أيتها الزوجة: تجنبي فأس إبليس الهدَّام

النكد هو طُعم إبليسي لإفساد البيوت، والنكد هو سمت للغروري والأناني وهو ما يسبب التعاسة الزوجية، ولعله ناتج عن قلة فهم حقيقة الحياة الزوجية.

ففي دراسة وإحصائية أجراها معهد "جالوب" بأمريكا، أثبتت الدراسة بعد استفتاء عدد كبير من الأزواج والزوجات أن أسوأ صفة تذهب بسعادة البيت المسلم هي: النكد واختلاق النكد.

إن أخطر معول يهدم إبليس به السعادة الزوجية هو: اختلاق النكد بين الزوجين؛ لأن كلاهما يستطيع أن ينكد على الآخر.

يقول ديل كارنيجي: في كتابه: (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟): "النكد هو أقسى المبتكرات الجهنمية التي افتتن في اختراعها أبالسة الجحيم لتحطيم الحب، وهو أعظمها فتكاً، إنه كلدغة الحية الرقطاء، وليس له دواء".

فالمهارة التي نريدها هنا:
أن لا نختلق النكد في البيت، وهذا يذكرني بإحدى الطرف التي كانت تُحْكَى لنا:
فقد حُكِىَ أن امرأة كانت كثيرة النكد في البيت ومن لا شيء تصنع أشياء منكدة، وكل يوم على هذا الحال، حتى فكر زوجها في فكرة تخصيص يوم للنكد حتى لا تكون أيام الأسبوع كلها نكد، وقبل اليوم الذي حدد للنكد جاءت الزوجة في الليلة السابقة لهذا اليوم، وأخذت المرأة تغني: بكرة النكد بكرة .. بكرة النكد بكرة.. أى: غدا النكد غدا.
أليس أمرا عجيبا أن يعتبر البعض الحياة الزوجية عبارة عن معركة حربية، والسلطة فيها لمن ينتصر أو يفرض سيطرته.

خطورة واضحة
- يقول أحد قضاة محكمة أسرية "إن الأسباب الرئيسة التي يهجر الرجال بسببها منازلهم هى أن زوجاتهم يظللن البيت بجو من النكد والتنغيص".
- وفي دراسة للعوامل التي تقوض البيوت قال أكثر الرجال: إن أسوأ صفة من الممكن أن تتصف بها المرأة هي اختلاق النكد.
- تقول د. نادية مرعي، أستاذة الأمراض الباطنية والقلب بطب الأزهر،: إن الحياة الزوجية المليئة بالنكد تؤثر بشدة في هرمونات المرأة والرجل، حيث يرتفع هرمون (الكورتيزول) نتيجة التوتر المستمر، وتصبح معدلات ارتفاع هذا الهرمون أسرع عند المرأة وهذا يؤثر في قدرتها على احتمال هذه الحياة النفسية، فضلاً عن أن النكد الزوجي يتسبب في الكثير من الأمراض لكلا الزوجين نتيجة الحياة التعسة.
- أثبتت مجموعة من الدراسات العلمية أن هناك علاقة مباشرة بين الحياة الزوجية وصحة الأوعية الدموية، وأثبتت واحدة من أحدث الدراسات التي أجريت على مدى ثلاثة أعوام عن الحالة الصحية لعدد من الرجال والسيدات الذين يعانون من تفاوت في ضغط الدم, أن هناك ارتباطا مباشرا بين ضغط الدم والنكد الزواجي.

الزوجان متهمان بإثارة النكد:
وكما أن المرأة متهمة بأنها الأكثر في الوقوع في النكد، فكذلك هناك أزواج (رجال) غاويين نكد؛ فبحكم عملي في مجال الاستشارات الإنسانية منذ فترة، فقد جاءتني رسالة من زوجة مكلومة ومتألمة، هل تعرفون ما سبب ألمها النفسي؟

عجيب والله خبرها: تقول الزوجة: زوجي ثبَّت لي نغمة على تليفونه المحمول كلما أرن عليه يصدر صوت (سرينة إسعاف)، أراك تضحك، نعم: هكذا كان موقفي أيضاً، تسأل الزوجة: فماذا أصنع مع زوجي؟! - هذه استشارة زواجية تفرض علينا فرضًا أن نقف وقفة محاسبة مع أنفسنا: هل نحن فعلًا نتواصل مع بعضنا بصورة صحيحة ترضي الله والرسول وتشبع الرغبات النفسية والإنسانية؟

علاج بسيط
إن علاج النكد يتوقف على تحديد الداء، فإن حدد الداء وعرف من السبب فلا يتحرج من التنازل والعودة سريعا معترفا بخطئه.

ومن خطوات العلاج:
- معاقبة النفس عند اختلاق النكد وشدة المزاج.
- التعود على الليونة والرقة والتدرب عليها.
- ترطيب القلب بالفكاهة والمُزْحَة.
فاحذري النكد ولا تكوني سببًا فيه، ولا تعط الشيطان فرصة أن يحرث بفأسه الخبيثة في حياتكما.


أميمة عبدالفتاح