أزقة المدينة
صفحة 1 من اصل 1
أزقة المدينة
رحلة مخيفة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
افتقر لخريطة المدينة
يجب ان اعتمد على نفسي وعلى حدسي
اخوض هذه الرحلة واتحمل كل نتائجها
من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة
بسم الله وعلى بركة الله
هنالك عدد كبير من الحراس على بوابة المدينة
اقتربت منهم وسألتهم : لم أنتم هنا ؟ هل هذه المدينة محتلة ؟
قالوا : نحن حُماتها .. نحميها من كل متسلل يريد أذيتها
هربت منهم وتملكني الذهول .. فعدد الحراس يفوق بمضاعفات عدد المواطنين الذين يسكنون المدينة !!
وفي هذا إجابة تشفي فضولي حول ظلمة المدينة وإهمالها وقذارتها
الآن اريد الدخول للمدينة \ الحراس يمنعوني \ تسللت على حين غفلة منهم \ وما اكثر الثغرات في هذه المدينة
مجزرة أشاهدها في أحد المناطق وعندما سألت احد المواطنين .. قال لي: بأن الحراس هم من قصف المنطقة لشكهم بان هنالك غرباء دخلوا متسللين \\ لقد دمر الحراس قنوات المياه خشية أن تمر من خلالها أفكار غير مرغوبة
" لا أستطيع التنفس فالدخان حولي يخنقني " ما هذا الذي أراه قنبلة موقوتة حول خصر احد المواطنين !!
هربت من المنطقة فلا يعقل ان يرتدي احدهم قنبلة موقوتة الا انه يريد الفتنة الداخلية والصراعات التي لا تنتهي بين المواطنين. أم أنه مواطن ويريد قتل الحراس؟! لأنهم يرفضون التغيير في المدينة وتطورها ؟!
أثناء تنقلي وجدت ان هنالك تفاوتاً طبقياً بين المواطنين
مواطنين يسكنون الأزقة والدهاليز لا ماء لديهم ولا طعام يكفي ليغذيهم ..
مع انهم مواطنون حُق لهم أن يعتنى بهم ليعيشوا ويعمروا أرضهم
فجل حديثهم عن التغيير وبناء عالم أفضل جديد .. به العدل والحرية والآمان والحداثة
لكنهم دائما ما يتألمون لرؤية ذلك القصر الشامخ هنالك ..
ففي تلك الناحية يوجد قصر يسكنه مواطنين مترفين أغنياء أغبياء لا يهتمون بمصير الآخرين .. وربما لا يريدون لمجتمع المدينة أن يتطور .. والمؤسف في موضوعنا أن هؤلاء المترفين أولو القرار في المدينة .. وهم يحتمون بأولئك الحراس ..
كما أنني اكتشفت أن هنالك طريقاً واحداً يقودك لخارج المدينة وهذا الطريق بدايته من القصر ومحال لمواطنين الأزقة أن يستخدموه يوماً .. معنى هذا انه لا يحق لأحد الخروج سوى هؤلاء الأغبياء !!
" هههه " تعجبت من ذلك الدكان الذي يبيع صحف محلية يُموِلُـها القصر .. كما أنها توزع على كل أفراد المجتمع بالمجان !!
وعناوينها البارزة " اكتتأب" "تشاؤم" " مستحيل " " هزيمة " " تخلف "
تصفحت احد الجرائد فأرعبني خبر استشهاد احد المواطنين المقاومين " مجرمين " لم اكن اتصور أن هنالك سجون لتعذيب المواطنين ..
الذين يرفضون تجرع السم من تلك الجرائد
الذين يدعون لإصلاح مسار المدينة المحطم
الذين يريدون تغيير آلية اتخاذ القرار
الذين يريدون تغيير المواطنين الأغبياء الذين يسكنون القصر
الذين يريدون فتح الباب لكل زائر للمدينة
هم مقتنعون ان لا حاجة للحراس أن قوي المواطنون ووجد لهم ولاء لمدينتهم وتطويرها
هم مقتنعون بأن النقد والحوار والمناظرة المستمرة في المدينة ستصل بهم لأفضل مدينة وأنفع مواطنين ..
