باكستان تشيد بالمبادرات القطرية لدعم الحوار

نوهت سعادة السيدة حنا رباني خار وزيرة خارجية باكستان بمبادرات دولة قطر لتشجيع الحوار ومن بينها منتدى امريكا والعالم الاسلامى الذي وصفته بالمنتدى الهام وذلك من حيث القضايا والمناقشات المعمقة بين الجانبين .

وأعربت السيدة حنا رباني في الكلمة التي ألقتها اليوم في ختام أعمال منتدى امريكا والعالم الاسلامى عن تقديرها واحترامها لدولة قطر ولحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى باعتبار سموه واحدا من القيادات الاسلامية التى حققت انجازات كثيرة لبلاده وللعالم الاسلامي .

كما توجهت بجزيل الشكر لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على مبادراتها الرائدة في دعم المرأة وفي قطاعات العلم والتعليم.. مشيدة بجهود معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وحرص معاليه على استمرار عقد هذا المنتدى سنويا.

وقالت وزيرة خارجية باكستان ان دولة قطر تبوأت بفضل حرصها على عقد مثل هذه المنتديات الحيوية التي تهم العالم الاسلامي مكانا بارزا على الصعيدين الاقليمي والدولي.

واعتبرت المنتدى الذي انطلق لاول مرة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 بمثابة الامل لاكتشاف العوامل التي حالت دون احداث مناقشات جادة بين الطرفين الاسلامي والامريكي وفرصة سانحة لتنشيط مثل هذه الحوارات المهمة والحيوية.

وتحدثت وزيرة الخارجية الباكستانية عن علاقات بلادها بالولايات المتحدة الأمريكية، وقالت إن إسلام أباد تقدر هذه العلاقة التي قالت إنها تحتاج لتوافق وطني بشأنها عبر البرلمان الذي يمثل الشعب.

وقالت إن باكستان غير مستعدة لخسارة العلاقات مع الولايات المتحدة، داعية إلى أن تؤسس هذه العلاقة بروح من الشراكة والصداقة التي تقوم على تحقيق المصالح المشتركة.

وتطرقت سعادة الوزيرة لمطالبة البرلمان الباكستاني باعتذار رسمي من قبل الولايات المتحدة على خلفية مقتل 24 جنديا باكستانيا في غارة أمريكية على نقطة تفتيش سيلالة العسكرية عند الحدود الباكستانية الأفغانية، وقالت "من المهم أن تتقبل أمريكا الديمقراطية في باكستان وأن تحترم صوت الشعب ونحن نقدر التطمينات التي حصلنا عليها من واشنطن".

وطالبت في هذا السياق البرلمان والشعب في باكستان أن يروا الصورة بشكل واقعي ويتفهموا ديمقراطية أمريكا وطبيعة العلاقات بين البلدين واحتياجات إسلام اباد السياسية والاقتصادية وتأييد أي اتجاه إيجابي من الجانب الأمريكي.

وأكدت ضرورة أن يعمل الطرفان الباكستاني والأمريكي باستخدام أدوات لمكافحة الإرهاب والعمل كذلك في نطاق الاتفاقيات ومن خلال الاختلافات، "كما أن علينا أن لا نقع ضحية للحرب ضد الإرهاب".

وأكدت سعادة السيدة حنا رباني خار خلال حديثها في الجلسة أن العلاقات الباكستانية الأمريكية يجب أن ترتكز على مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للبلدين والوفاء بها.

وأشارت إلى أن العلاقة بين باكستان وكل من الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "الناتو" تقرها الأجهزة التشريعية ووفق مبدأ سيادة كل دولة.. موضحة أن الوقت قد حان لتصويب الكثير من الأخطاء التي تمت في السابق.

وتطرقت إلى علاقات بلادها مع أفغانستان، وقالت إن إسلام أباد ستظل شريكا وصديقا لكابول ولأي بلد تجمعها معه مصالح مشتركة.

كما أكدت أن بلادها ستعمل من أجل استقرار الإقليم وإشاعة أجواء السلام فيه.. مشددة على أن هذا الهدف ينطبق أيضا على أفغانستان لأن أمن باكستان واستقرارها هو من أمن واستقرار أفغانستان، وقالت "علينا أن نضحي معا من أجل المستقبل ومن أجل الأطفال في البلدين".

واستعرضت سعادة حنا رباني خار وزيرة خارجية باكستان خلال الجلسة الوضع الداخلي في بلادها والتحديات التي تواجهها، وقالت إنه يتوجب التعامل مع القضايا الصعبة وتعقيداتها المتشابكة.

وتطرقت إلى التحولات الديمقراطية التي تشهدها باكستان وما أسمته بحقبة الديكتاتورية العسكرية إبان الحكومات العسكرية للرئيسين الاسبقين ضياء الحق وبرويز مشرف اللذين سخرا إمكانيات البلاد لخدمة نظام السلطة ومركزيتها ، ووصفت هذا السلوك بالمكلف جدا لبلادها.

وأشارت إلى أن "الربيع الباكستاني" بدأ عام 2007 بعد انتهاء حكم برويز مشرف حيث مارست باكستان عهدا جديدا من الديمقراطية ولا تزال مستمرة في هذه الرحلة.. وقالت في هذا السياق "نحن على المحك من أجل بناء ديمقراطية مستدامة".

ولفتت إلى ضرورة العمل من أجل نشر الديمقراطية في أوساط المجتمع الباكستاني وأن تقوم العلاقات بين بلدها والدول الأخرى من منطلق المصالح والاحترام المتبادل.. وقالت "ونحن نعمل الآن من أجل باكستان ومستقبلها وشعبها".

وعبرت عن ثقتها بأن المستقبل سيكون واعدا وأن السلام والديمقراطية ستسود باكستان للإعلاء من شأن القيم في البلاد.. وقالت "إن من أهداف الدستور الباكستاني أن يعلي من قيمنا ويوفر المبادئ التي تحميها وتحقق أهدافنا " .

وفي إجابة على سؤال لأحد المتدخلين في الجلسة، أكدت سعادة وزيرة خارجية باكستان على أن الإسلام قد أعطى المرأة حقوقها كاملة، كما أعطاها حق العيش في تناغم مع المجتمع.