مدير مركز الهداية:«هيومن رايتس» لم تتجاوب مع تقرير توثيق الاعتداء على الجاليات

البحرين
كتب - عبدالله إلهامي:
قال مدير مركز الهداية لتوعية الجاليات صلاح البوحسن «إن وفد «هيومن رايتس ووتش» تعامل بإهانة مع ممثل المركز لتسليم الوفد تقريراً يوثق كافة حالات الاعتداء الوحشي بالصور والأدلة خلال الأحداث المؤسفة العام الماضي، ولم يتجاوب مع الحالات التي قدمها المركز». وأستنكر صلاح البوحسن، في ندوة خاصة، الاعتداءات التي تتعرض لها الجاليات في البحرين من المسلمين وغيرهم، وحمّل الوفاق مسؤولية التحريض والتأزيم الذي يستغله بعض الإرهابيين في الاعتداء على الأبرياء. وأضاف «بعد انتهاء الأزمة وثق المركز كافة الحالات ورفعها إلى لجنة كرامة لتقدمها إلى لجنة تقصي الحقائق التي لم تشِر البتة إلى أية نقطة مما ورد في التقرير المكوّن من 36 صفحة». وأكد البوحسن أن ترويع الآمنين وترهيبهم، لا يقبل به الدين الإسلامي الحنيف أو الأديان السماوية السمحة، إضافة إلى أن تلك الأفعال ليست من عادات وتقاليد أهل البحرين، ومن يقوم بتلك الأعمال المشينة فئة ضالة لا تعرف حقوق المستأمنين. ونوّه إلى أنه خلال الأزمة استقبل المركز 30 لاجئاً من تلك الجاليات المقيمة على أرض مملكة البحرين لما اعتراها من خوف وهلع مما تعرضت له من مضايقات وانتهاكات لحقوقهم، مضيفاً أن المركز تكفل برعايتهم وإقامتهم حتى انتهاء الأزمة، مما تسبب في إيقاف كافة الأنشطة بالمقر لامتلاء الصفوف بأولئك اللاجئين. وأضاف أن المركز خلال الأحداث قام بتوثيق كافة حالات الاعتداء الوحشي بالصور والأدلة وكتابة أقوال المعتدى عليهم، وتضمين ذلك في تقرير مكون من 36 ورقة، مشيراً إلى أن وفد «هيومن رايتس ووتش» حينما تواجد في البحرين بفندق رامادا أثناء الأزمة لكشف ما يجري، أرسل المركز ممثلاً عنه لتقديم التقرير إليهم، إلا أنهم حينما رأوا هيئته وبأنه لا يوافق سياستهم العنصرية، عاملوه بإهانة بتركهم إياه منتظراً في الاستقبال لفترة طويلة، مما اضطره لترك التقرير في الاستقبال، وفي تلك الأثناء كان الوفد الذي يرأسه شخص مغربي يجتمع بنبيل رجب ومن معه بصورة متكررة. وعبّر رئيس المركز عن استيائه الشديد من تعامل «هيومن رايتس ووتش» معهم، مضيفاً أن ذلك يدل على عنصريتهم وطائفيتهم البغيضة، إذ إنه يجب على من ينادي بحقوق الإنسان أن يلتزم بالحيادية واحترام جميع الفئات. ولفت البوحسن إلى أنه بعد بدء لجنة تقصي الحقائق بمهامها في البحرين واستقبال الشكاوى وسماع الأقوال، تقدم مركز الهداية لتوعية الجاليات بالتقرير إلى لجنة كرامة التي كانت مهتمة بجمع الوقائع لتقديمها إلى تقصي الحقائق، بالرغم من عدم اهتمام منظمة حقوق الإنسان به والتعليق عليه أو ذكره في تقريرها. واستغرب من أن تقرير تقصي الحقائق لم يتضمن أي من تلك الوقائع التي وثّقها التقرير، إذ إنه جمع حالات الاعتداء على الأئمة والمؤذنين وكل من تعرض لضرب أو انتهاك وحشي، موضحاً أن تلك الأفعال الغاشمة لازالت تتوالى حتى اليوم على أولئك المستضعفين، فقد اعتدي قبل فترة قصيرة على أحدهم في عالي، وعلى آخر في مجمع جيان. وأكد البوحسن أن «الوفاق» تتحمل مسؤولية التحريض والتأزيم الذي يدفع الإرهابيين للعنف والتخريب والاعتداء على المواطنين والمقيمين، مطالباً الدولة بإيقافهم وتطبيق القانون على من يخرج عليه ويضر بالسلم الأهلي. وأضاف الداعية الأندونيسي أحمد جميل عالي بالمركز أن أعمال العنف تسببت في انقطاع الدروس المتواصلة التي كان يقدمها المركز للجاليات في بعض المناطق كالبديع وجنوسان وسترة، إذ أن تلك المناطق تعج بأعمال الشغب، وذات مرة قاموا بإلقاء الحجارة على السيارة أثناء سيرها، لذلك فإن الحضور باتوا متخوفين من الخروج من ديارهم، كي لا يصابوا بأذى. وأشار صلاح البوحسن إلى أن أفراد الجالية الأندونيسية القاطنة في سترة، تعرضت لمضايقات عدة، سواء بالسب والشتم أو بإلقاء الحجارة على بيوتهم والتعرض لهم، مضيفاً أن ذلك يتكرر بالتحديد مع المتدينين منهم. ولفت الداعية الهندي حافظ عبدالغفار إلى أن الدروس الميدانية تأثرت كثيراً؛ إذ إنه يذهب إليها نهاية كل أسبوع عن طريق سترة، لذلك فإن أعمال الشغب المتكررة جعلت الجالية الهندية في خوف شديد، مما تسبب في انقطاعهم عن التواصل الاجتماعي وانحسارهم داخل بيوتهم. ونوّه المتعاون بالمركز عبدالمجيد أحمد بأن مركز الهداية يبذل جهوداً كبيرة لخدمة الجاليات المسلمة وغير المسلمة وتوعيتها، لافتاً إلى أنه منذ الأزمة بدأت الأحداث تأخذ مساراً غير طبيعياً، إذ أن البعض اتسموا بالعنصرية والطائفية. وأشار إلى أن لديه أبناً في المرحلة الثانوية، وأثناء عودته مساءً من إحدى دروس التقوية قام ثلاثة شبان بالاعتداء عليه بشكل وحشي، وقد نجا من بينهم بأعجوبة.