هم مقتنعون بان قانون المصاهرة لابد أن يتغير فلا يوجد قانون يسمح لنوعية معينة من المواطنين بالتزاوج ؟! بل يجب أن يسمح بالتزاوج من جميع المواطنين ولا قانون لهذا لأن النتيجة إنجاب سلالة مواطنين أرقى وأكثر فاعلية
" ازعاااااج " اسمع صوت فئوس تعمل بجد .. فنظرت لتلك الجهة \\ فرأيت حراساً يحطمون تمثال " الجائزة المتميزة" لا أعلم ألهذا علاقة بما درسناه عن عبادة أصنام الصالحين فيما بعد ؟!
تألمت لتدهور المدينة وهيمنة العنصرية فيها .. ولم يكن الحراس هم المسيطرين عليها بل على العكس ستجد لافتة ترحيبية عند مدخل المدينة " نتمنى لك حظاً موفقاً "
ففي السابق كان مصرح لكل الزوار الدخول للمدينة وكان دور المدينة التسهيل لكل الزوار .. ومن ثم يختبرون " إختبار قاس لينجو كل زائر صالح " فيعيش مواطناً مع المواطنين وربما يكون قائدهم يوماً ما ..
وما أعجبني عن هذه المدينة في الماضي أن هنالك فحص طبي دائم لكل القادة من أجل تقرير مدى فاعلية القادة وجدارتهم بالقيادة \\ والسبب في ذلك وجود مواطنين صالحين حيويين ينافسون على الرئاسة دائماً
لقد صممت هذه المدينة كي تكون مدينة السعادة ولم تصنع لقتل المواطنين
وبعد زمن تدهورت المدينة ولم يكن هنالك اختبار للزوار
سمعت " صفارة الإنذار " ثكلتني أمي فلقد اكتشف الحراس تسللي للمدينة فهربت مسرعا باحثاً عن مخبأ او مخرج من هذه المدينة المتقلبة .. لم أجد إلا فتحة هنالك فأسرعت إليها .. وتمكنت من النجاة في النهاية
ما هذه الأنوار؟؟ وما هذه الكاميرات التي تصور؟؟ هل كان الإعلام يعلم برحلتي وموعد عودتي؟؟ لا أظن
" اها الحين فهمت الاعلاميين هنا من اجل تصوير هذا الرجل الذي خرجت من عقله للتو والحراس هم الافكار السيئة والسلبية " انظر للحراس وهم يشتمون ويسبون من خلال فتحة الأذن فلم يمنعهم عني سوى أًصبعه عندما أدخله في أذنه كي يقتل الأفكار السيئة
وها قد ولدت ثورة وها قد أعلن الرجل للعالم بأنه سيثور على كل فكرة سلبية وكل من يريد تهميش عقله وكل من يريد قتل مواهبه وأحلامه وأهدافه إنه يعلن اللإنتصار للأفكار الصالحة داخله وصوت لها بأنها ستقود المدينة الآن بدل الاثرياء الاغبياء من الافكار المتخمة الناعسة المهبطة للهمم
الآن سؤالي لكم بعد هذه القصة
إعلان تحرير عقولنا ممن يعربد فيها من يملكه ؟
وكيف لي أن أحرر عقلي من كل فكرة سامة خانقة للهمم ؟
ما رأيكم بمن أغلق عقله وجعله فقط للآخرة والتزهد من الدنيا وعدم اعمارها واصلاحها ؟
وما رأيكم بالعقل الغربي الحديث الذي يعمر الأرض ويبحث ويتعلم ويخترع رغم ابتعاده عن دينه ؟
ماذا ينقصنا لنجمع ديننا وما أمرنا به الله من اعمار الارض والاصلاح فيها ؟
هل كان سبب سقوط حضارتنا تغلب الاغنياء الاغبياء من الافكار والناس على افكار وعلماء الاصلاح والحداثة ؟
المدينة : العقل
المواطنين : الأفكار
الحراس : أفكار لكنها فاسدة تمنع الافكار الخيرة
المقاوم المستشهد : فكرة تريد تحرير العقل من جموده
أنا :كنت هنا معكم ذاكرة إنسان
عدل سابقا من قبل بنت پاكستان في الأربعاء مايو 20, 2009 12:32 am عدل 3 مرات (السبب : تعديل حجم الخط)
الصدق- عضو جديد
- عدد الرسائل : 3
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 19/05/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى