روائع السينما الهندية تصور في «لوكيشنات» متهالكة الجدران

لم تبدُ غريبة أن يفوز الفيلم البريطاني «المليونير المتشرد» للمخرج داني بويل، بجائزة الكرة الذهبية في عام 2009 لأفضل فيلم درامي، وأفضل سيناريو، وأفضل اخراج، وأفضل موسيقى تصويرية دفعة واحدة، وتدور قصته حول جمال مالك «باتل» الطفل اليتيم (18 عاماً) يعيش في أحد الأحياء الفقيرة بمدينة مومباي، ونجح الفيلم بفضل تصوير مشاهده في بعض استوديوهات «مدينة التناقضات» فهي لا ترحم، ولا تعطي أحداً على الإطلاق، الى أن أصبحت من أهم المدن في الهند عقب عرض ذلك الفيلم الذي أصبح أبطاله مكروهين من الهنود، لأنه قام بتعرية المجتمع الهندي على الملأ بشكل مثير.
والسينما الهندية لها تاريخ عريق، اذ بدأت في نهاية القرن الثامن عشر، تزامناً مع بدايات الغرب، ثم صُورت فيلمها الروائي الأول في عام 1913، وكان ملحمة ميثولوجية اعتمدت على جزء من أحداث «الماهاباهارتا» وتطورت السينما حتى عام 1950، وبدأت تظهر في استوديوهات مومباي نوعية جديدة من الأفلام تعتمد على الموسيقى، والرقص.
واللافت للنظر أن أهم نجوم بوليوود مثل أميتاب باتشان، وأشواريا راي، وشاروخان، لا يعيشون بمعزل عن صخب مومباي، على الرغم من الحراسة المشددة حول مساكنهم الخاصة، لأنهم لا يرغبون في أن يكونوا تحت الأضواء، فهم يعيشون في juhu vile-parle scheme بجوار فندق «جي دبليو ماريوت»، حيث المقهى الذي يجمع تحت سقفه النجوم كل مساء بقلب العاصمة مومباي.

أسطورة مومباي

ومومباي تمتلك نحو ما يقارب 3000 استوديو موزعة على المدينة على مسافات متباينة وليست متقاربة وإن كان هناك توجه حالياً في بوليوود، نظراً لما تحظى به المدينة من خبرة سينمائية كبيرة، لتأسيس حديقة ترفيهية بتكلفة 100 مليون دولار، تتيح لزوارها، التعرف الى كواليس صناعة الأفلام الهندية، بعدما أصبحت بوليوود رافداً مهماً للدخل القومي في الهند، كأحد أهم المدخلات الاقتصادية لبلادها، وتقدر حصتها بـ%40.
ومنذ عام تقريباً تم السماح بدخول استوديوهات مومباي للزائرين، للتعرف الى صناعة السينما في المدينة، بعد أن ظلت ممنوعة لزمن طويل، ومن الصعب الدخول اليها من قبل.
والممثل الهندي المشهور راج كابور - أسطورة «بوليوود» – يعتبر أحد أبرز الممثلين في تاريخ السينما الهندية، من مواليد بيشاور في عام 1924، ودخل الى بوليوود في سنة 1935 بفيلم «انكيلاب دوديباكيبوس» وكان عمره وقتها 11 عاماً، وآخر أعماله «سانجام» في عام 1964 وهو أحد أروع أفلام راج كابور قبل وفاته في عام 1988.

حقيقة بوليوود
وقد جالت «الوطن» بأحد أشهر استوديوهات بوليوود، وهو «سيراج حميد» فشاهدت لوكيشناته الرائعة التي تعكس طبيعة الحياة في مدينة «دلهي» وهو من أكبر الاستوديوهات الهندية التي يتم استخدامها في الأعمال التي تحتوي على الموسيقى والاستعراضات، وتبدو فيه المحلات والدكاكين الصغيرة التي تماثل نظيرتها في مدينة الإنتاج الإعلامي بمصر، ثم جالت بلوكيشن في استوديو آخر مشهور هو «بالادي» الذي يصور فيه المسلسل الهندي الناجح «علاقات جميلة» وكان العاملون فيه خلية نحل تعمل داخل تلك المدينة الإعلامية المصغرة، لكن المفاجأة كانت في استوديو s.j.studios وهو أيضاً واحد من أشهر استوديوهاتهم، ويصور فيه حالياً أحد المسلسلات الهندية بعنوان «زوجة الابن»، لم يكن هذا الاستوديو، كما انبهر به كثيرون لروعة لوكيشناته التي كانت احد أسباب شهرة بوليوود عالمياً فيما مضي، اذ بدت لنا متهالكة الجدران، وهي تضم بعض التماثيل التي تتبع معتقداتهم ودياناتهم، وحتى أقدم مواقع تصوير فيه، مثل المستشفى، والسجن، اللذين صوروا فيهما كثيراً من مشاهد أفلامهم ذات الشهرة العالمية، لا يمتلكون غيرهما على الإطلاق، ولكن قصر «عيوش» الضخم الذي تصور فيه الاستعراضات الهندية يتميز بفخامته كلوكيشن تصوير، وهو الذي يتم فيه حالياً تصوير المسلسل السعودي الكوميدي «هندستاني».

الوطن الكويتية