الرئيس الباكستاني يؤكد التزام بلاده بإستراتيجية الاحتفاظ بالحد الأدنى للرادع الدفاعي

بسم اللَّـه الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا باللَّـه العلىّ العظيم

الحمد للَّـه الحكيم العزيز.. العليم الخبير.. قريب الرحمة والفَرَج والنصر.. سبحانه.. سبحانه.. سبحانه.. والصلاة والزكاة وأتم التسليم.. على المبعوث رحمة للعالمين.. وهداية للضالين.. ونصرة للمستضعفين.. ومحوًا للكفر والكافرين.. محمد بن عبد اللَّـه النبى الأمى الصادق الوعد الأمين.. صلى اللَّـه عليه وسلم.. وعلى آله وصحبه أجمعين.. ومن اهتدى بهداه.. واستن سنته إلى يوم الدين.. اللهم جازه عنا كخير ما جزيت نبيًا عن أمته..

ثم أما بعد..

فإن الإرهاب يحتاج إلى تعريف حتى لا تتوجه القوة إلى حيث لا يجب أن تتوجه.. فتأتى بالفتن والخراب.. والعياذ باللَّـه تعالى..

فالتعريف الإسلامى له هو إرعاب الظالمين.. كما فى قوله "سبحانه وتعالى":


أما ما هو منهى عنه فهو "ترويع" الآمنين الأبرياء.. أو قتل الجنود غير المعتدين على المسلمين.. وهذا ما يجب أن يحارب..

أى أن المسلمين مأمورين بإرهاب الكافرين والظالمين.. وعدم ترويع الأبرياء وأهل الذمة غير المتآمرين عليهم.. وهنا يجب الحذر الشديد من وضع سلاح الجيش الإسلامى فى وجه الشعب.. لأنها لعبة محببة إلى الشياطين.. ووصفة سريعة لتفكيك الدول.. وتخريبها.. والعياذ باللَّـه اللطيف الخبير (سبحانه وتعالى)..

واللَّـه (سبحانه وتعالى) يعلم أنى أحب شعب باكستان.. وأرتاح إليهم.. وأستبشر بهم خيرًا بإذن اللَّـه.. وأحلم أن أزورهم وأعيش بينهم يومًا ما.. لعله يكون قريبًا بإذن اللَّـه الهادى الكريم (سبحانه وتعالى).. وصديقك من صدقك.. مهما كان كلامه مريرًا.. لأن الدواء مر كما تعلمون.. واللَّـه (سبحانه وتعالى) عليه صلاح الأحوال.. يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم.

وإن حق المسلم على المسلم أن يحسن الظن به.. ويقبل منه النصيحة.. طالما كانت خالصة لوجه اللَّـه الكريم (سبحانه وتعالى).. وقلوبكم ستخبركم بالصواب فلا تخالفوها..

لقد توصلت إلى أن قمة العدل أن أضع نفسى مكان الآخرين.. وأفكر ما الذى علىّ أن أفعل لو كنت مكانهم..

ولقد حذرتكم منذ فترة من ترك إخوانكم "المسلمين" فى مصر بدون أن تنصروهم.. وها أنتم ترون الغرق اجتاح بلادكم فى علامة لمن كان بصير..

وأخشى عليكم أنه من بعد العلامات والتحذير.. يكون الغضب.. والعياذ باللَّـه العظيم الرحمن الرحيم (سبحانه وتعالى)..

إخوانى..

إن شعب مصر "المسلم" غير مسلح.. ويواجه فتن هائلة.. وتآمر عظيم على الإسلام.. وها أنتم ترون المسلمون يذبحون.. والمساجد تحرق.. وأهل الشريعة الإسلامية يحاربون على أرضها ويضيق عليهم.. ويحرموا مما هو حق مصون لغيرهم..

صدقونى لو قلت لكم أن الهدف هو تنصير مصر.. أو تخريبها.. فقد بانت علاماته.. وانتتشرت الكنائس فى مصر منذ أيام مبارك بلا أى حاجة ضرورية.. والآن يتم قتل المسلمين.. فهل يحدث هذا فى زمانكم يا مسلمى باكستان من الشعب والقيادات الكريمة.. والجيش الباكستانى الإسلامى القوى.. بفضل اللَّـه الكريم الجليل (سبحانه وتعالى).. هذا الجيش يتعرض للتآكل والأطماع وفتن محاربة شعبه.. حتى يدخل فى دوامات الفتن والمكر العالمى.. لا قدر اللَّـه الحكيم الخبير (سبحانه وتعالى)..

وهذا الخطر والغضب لا يتهدد الجيش الباكستانى وحده.. بل كل الجيوش الإسلامية التى تتقاعس عن نصرة مسلمى مصر.. كما يتهدد كل الدول والجيوش الحليفة للمسلمين.. فى هذه المحنة الرهيبة.. أزالها اللَّـه العظيم الكريم.. بفضله وكرمه.. سبحانه.. سبحانه.. سبحانه..

