييق الخناق على الممارسات الاستغلالية من قبل الوسطاء. ووفقاً لدراسة المنظمة الدولية للهجرة، يلعب مثل هؤلاء الوسطاء دوراً مهماً في حياة مناطق مثل غوجرانوالا في إقليم البنجاب، وهي منطقة تكثر منها الهجرة.
وقال منير أحمد*، البالغ من العمر 22 عاماً: "لقد دفعت لأحد الوكلاء 150,000 روبية ليتم ترتيب وصولي إلى أوروبا. دعونا نأمل في أن أتمكن من الذهاب قريباً". ويأمل أحمد في أن تساعد الأموال التي يعتزم إرسالها إلى أسرته على دفع تكاليف زواج شقيقتيه، اللتين تبلغان من العمر 20 و18 عاماً. وأضاف أن ذلك يشكل مصدر قلق حقيقي بالنسبة له ولأسرته، حيث قال: "نحن لا نعرف أين سنجد المال الكافي لدفع تكاليف الزفاف".
إحداث "فرق هائل"
وقد ساعدت التحويلات النقدية المرسلة من الخارج الأسر على تعليم الأطفال وجمع المدخرات وتحسين مستوى حياتهم.
وقال راجا أمجد غول، رئيس منظمة اتحاد الشباب التي تعمل من أجل رفاه المجتمع في بلدة خاريان في مقاطعة غوجرات في إقليم البنجاب، التي تضم معدلات هجرة مرتفعة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "يحدث المال الذي يأتي إلى الأسر من الخارج فرقاً هائلاً في نوعية حياة الناس. كما يصبح الحصول على تعليم مدرسي أفضل وتعليم عالي ممكناً. لقد تمكن الناس من جمع مدخرات والانتقال إلى مساكن أفضل، لقد رأينا هذا يحدث أمام أعيننا".
ووفقاً لوزارة العمل، يوجد حالياً 4.5 مليون مهاجر باكستاني في مختلف البلدان. وقد غيرت الأموال التي يرسلونها حياة الملايين في بلادهم ومكنت الأسر من تسلق السلم الاقتصادي من مستوى الكفاف إلى وضع يمنحهم فيه وجود المال في حسابات مصرفية مزيداً من الخيارات والفرص الجديدة.
*ليس اسمه الحقيقي
لاهور، 23/فبراير/2011
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى