إسرائيل تفتح طريق بيت دجن المغلق منذ 12 عاماً

قامت السلطات الإسرائيلية أمس بفتح الطريق الرئيس الذي يربط قرية "بيت دجن" شمال الضفة الغربية، بمدينة نابلس، والذي كان مغلقاً منذ 12 عاماً، أي منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، حيث كانت إسرائيل قد حظرت على الفلسطينيين المرور في الطريق لذرائع أمنية، وخصصته لمرور الإسرائيليين من مستوطنة "ألون موريه".

وقد عانت قرية "بيت دجن"، البالغ عدد سكانها 5000 نسمة، من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة طوال السنوات الماضية، حيث أدى إغلاق الطريق الرئيس المؤدي إلى قريتهم، لإغلاق الكثير من المشاريع والمنشآت الاقتصادية في القرية.

تسهيل حياة سكان البلدة
وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية: "إن فتح هذه الطريق يعد انتصاراً لأهالي القرية، إذ أجبر الاحتلال على فتح الطريق بشكل سريع وسلمي، تفادياً لتحول المكان إلى نقطة مواجهة ساخنة كالكثير من القرى والمناطق الفلسطينية".

أما الناشط لؤي سمارة، وهو أحد المبادرين في حملة فتح الطريق، فشرح قائلاً: "بدأنا بفكرة من شباب القرية وهي أن نباشر بفعاليات وتظاهرات شعبية سلمية لفتح الطريق، وقد أسسنا لجنة خاصة للتنسيق لهذه الفعاليات وقمنا بالتعاون مع منظمات حقوق الإنسان ومنظمات قانونية أخرى من أجل مناصرتنا لتحقيق هدفنا".

وأعرب سمارة عن فرحة أهالي القرية بفتح الطريق الذي سيسمح لهم بالتوجه من إلى أماكن عملهم ودراستهم بوقت أقل من السابق.

تقطيع الضفة
وكانت إسرائيل قد أغلفت آلاف الطرق والمنافذ الواصلة للتجمعات الفلسطينية في بداية انتفاضة الأقصى الفلسطينية عام 2000، حيث تم تقطيع الضفة الغربية إلى ثلاثة تجمعات: الشمال والوسط والجنوب.

كما أغلقت كل المدن بحواجز وفصلت القرى ببوابات حديدية، بذريعة حماية أمن المستوطنين وعدم السماح لاحتكاك المواطنين الفلسطينيين بالمستوطنين.

وطوال السنوات الماضية أزالت إسرائيل المئات من تلك الحواجز، وأبقت على أخرى، مصعبة بذلك تنقل الفلسطينيين، ويلجأ بعضهم إلى سلوك طرق بديلة أطول بكثير، تصل من ضعفين إلى خمسة أضعاف الطرق الأصلية.

وأشار تقرير صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إلى أن إسرائيل مازالت تنشر أكثر من 500 حاجز وساتر ترابي وبوابة حديدة في الضفة الغربية، كما أن أكثر من 200 ألف فلسطيني يعانون بسبب إغلاق 70 بلدة ومجمعاً.

بؤر ساخنة
وتتهم أوساط سياسية فلسطينية إسرائيل بممارسة نظام الفصل العنصري من خلال عزل الفلسطينيين في تجمعات يسهل السيطرة عليها وممارسة العقاب الجماعي بحقهم.

وقد أدت هذه السياسة المتواصلة إلى ظهور ما يعرف بالبؤر الساخنة للمقاومة الشعبية والتي تمتد من شمال الضفة الغربية حتى جنوبها.

واحدة من هذه البؤر الجديدة هي قرية "كفر قدوم"، شمال الضفة الغربية، حيث ينظم أهاليها تظاهرات أسبوعية تخرج نحو طريقهم الرئيس المغلق من قبل الاحتلال منذ نحو 10 أعوام.

وأكد محافظ مدينة نابلس، اللواء جبريل البكري، أن "المقاومة الشعبية هي الحل الوحيد لإزالة منغصات الاحتلال وفتح الطرق المغلقة، ذلك إلى جانب الجهد السياسي الذي يجب أن يتم تكثيفه من أجل معالجة أوجه الاحتلال المختلفة في الأراضي الفلسطينية".

ومع أن الفلسطينيين، بدعم ومساعدة مؤسسات قانونية، قد نجحوا في الضغط على إسرائيل لفتح مئات الطرق والمنافذ المغلقة، إلا أنه لا يوجد ضمانة لإبقاء تلك الطرق مفتوحة، وهو ما بدا جلياً في قرية بيت دجن، حيث إن الجنود الذين أشرفوا على فتح البوابة التي كانت تغلق طريق القرية الرئيسة قد احتفظوا بالمفاتيح الخاصة بها، مما يعني إمكانية إغلاقها في أي وقت في المستقبل.