فيا إخوانى.. اقبلوها منى أو لا تقبلوها.. فما علىّ غير النصح.. والهداية على رب العالمين (سبحانه وتعالى)..

أرى لكم.. واللَّـه (سبحانه وتعالى) شهيد بينى وبينكم..

ألا تستمعوا لمشورة أحد.. أو أية ألعاب سياسية من دول وحكومات تحالفت مع الشيطان ضد إخوانهم المسلمين..

وأن تنهبوا الأرض نهبًا.. وتقطعوها قطعًا.. وتجتازوا كافة البلاد والمياه والصحارى.. وتهبطوا إلى مصر فورًا.. بأكبر حشود ممكنة.. فهى قاعدة الدولة الإسلامية الكبرى القادمة.. بإذن اللَّـه العزيز الحكيم (سبحانه وتعالى)..

تحركوا كالريح العاصفة.. كالخيل الغاضبة المصمصمة على نصرة الدين.. وتأمين شعبها هى.. وكل شعوب المسلمين.. باستباق وأد الخطر الذى يهدد المسلمين..

لا تتوقفوا لأحد.. ولا تستشيروا أحد فيلعب بكم.. ومن اعترضكم فدمروه.. فالأمن ليس فى الخضوع أو محاربة شعبك.. بل كل الأمن فى نصرة الدين.. ونصرة ضعفاء المسلمين.. وتوسيع رقعة الدولة الإسلامية.. فهذه سنة كافة حكام الإسلام الراشدين منذ عهد محمد (صلى اللَّـه عليه وآله وسلم)..

يا شعب باكستان المسلم..

إنها ليست تخاريف إنسان حالم.. وليست تمنيات مجهول لمن لا يستطيع.. بل إننى أرى أنه ليس أمامكم من سبيل غير السمع.. والطاعة..

نعم السمع والطاعة.. كاملين..

لمـن؟!..

لصوت مجهول غريب!..

لا.. ولكنه ما تبقى من ميراث بعض الطيبين.. والحمد للَّـه الكريم (سبحانه وتعالى)..

اندفعوا اندفاعًا للجهاد فى سبيل اللَّـه العظيم الكريم (سبحانه وتعالى).. وخذونا معكم.. يصيبنا ما يصيبكم.. ونفرح لما تفرحون له.. فهذه وصفة الأمن الكبرى لدولة المسلمين.. بإذن اللَّـه..

وإن نفسى.. وأبنائى معكم إن كنتم تنهضون لنصرة الدين.. نهضة الرجال المؤمنين أولى العزم والإنفاذ بإذن اللَّـه تعالى..

واللَّـه (سبحانه وتعالى) يجعل النصر والرفعة حيث يشاء..

فهل فى ظنكم تتهدد المخاطر الداخلية.. من يقيم إمبراطورية إسلامية؟!.. فمهما كان الثمن المدفوع فإنه قليل.. قليل.. أمام مغفرة من ربكم.. وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.. وعند اللَّـه (سبحانه وتعالى) مغانم كثيرة لجنوده.. الذين تعهد بنصرتهم.. الذين يجعلون عزمهم وأسلحتهم.. فى سبيله هو.. لا لمفاخر أو مغانم أو فى صدور المدنيين العزل!..

إن مسلمى مصر مساكين.. فهم ليسوا أهل قتال وسلاح.. بسبب منعهم من الجهاد لعشرات السنين.. وليس عندهم جبال يتحصنون بها.. فهم محصورون فى واد ضيق.. يؤلمهم كل مكر ومكيدة.. ولا حول ولا قوة إلا باللَّـه العلىّ العظيم.. والمشتكى له وحده.. وهو على نصرة أهل مصر المسلمين لقدير (سبحانه وتعالى)..

فانصروا هؤلاء الضعفاء المسلمين.. لعله تكتب لكم بهم الرفعة فوق كل دول العالم.. لعقود عديدة.. وآجال مديدة.. بإذن الحكيم الخبير.. سبحانه وتعالى..

وهذا منتهى نصحى لكم.. وأخشى لكم أن يفوتكم هذا الفضل العظيم.. وتتأخروا عن معركة الإيمان.. لا قدر اللَّـه..

فكونوا أهل الأفعال.. لا أهل الأقوال..

وأهل السرعة والبأس.. لا أهل الإبطاء والقعود..

وأهل العزم والتصميم.. مهما زين لكم أهل الباطل عدم قبول المخاطر.. لأجل هذا الدين العظيم..

فعلى قدر أهل العزم تأتى العزائم.. وتأتى على قدر الكرام المكارم..


واللَّـه العظيم الكريم (سبحانه وتعالى).. هو حسبنا ونعم الوكيل..

ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد..

واللَّـه (سبحانه وتعالى) أعلى وأعلم.. وهو المستعان وعليه التكلان وحده..

واللَّـه (سبحانه وتعالى) من وراء القصد.. وهو يهدى السبيل..

واللَّـه غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون