وفيات الحوادث في قطر الأعلى عالمياً

أوصت دراسة نفذها فريق طلابي في قسم الرياضيات والاحصاء والفيزياء في كلية الاداب والعلوم في جامعة قطر حول اسباب الحوادث المرورية وسلامة الطرق في قطر الى ضرورة إنشاء مركز ابحاث خاص يقوم بعمل دراسات دورية ومعمقة عن الحوادث المرورية والعوامل والمواضيع والظروف المحيطة بها وعلاقتها بجوانب الصحة والمجتمع والاسرة ونحوه.وزيادة التوعية المرورية وتنوعها وزيادة كفاءتها.

الى جانب الاهتمام بتصميم الشوارع والبنية التحية التي تضمن التقليل من فرص التعرض للحوادث المرورية.واستخدام خاصية الجي بي أس في كل حادث مروري مسجل، كما اقترحت الدراسة زيادة عدد حقول التقرير المروري واقسامه ليكون مصدرا ثريا للمعلومات الملابسة للحوادث المرورية، وهذا بشأنه رسم صورة أوضح وأدق للحالة المرورية والتي على أساسها يستطيع متخذو القرار إصدار قوانين وإجراءات ما يلزم للتقليل من الحوادث المرورية ووفيات الطرق.

وسعيا من جامعة قطر لتسليط الضوء على هذا الموضوع الهام عرض القسم نتائج الدراسة التي أجراها الفريق الطلابي امس بحضور الدكتورة شيخة بنت جبر آل ثاني نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية التي قامت بتوزيع نتائج الدراسة على الجهات المعنية بالدولة التي حضر ممثلون عنها وهم السادة ناصر صالح المهدي مدير إدارة التعدادات والمسوح الأسرية بجهاز قطر للإحصاء ، والاستاذة وفاء سعد السليطي رئيس قسم إحصاءات السجلات الإدارية بجهاز قطر للإحصاء ، والمهندس بدر سلمان الحمادي رئيس وحدة المرور بهيئة الأشغال ، والمهندس عماد يوسف الحاج مهندس السلامة المرورية ، النقيب حمود المريسي مندوب إدارة التخطيط الاستراتيجي بوزارة الداخلية ، الملازم أول رياض أحمد محمد إدارة المرور بوزارة الداخلية.

وفي كلمته بالمناسبة قال الدكتور محمود بوتفنوشات رئيس القسم إن معدل وفيات الحوادث مقارنة مع عدد السكان في قطر تعد من المعدلات الأعلى في العالم، الكثير من البرامج أقيمت والعديد من الدراسات والحملات والندوات أعدت، لكن ما زالت الحوادث المرورية والاصابات والوفيات الناتجة عنها في تصاعد مستمر، بل طالت مآسي الحوادث المرورية كل العوائل القطرية وكل مؤسسات المجتمع المحلي، وأصبحت هاجسا يؤرق الجميع.

وأضاف : إنه وبغية الوقوف على أهم الأسباب للحوادث المرورية ورسم صورة واضحة ودقيقة عن الظروف المحيطة لهذه الظاهرة قام فريق بحث من جامعة قطر بدراسة معمقة امتدت لسنة كاملة، الدراسة جاءت نتيجة منحة مقدمة من صندورق قطر لدعم البحث العلمي، وكانت الدراسة على اتصال وتعاون من قبل العديد من مؤسسات المجتمع المحلي ومنها إدارة المرور التابعة لوزارة الداخلية القطرية وجهاز قطر للإحصاء وجامعة قطر.

وأوضح الدكتور مهند فايز الخصاونة، دكتور إحصاء بجامعة قطر والمشرف على البحث ان الدراسة هدفت إلى النظر في الحوادث المرورية من جانبها الرسمي وغير الرسمي، وتم ذلك من خلال تقصي رأي الجمهور من جهة لهدف الكشف عن رأي العامة في الحوادث المرورية وأهم الأسباب التي يعتقدون أنها الأهم في المساهمة في تفاقم الحوادث المرورية، وأيضا الاطلاع على أهم جوانب تجاربهم الذاتية للحوادث المرورية التي تعرضوا لها.

وقال :إن البحث سعى إلى تحليل بيانات المرور الرسمية في آخر عشرين سنة ودراسة تأثير عدد من المتغيرات الاقتصادية التي يمكن أن تسهم في تفاقم الحالة المرورية والوقوف على دراسة تأثير القوانين المرورية الحديثة والتي طبقت منذ عام 2007 بهدف السيطرة على الحوادث المرورية والوفيات الناتجة عنها، كما قام الباحثون بدراسة طريقة نظام تسجيل بيانات الحوادث المرورية من خلال أخذ عينات من استمارات الحوادث المرورية لسنة 2010.

