مرسي يدعو دول «الثماني» في باكستان إلى الاتجاه للتمويل الإسلامي

دعا الرئيس محمد مرسي، أمام القمة الثامنة لمنظمة الدول النامية الإسلامية الثمانية «D8»، الدول المشاركة إلى أن تخطو خطوات واضحة نحو نظام التمويل الإسلامي، مع الاستفادة من تجربتي ماليزيا وبنجلاديش في هذا المجال.

وأضاف الرئيس، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه نائبه المستشار محمود مكي أمام القمة الثامنة التي عقدت بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد، الخميس، أنه لابد من وضع استراتيجية واضحة لجهود دول المنظمة الثماني المشتركة في تمويل التنمية، من خلال إقامة استثمارات مشتركة في دول المنظمة، وتمهيد الطريق أمام البحث في البدائل التمويلية المتاحة لنا، معربًا عن أمله في أن تخطو المنظمة خطوات واضحة في مجال التمويل الإسلامي، والاستفادة من تجارب ماليزيا في مجال الصكوك الإسلامية، وبنجلاديش في مجال تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

وأكد مرسي في كلمته أمام القمة التي تشارك فيها كل من تركيا وإيران وإندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش ونيجيريا وباكستان، ضرورة التعاون بين دول المنظمة في مجالات نقل التكنولوجيا والاستثمار في البحث العلمي، مطالبا بإنشاء «دار للمقاصة» لتحديد مجالات التميز العلمي والتكنولوجي للدول الأعضاء، بهدف وضع قاعدة معلومات لتحديد مراكز التميز في دول المنظمة وتحقيق نقل عملي للتكنولوجيا بينها.

وشدد على أهمية مجال الأمن الغذائي وأمن الطاقة، داعيا إلى بدء العمل في مجالات الزراعة والطاقة بما في ذلك الطاقة الجديدة والمتجددة، واقترح مرسي تكليف وزراء الزراعة بدول المنظمة لعقد اجتماع للنظر في سياسات التكنولوجيا والبحث العلمي في المجالات المرتبطة بتحقيق الأمن الغذائي، معربا عن استعداد مصر لاستضافة هذا الاجتماع.

وأشاد مرسي بتماسك المنظمة أمام ما واجه العالم من أزمات اقتصادية خلال الأعوام الماضية، مشيرًا إلى أن المنظمة شهدت على مدار 15 عامًا زخمًا ملموسًا ككيان قادر على التعامل مع كل التحديات التي تفرضها العولمة السريعة للبنية الاقتصادية الدولية.

على الصعيد نفسه سادت حالة من الاندهاش الأوساط الباكستانية عقب إعلان نبأ إلغاء زيارة الرئيس مرسي لإسلام أباد، خاصة أن إحدى الصحف كانت قد نشرت ملحقًا خاصًا عن الزيارة، وفي البداية لم تُشر وسائل الإعلام الباكستانية لنبأ إلغاء الزيارة واكتفت بنشر خبر وصول نائب الرئيس مكي إلى باكستان، ثم حاولت الإذاعة الباكستانية تبرير غياب مرسي، وقالت إنه اعتذر عن عدم الزيارة لوفاة شقيقته.

وأعرب مسؤول بوزارة الخارجية الباكستانية عن دهشته لإلغاء الزيارة التي تم الإعداد لها منذ مدة، واستعدت باكستان لها بشكل كبير، لأنها لم تكن فقط زيارة لحضور القمة بل كانت زيارة دولة رسمية.

وأعلن البرلمان الباكستاني إلغاء الجلسة الاستثنائية التي كان من المقرر أن يعقدها، الخميس، بناء على دعوة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، حيث كان من المقرر أن يلقي الرئيس مرسي كلمة أمام مجلسي الشيوخ والنواب الباكستانيين، وقال مصدر مسؤول في البرلمان إن «الرئيس الباكستاني أمر بإلغاء الجلسة، مشيرًا إلى أن الرئيس مرسي ألغى زيارته لباكستان بسبب وفاة شقيقته».

كما تحولت أنظار الإعلام الباكستاني التي كانت تركز على زيارة الرئيس مرسي لباكستان باعتبارها الأولى من نوعها منذ 29 عاما، إلى التركيز على زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، واهتمت وسائل الإعلام الباكستانية بعرض مراسم استقبال أردوغان، وإذاعة تصريحاته.

كان الرئيس محمد مرسي قد أناب «مكي» لرئاسة وفد مصر، «من منطلق حرص الرئيس على متابعة مستجدات المشهد الداخلي، ومن أجل دعم التزام جميع الأطراف باتفاقية وقف إطلاق النار في قطاع غزة المبرمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، على حد وصف بيان الرئاسة.