تقدم شريف وخان بانتخابات باكستان رغم العنف

نقل مراسلو الجزيرة في باكستان أن حزب الرابطة الإسلامية بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف وحزب حركة إنصاف باكستان بزعامة عمران خان، تقدما في الفرز الأولي لأصوات الناخبين الذي بدأ مساء السبت، حيث لقيت الانتخابات التشريعية إقبالا شديدا من قبل الناخبين مما دفع باللجنة الانتخابية لتمديد فترة التصويت رغم أعمال العنف.

وقال مراسل الجزيرة في العاصمة إسلام آباد أحمد زيدان إن الفرز الأولي في بيشاور أسفر عن تقدم حزب نواز ومن بعده حركة إنصاف بفارق كبير، حيث لم تحظ الأحزاب والقوى الليبرالية في المنطقة بتأييد كبير بسبب ما يقال عن تحالفها مع الولايات المتحدة في حربها على حركة طالبان باكستان.

ومن لاهور، قال مراسل الجزيرة أحمد بركات إن ما ميز هذا الاقتراع إبراز روح التحدي في المدينة من قبل الشباب الذين تدفقوا بكثرة على مراكز الاقتراع، وسط انتشار أمني واسع في المناطق الحساسة بالمدينة، مؤكدا تقدم شريف ومن بعده خان بعد فرز نحو 15% من الأصوات.

وأضاف أن حركة منهاج القرآن لم تنجح في منع الناس من الانتخاب، كما لم تتمكن من حشد أكثر من بضع مئات من أنصارها في البنجاب للاحتجاج على الانتخابات باعتبارها غير مجدية.

ولم تؤثر التهديدات التي أطلقتها طالبان باكستان بشكل واضح على سير عملية الانتخاب، كما ظهر رئيس الأركان في أحد مراكز الاقتراع ليؤكد أن الجيش لا يطمح إلى السلطة، بل يسعى فقط "لحماية العملية الديمقراطية"، وفقا للمراسل في لاهور.

ومن مدينة كويتا بإقليم بلوشستان، قال مراسل الجزيرة عبد الرحمن مطر إن الإقليم شهد دعوات مقاطعة من قبل أربع حركات انفصالية، وإنها لاقت بعض القبول في القسم البلوشي من الإقليم.

وأضاف أن المنافسة كانت محدودة في هذا الشريط حيث يضمن بعض زعماء القبائل مقاعدهم في المناطق القبلية، وأما في القسم البشتوني من الإقليم فكانت المنافسة على أشدها بين أحزاب علمانية وأخرى دينية، غير أن النتائج لم تعلن بعد.

وأضاف المراسل أن بعض الناخبين في كويتا تقدموا بشكاوى تتعلق بتأخر وصول أسمائهم في القوائم أو غيابها، كما ألقت أعمال العنف بظلالها على العملية الانتخابية حيث تسببت اليوم في مقتل ستة أشخاص وجرح 18 آخرين.

تمديد وإقبال
وكانت صناديق الاقتراع قد أغلقت عند الساعة السادسة من مساء اليوم بتوقيت باكستان (الواحدة بتوقيت غرينتش) بعد تمديد فترة التصويت ساعة واحدة، في حين أعلنت لجنة الانتخابات أنها عجزت عن إجراء انتخابات حرة ونزيهة بمدينة كراتشي.

وشهد اليوم انسحاب مرشحي حزب الجماعة الإسلامية في كراتشي بدعوى التزوير، حيث أطلقت كل من الجماعة الإسلامية وحركة إنصاف اتهامات بحق الحركة القومية المتحدة التي قالوا إن مسلحين تابعين لها يروعون السكان ويتلاعبون بالاقتراع، بينما نفى مسؤول في الحركة المتحدة تلك الاتهامات.

وقد أيد رئيس لجنة الانتخابات في كراتشي اتهامات الجماعة الإسلامية، وقال إن الاقتراع كان معيبا وشابته عمليات تزوير، في حين حشدت الجماعة أنصارها للقيام باحتجاجات في شوارع المدينة، وفقا لمراسل الجزيرة.

وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات إن نسبة الإقبال بلغت 60%، وهي أعلى نسبة في البلاد منذ عام 1977.

أعمال عنف
ولم يمنع وقوع عدد من الضحايا في سلسلة هجمات واشتباكات وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع، ففي كراتشي قالت مصادر طبية وأمنية إن 11 شخصا قتلوا وجرح أربعون آخرون في انفجار استهدف المرشح من حزب عوامي الوطني أمان الله محسود الذي لم يصب بأذى.

وقالت الشرطة إن شخصين أصيبا على الأقل في ثلاثة انفجارات أعقبت هذا الهجوم، وأشارت وسائل الإعلام إلى وقوع إطلاق نار بالمدينة.

كما لقي ستة أشخاص مصرعهم وجرح 18 آخرون في اشتباك بإقليم بلوشستان، حيث أطلق مسلحون يستقلون دراجات نارية النار قرب أحد مراكز الاقتراع. أما بيشاور فشهدت تفجيرا أمام مكتب تصويت للنساء، مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص.

وكانت أعمال العنف ذات الصلة بالانتخابات قد استمرت حتى يوم أمس، وسقط فيها أكثر من 130 قتيلا، مما يجعلها الأكثر دموية في تاريخ البلاد.

11/5/2013