وأكد ان الدراسة تمضخت عن العديد من النتائج المهمة والجديدة والتي أعطت صورة أدق وأوضح عن الصورة العامة للحوادث المرورية في قطر، هذه النتائج جاءت على شكل أوراق بحث متعددة وحملات توعية إعلامية للعديد من المدارس، كما كان من ثمار البحث كتاب جديد ومرجع مهم في موضوع الحوادث المرورية ووفيات الطرق في قطر والذي يعده فريق البحث الأول من نوعه في طريقة تعاطيه لموضوع الظاهرة، جاءت نسخة الكتاب الأولية باللغة الإنجليزية غير أن فريق البحث ينوي ترجمته إلى اللغة العربية في وقت لاحق. النسخة الإنجليزية ما زالت في طور التدقيق وستجهز النسخة الأخيرة منه في القريب العاجل. وقد تلقى المشاركون في البحث منحة الدراسة مقدمة من : صندوق قطر لرعاية البحث العلمي.وكانت هناك جهات دعمت هذه الدراسة وهي إدارتا المرور والجودة الشاملة التابعتان لوزارة الداخلية وجهاز قطر للإحصاء وجامعة قطر.

تعد الحوادث المرورية والوفيات الناتجة عنها الشغل الشاغل لكثير من الدول العالمية، حيث تقتل الحوادث المرورية في المتوسط بين شخصين إلى ثلاثة أشخاص في الدقيقة الواحدة، وفي قطر تقتل الحوادث المرورية في المتوسط بين أربعة إلى خمسة أشخاص في الأسبوع الواحد، هذه الحرب الهوجاء جعلت الكثير من الدول تتخذ رؤيتها وفلسفتها الخاصة في السلامة المرورية لتقليل النتائج المأساوية المترتبة عن الحوادث المرورية.

ونيابة عن فريق البحث وهم نوال خالد، فاطمة عثمان، عفراء المنصوري، حسين موسى، سيف الهنائي.تحدث الطالب الهنائي فقدم ملخصا للدراسة وقال إن البحث يهدف إلى الوقوف على فهم العوامل المباشرة للحوادث المرورية والوفيات الناتجة عنها في قطر.والمقارنة بين السجلات الرسمية وبين الرأي العام لعدة أوجه من موضوع الحوادث المرورية.ودراسة تأثير بعض العوامل الاقتصادية للحوادث المرورية والوفيات الناتجة عنها. وتحليل السلاسل الزمنية للحوادث المرورية والوفيات الناتجة عنها خلال العشرين سنة الماضية ومحاولة صياغة نماذج رياضية تفسر الصورة العامة عن طبيعة تطور الحوادث في قطر والوفيات الناتجة عنها وذلك بهدف إعطاء تقديرات عن عدد الحوادث والوفيات المرورية في المستقبل.وإعطاء اقتراحات لتطوير نظام جمع البيانات المتعلقة بالحوادث المرورية.

وأوضحت الدراسة أن هناك ارتباطا بين الحوادث المرورية والطلاب والباحثين عن العمل دون غيرهم.وهناك علاقة بين خبرة السائق ومعدل الحوادث المرورية، حيث يتسبب من هم أقل من ست سنوات خبرة قيادة بنحو نصف عدد الحوادث.
وعرض لابرز النتائج حيث ان نحو ربع الحوادث المرورية كانت طبيعتها من نوع "الاصطدام مع السيارة التي بالأمام".ونحو ربع الحوادث المرورية كانت طبيعتها من نوع " الاصطدام الجانبي مع السيارات الأخرى".وشكلت العوامل التالية (عدم الانتباه، وسوء التقدير والسرعة) أكثر من نصف الحوادث المرورية بالاضافة الى العوامل البشرية ومن بينها تأتي السرعة أهم سبب للحوادث المرورية في قطر.الى جانب معظم أفراد العينة يعتقدون بجدية كاميرات الرادار في التقليل من الحوادث المرورية.

وتوزع رأي أفراد العينة بين موافق وغير موافق على كفاءة البنية التحية وتصميم الشوارع في تقليل الحوادث المرورية.
وبشكل عام هناك نزعة متزايدة للحوادث ووفيات المرور خلال العشرين سنة الماضية وبشكل أكثر حدة خلال عشر سنوات.
النتائج:

أكدت الدراسة ان هناك علاقة وثيقة بين عدد المركبات المسجلة وبين الحوادث المرورية، فبزيادة عدد المركبات المسجلة ازداد عدد الحوادث المرورية على نحو متجانس، وفي الحقيقة يمكن تفسير ما نسبته 88.8% من الحوادث المرورية بسبب زيادة عدد المركبات، فبزيادة ثلاث سيارات في شوارع قطر تزداد الحوادث المرورية بنسبة حادث واحد.بالاضافة الى ان هناك علاقة وثيقة بين عدد المركبات المسجلة وبين وفيات المرور، فبزيادة عدد المركبات المسجلة يزداد عدد وفيات المرور على نحو متجانس، وبزيادة 1000 سيارة في شوارع قطر تزداد وفيات المرور بنسبة ضحية واحدة.هناك ارتباط زمني واضح للحوادث المرورية، بمعنى أن الحوادث المرورية تتزايد فعليا سنة بعد سنة ومن المتوقع ان تبلغ الحوادث المرورية نحو220 ألف حادث في سنة 2015 ما لم يتم اتخاذ أساليب وإجراءات للحيلولة دون ذلك.الى جانب أن هناك ارتباطا زمنيا واضحا لوفيات المرور، بمعنى أن وفيات المرور تتزايد فعليا سنة بعد سنة ومن المتوقع أن تبلغ وفيات المرور نحو270 ضحية مرورية في سنة 2015 ما لم يتم اتخاذ أساليب وإجراءات للحيلولة دون ذلك.

