التغيير النسوي في باكستان
صفحة 1 من اصل 1
التغيير النسوي في باكستان
تنطلق الأخبار الجيدة من دولة يستمر فيها الإرهاب والتطرف والصراعات الداخلية والاستقطاب تنهش جذورها، إلى العالم من مصدر ربما يكون غير متوقع: من نسائها
. تحارب النساء الباكستانيات من أجل ما هو أكثر من مجرد التمكين، إذ أنهن يشغلن دوراً محورياً في الصراع ضد الظلم والاستبداد والتطرف. إنهن ناشطات التغيير. و"شاد بيجوم" هي واحدة من هؤلاء الناشطات.
تشكل صور "بيجوم"، وهي تقف إلى جانب ميشيل أوباما وهيلاري كلينتون، متألقةً بالرضا، جزءاً من أخبار جيدة تخرج من باكستان. حصلت بيجوم على جائزة الشجاعة العالمية للنساء عام 2012، والتي تقدمها سنوياً وزارة الخارجية الأميركية إلى نساء حول العالم يُظهِرْن قدرات قيادية وشجاعة وتضحية تجاه الآخرين.
وتنحدر بيجوم من مقاطعة خيبر باختونخوا، حيث النظام الاجتماعي أبوي إلى درجة بعيدة، وحيث تسيطر الحساسيات القبلية.
وقد وصفت وزارة الخارجية الأميركية "بيجوم"، بمناسبة تسلمها جائزة الشجاعة العالمية للنساء لعام 2012، بأنها "ناشطة شجاعة في مجال حقوق الإنسان وقائدة غيّرت المضمون السياسي للمرأة في منطقة محافِظة جداً".
وقامت "جمعية شؤون المرأة" التي غيرت اسمها فيما بعد إلى "جمعية تحويل السلوك والمعرفة" التي أنشأتها بيجوم عام 1994 بأعمال اجتماعية رائدة للنساء في مقاطعة خيبر.
في البداية، ركزت الجمعية على الأعمال الخيرية، لكن الدعم المتزايد من جانب المجتمع المدني والمانحين، ساعدها في التركيز على التنمية وتمكين الأفراد بدلاً من القيام بالأعمال الخيرية فقط.
وتقوم شاد الآن بحشد النساء المحليات من خلال مساعدتهن على الحصول على التعليم الابتدائي والتدريب السياسي للعمل نحو التمكين وبناء قدراتهن الخاصة.
ومن الأمثلة على الأعمال التنموية التي تقوم بها الجمعية، توفير المرافق الصحية، وبناء الجسور، وتركيب المضخّات اليدوية، وحفر الآبار، وتعبيد الطرق.
وقد قررت بيجوم دخول معترك السياسة عام 2001، لتصطدم وجهاً لوجه بالقادة المحليين المحافظين الذين عارضوا مشاركة النساء في القيادة وأدانوا الاختلاط بين الجنسين.
وفي منطقة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة، ولا توجد فيها سوى 150 ألفاً من النساء المسجلات كناخبات، لم يكن ذلك سهلاً. شاركَت كمرشّحة مستقلة لأنها لم تجد حزباً سياسياً يدعمها.
وقعت بيجوم ضحيةً لاغتيال الشخصية، وصُنِّفت كـ"عميلة خارجية مموّلة"، وتسلّمت تهديدات من "طالبان". إلا أنها استمرت في مهمتها وآمن الناس بها. حصلت على أعلى عدد من الأصوات مقارنة بأية مرشحة أخرى.
وبعد أربع سنوات، ونتيجة لجهودها، بما فيها حملة ناجحة وفاعلة حصلت على اهتمام المسؤولين، تم انتخاب 127 امرأة على المستوى المحلي في نفس المنطقة. "صوّت الرجال للنساء في الانتخابات، وهذا تغيير كبير"، تقول بيجوم.
نقلت بيجوم مكاتب المنظمة إلى بيشاور عندما برز وجود "طالبان"، وقد تم تهديدها من قبل متمردين مسلّحين غير معروفين.
بوجود نساء مثل بيجوم يتقدمن على مستوى الجذور، جرى اتخاذ خطوات كبيرة في الفترة الحكومية الحالية عندما يتعلق الأمر بالتشريعات التي تشجّع حقوق المرأة.
أجبرت الضغوطات من جانب المجتمع المدني ومجموعات التأثير النسائيةُ.. صانعي السياسة على التعامل مع اهتمامات المرأة. وقد تم إصدار تشريعات تجرّم التحرش الجنسي في أماكن العمل، إضافة إلى مكافحة التمييز في النوع الاجتماعي. كذلك تم إصدار تشريعات تتعلق بحقوق المرأة في الميراث والحماية من الزواج القسري.
وفي يناير 2012، أصدرت الجمعية العمومية الباكستانية، وبأغلبية الأصوات، قانوناً ينشئ هيئةً وطنيةً قويةً ومؤثرة حول وضع المرأة، وهي خطوة كبرى في الاتجاه الصحيح تجري الإشادة بها من قبل ناشطي حقوق الإنسان على أنها حركة بارزة لصالح المرأة. ويأتي هذا القانون بعد سنوات من كفاح خاضته لجان المرأة، وبعد مشاورات وأعمال تأييد وتأثير لم تكلّ و22 تعديلاً بالإجماع.
ولا يمكن التأكيد بشكل كافٍ على أثر امرأة مثل شاد بيجوم في هذا التقدم، لكن الدور الذي تقوم به مثيلاتها يبشّر برياح التغيير القادم في باكستان.
فرحناز زاهدي معظِّم
كاتبة صحفية ومدونة
بنت پاكستان- مدير الموقع
- عدد الرسائل : 19524
العمر : 38
العمل/الترفيه : طالبة علم/ زوجة / أم
تاريخ التسجيل : 02/01/2008
مواضيع مماثلة
» شبح التغيير يطارد حكومة باكستان
» باكستان..وحلم التغيير الصعب
» بالخلافة وحدها يحصل التغيير الحقيقي
» كشمير خارج إطار التغيير الأميركي
» الطاهر بن جلون: التغيير في العالم العربي يتطلب جيلا أو جيلين
» باكستان..وحلم التغيير الصعب
» بالخلافة وحدها يحصل التغيير الحقيقي
» كشمير خارج إطار التغيير الأميركي
» الطاهر بن جلون: التغيير في العالم العربي يتطلب جيلا أو جيلين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى