قصف لوزيرستان وجيلاني يتوعد المسلحين

الجزيرة نت
21/6/2009م

قصف الجيش الباكستاني بالمقاتلات والمدفعية مواقع يعتقد أنها تابعة لزعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود في مقاطعة جنوب وزيرستان القبلية ما أسفر عن سقوط قتلى. وبينما توعد رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني باجتثاث المسلحين، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن ثقته بقدرة إسلام آباد على عزل "المتطرفين".

ونقل مراسل الجزيرة في إسلام آباد عن مصادر عسكرية أن مقاتلات قصفت مدرسة دينية تؤوي مقاتلين من طالبان وسوقا ما أسفر عن سقوط ستة قتلى لم تحدد هوياتهم. وأوضحت المصادر أن اشتباكات عنيفة جرت منذ فجر اليوم الأحد في عدة مناطق من مقاطعة جنوب وزيرستان.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن القصف استهدف قريتي مكين بازار وشاكار كوت، ونقلت عن شهود قولهم إن الغارة الأولى أوقعت ستة قتلى في حين سقط أربعة قتلى في الثانية.

ورغم عدم شروع الجيش في عمليته الواسعة بمقاطعة وزيرستان، فإن شهود عيان قالوا لوكالة رويترز للأنباء إن قصف اليوم عنيف جدا، كما دكت مدفعية الجيش مكتبا ليتبع للقيادي في حركة طالبان باكستان مولوي نذير، لكنه لم يكن موجودا في المكان وقت الهجوم، وفق شهود عيان.

ويقول الجيش إنه يسعى لتمشيط المناطق المحاذية للطريق العام -الذي يريط مدينة وانا مركز مقاطعة جنوب وزيرستان مع بقية مناطق الإقليم الحدودي الشمالي الغربي- من المسلحين.

وادي سوات
وفي وادي سوات حيث يواصل الجيش عمليات التمشيط بعد ستة أسابيع على بداية علمياتها العسكرية هناك لطرد مقاتلي طالبان، قال بيان عسكري إن سبعة مسلحين قتلوا وأصيب 16 آخرون في اشتباكات متفرقة في الوادي. كما أصيب خمسة جنود عندما أطلق مسلحون النار على عربة تابعة للجيش في منطقة بدأ الهجوم منها أواخر أبريل/نيسان الماضي.

وأدى القتال في سوات والمناطق المجاورة إلى مقتل من 1500 مسلح و134 جنديا وفق مصادر عسكرية باكستانية، كما أدى إلى نزوح زهاء 2.5 مليون ساكن بالمنطقة.

وفي تطور ميداني آخر في مقاطعة باجور القبلية قال مسؤول حكومي إن الطيران الحربي الباكستاني قصف ودمر ثلاثة مخابئ مشتبه بها لطالبان دون معرفة حجم الخسائر.

وفي السياق أفادت الشرطة الباكستانية أن ما لا يقل عن سبعة من عناصر حركة طالبان قتلوا اليوم الأحد في منطقة دير العليا في مواجهات مع قرويين شكلوا مليشيات للدفاع الذاتي بدعم حكومي.
وعيد وثقة
ومع استمرار العمليات العسكرية تعهد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني مجددا بتخليص البلاد من "التطرف والإرهاب".
وقال في كلمة بمناسبة عيد الميلاد السادس والخمسين لرئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو إن "البلاد كلها ترسل رسالة واضحة إلى الإرهابيين بأنه لا يزال أمامهم متسع من الوقت لإلقاء أسلحتهم وإلا يجب أن يعدوا أنفسهم لعواقب مخيفة".

وكانت بوتو اغتيلت خلال تجمع انتخابي في ديسمبر/كانون الأول 2007 في هجوم مشترك بأسلحة وقنبلة بمدينة راولبندي المحاذية للعاصمة إسلام آباد، واتهمت الحكومة حينها زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود بإصدار أوامر قتل بوتو، لكن محسود نفى ذلك.

من جانبه قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه واثق من قدرة باكستان على عزل من أسماهم "المتطرفين"، مستبعدا إرسال بلاده قوات إلى هناك.

وفي مقابلة مع قناة "دون" الفضائية الباكستانية قال أوباما "أثق في قدرة شعب وحكومة باكستان على تسوية المشاكل بالطرق الديمقراطية وبعزل المتطرفين".

وأكد أوباما أن بلاده "شريك وصديق لباكستان وأنها ستدعم الحكومة والجيش في جهودها ضد الإرهاب"، لكنها لن تتدخل مباشرة في شؤون البلاد وقال "لا ننوي إرسال قوات إلى باكستان".