والجدير ذكره ان فريق البحث قام بعدة حملات توعية في المدارس القطرية خلال شهري ديسمبر ويناير لرفع مستوى وعي الطلبة للحالة المرورية في قطر ودراسة بعض جوانب الظاهرة المرورية من منظور طلبة المدارس.وكان فريق البحث قد فاز بجائزة أفضل ملصق إحصائي لعام 2012 الذي احتضنه ونظمه جهاز قطر للإحصاء.

وفي ختام العرض شكر ناصر المهدي ادارة جامعة قطر على النقلة النوعية في مشاريع الطلاب خصوصا المشاريع التي لها صلة مباشرة مع شركاء في اجهزة الدولة من اجل خدمة المجتمع بكل فئاته .

وأشاد الملازم اول رياض صالح ببرنامج التوعية لطلاب المدارس الذي نفذه طلبة قسم الاحصاء متمنيا اجراء المزيد من البحوث بالتعاون والتنسيق مع ادارة المرور.

وقال الدكتور مهند الخصاونة في تصريح لـالراية ان الدراسة لها مجموعة من الاهداف اهمها تدريب الطلبة على اجراء الابحاث العلمية التي تفيد المجتمع بالاضافة الى التعرف على مسببات الحوادث المرورية والعمل بالتعاون مع الجهات المعنية للحد من الحوادث المرورية بالدولة حيث قمنا بهذه الدراسة باستطلاع اراء السائقين لمعرفة اسباب الحوادث وكيفية الحد منها كما قمنا بتحليل بيانات الحوادث خلال الـ 20 سنة الماضية الى جانب تنظيم حملات التوعية في مجموعة من المدارس وعقد لقاءات مع ادارات وطلاب المدارس كما تم تقديم عرض عن الحوادث المرورية واسبابها وكيفية الوقاية منها كما اشتملت الزيارات على عرض وتوزيع مجموعة من الملصقات الجدارية والمطويات بهدف زيادة الوعي المروري لدى ابنائنا الطلبة .

وأوضح الطالب سيف الهنائي وحسين موسى ان الدراسة استمر الاعداد لها لمدة سنة كاملة وضم فريق البحث 5 طلاب بحيث استلم كل شخصين جزءا من الموضوع بالتعاون مع كافة الجهات بالدولة مشيرا الى ان فريق البحث قام بعمل تجارب ذاتية ومسابقة بحثية عن الحوادث وسلوكيات القيادة الخاطئة عند الطلاب .مؤكدا الى ضرورة وجود شبكة قاعدة بيانات مرتبطة بعدة جهات معنية كادراة المرور ومؤسسة حمد الطبية وشركات التأمين وانشاء مركز ابحاث مختص يقوم بعمل دراسات بحثية عن العديد من المواضيع المتعلقة بالحوادث المرورية .

ومن جهتها قالت فاطمة عثمان: كانت تجربة المشروع فرصة ذهبية في تطبيق لما تم دراسته من الجانب النظري لمقررات التخصص.

وأكدت نوال خالد : ان تجربة مشروع البحث كانت مهمة لنا كطلاب أكاديميين من حيث إنها كانت حلقة وصل بيننا وبين مؤسسات سوق العمل ومنظمات وجهات المجتمع المختلفة.

وبدورها رأت عفراء المنصوري : المشروع كان فرصة لنا في استخدام المعرفة الأكاديمية في سبيل المساهمة في مشروع الحد من الحوادث المرورية ووفيات الطرق.

واعتبر حسين موسى أن المشروع هو إنجاز حقيقي ومهم وكان لي الشرف في أن أكون عضوا فاعلا فيه.وقال ، الدراسة تعتبر اول خطوة لابحاث متقدمة.

واخيرا قال د. محمود بوتفنوشات :إن نتائج المشروع ومخرجات الدراسة في حد ذاته إنجاز مبهر تم إنجازه من قبل طلاب في مرحلة البكاريوس وليس في شهادة ماجستير، وله إسهامه الكبير والفعال في خدمة قضايا المجتمع، ونتمنى أن مثل هذه الدراسات ستكون مثالا يحتذى به في إشهار كفاءة خريجينا وتسويق لبرنامج الإحصاء مما سينتج عن ذلك التحاق طلبة جدد لهذا البرنامج إن شاء الله خصوصا أنه تم اعتماده الاكاديمي من قبل الجمعية الملكية للإحصاء البريطانية.