الناس عطور .... من أي عطر انت ؟؟

... يقولون إنما الناس عطور ...
كلما شاهدت زجاجة عطر رأيت فيها إنسانا
لأن البشر يشبهون تماما أنواع العطور
وأرخص أنواع العطور أكثرها إثارة !!
تشتريه بدراهم بخس . . ولاتفقده إذا ضاع
وهذا العطر يشبه البعض من الناس . .
سريعا ً ماتتعرف عليه . . ولكن لايسعد الحال.. ولا يشرح البال .. والنفع عنده محال
وقد يصادفك شخص ما.. تبهرك كلماته وتثيرك أراؤه وتحلق معه في آفاق واسعة من الخيال
وسرعان ماتكتشف أن ما سمعت و ما رأيت ليس أكثرمن صور محفوظة يرددها صاحبها !!
و لو حاولت أن تجادله أو تقاطعه أو تستفسرعن شيء مما يقول اكتشفت حجم زيفه و ادعاؤه !!
بل حتى لو تجلس معه أكثر من جلسة ..
فإنك ستمل هذا النوع من العطر..
ويتحول عندك إلى رائحة كريهة..

السر في ذلك أن الإثارة في العطر جذبتك ولكن .. عندما أعدت النظر رأيت العطر على حقيقته ..

و كما في العطور أنواعا مزيفة مثل الناس تماما تجد أيضا أنواعا نادرة أصيلة قد تحتاج لإعادة الإختبار أكثر من مرة لهذا العطر فتتفاجأ أن العطر في كل مرة أفضل من التي قبل وتحتفظ بالرائحة في ملابسك وقتا ً أطول.. وأطول و كل ما تلقى أحد من زملائك يسألك عن نوع العطر !!
حتى قد تكون نسيت أنك وضعته في ملابسك.. ولكنه يبهر الناس وله أيام
فترى من خلال هذا العطر نبض الحياة .. و جمال الكون .. و صفاء الزمن ..

فالعطور النادرة أقوى من الشدائد لأنها تبقى . . . و كذلك البشر فالإنسان الصادق المخلص الأمين . . يظل أكبر من إغراءات الزيف والدجل الرخيص..
ولهذا ... يبقى رافعاً قامته في كل شيء في فكره وسلوكه ومواقفه قد تختلط أحيانا ً الأمور . .
ولا تفرق بينهم فالمعارف كثير ولكن عند الشدائد . . تفوح روائح المسك من أناس نسيتهم وغفلت عنهم فتكون لهم الوقفة . .
و الكلمة الطيبة . .
و المواساة ..
حتى قد تثقل عليهم . . و لكن . .
إنما هم كما قال القائل :
كعود زاده الإحراق طيبا إنهم عملة نادرة . .
لا يشترون بالمال .. و إنما هم المال ..

وبعض العطور متوسطة . .لايطول بها المقام .. ولا تخذل بعض الأحيان كبعض الناس . .
لا يؤذيك و لا تجد منه نفعا..
أما بعض الناس لايشتري العطور . .
بل يشتري ما تنفر من رائحته الطيور . .
فيبتلي صحته بالدخان وتوابعه
لا رائحة طيبة تلقى . .
و لا صحة و مالا ًيبقى ..
لم يذهب المال . .
بل الصحة والعيال . .
و حتى أطايب الرجال ..

فالناس يشبهون أنواع العطور . .فاختر لنفسك أطيبها . . و لو دفعت الأموال الطائلة
و إن لم تجد . . !!
فلا تستبدلها بروائح كريه
دمتم بسعاده